تصفيات واعتقالات عشوائية تطال اصحاب التسوية في درعا

تصفيات واعتقالات عشوائية تطال اصحاب التسوية في درعا

سلمت قوات النظام جثة الشاب “رضوان رزق سرور” وهو من أبناء مدينة الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي، بعد أن أمضى “السرور )” أكثر من عام ونصف في سجون النظام، وتعتبر هذه الحادثة الأولى من نوعها في محافظة درعا بعد “اتفاق التسويّة”، ولاحظ أهالي المدينة الذين قاموا بدفن الجثة علامات على جسد الضحية تظهر آثار التعذيب الوحشيّ الذي تعرض له اثناء وجوده في معتقلات نظام الأسد، والتي تسببت باستشهاده تحت التعذيب، وكانت قوات الأسد قد اعتقلت “السرور” مع عدد من شبّان الشيخ مسكين خلال حملات شنّتها على قرى في ريف درعا بتاريخ 28 تشرين الأول 2018، وبحسب تجمع أحرار حوران فإنّ الشاب ومعظم من اعتقلتهم القوات حينها يحملون بطاقة التسوية التي أجروها عقب سيطرة نظام الأسد على محافظة درعا في تموز 2018.
لم تكن حادثة “السرور” هي الوحيدة، فقد وثق تجمع أحرار حوران استشهاد العديد من المنشقين العسكريين خلال سنوات الثورة الأولى من أمثاله الذين اعتقلهم نظام الأسد بالرغم من إجرائهم التسوية بضمانات روسية، والتحاق قسم منهم بصفوف قوات الاسد مثل الفيلق الخامس الذي يقوده أحمد العودة.
وفي سياق متصل وثق الناشطون استشهاد 6 أشخاص مدنيين تحت التعذيب في معتقلات نظام الأسد، اعتقلوا جميعاً بعد توقيع “اتفاق التسوية” في شهر تموز 2018.
و أشار” أبو المجد مدير مكتب التوثيق” في تجمّع احرار حوران إلى أنّ أعداد المعتقلين، خلال شهر آذار بلغ 24 حالة اعتقال بينهم 3 سيّدات، أُفرج عن 5 منهم خلال الشهر ذاته، حيث تجري عملية توثيق للمعتقلين بشكل مستمر من خلال المراسلين الميدانيين للتجمّع بالإضافة لشخصيات مطّلعة من المحافظة، بالمقابل يمتنع بعض أهالي المعتقلين عن الإدلاء بأي معلومات عن أبنائهم لتخوفات أمنيّة. كما أحصى المكتب 6 حالات اختطاف لمدنيين داخل محافظة درعا، بينهم 5 أطفال، خلال شهر آذار، أُفرج عن 5 منهم خلال الشهر نفسه، في حين لا تزال طفلة مختطفة ولا يُعرف عن مصيرها أي شيء، بالإضافة ل9 حالات اختطاف لمدنيين من أبناء محافظة درعا أثناء تواجدهم في السويداء، أُفرج عن 4 منهم خلال الشهر ذاته، في نفس السياق أفرجت عصابة خطف عن طالب جامعي من درعا كانت قد اختطفته في شهر شباط الفائت, ويشير التقرير إلى ضلوع أفرع أمنية تابعة لنظام الأسد في الكثير من عمليات الاختطاف، عن طريق عصابات الخطف التي تنتشر في محافظتي درعا والسويداء بتسهيل من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام كفرع الأمن العسكري، وتطلب عصابات الخطف عادةً فدية مالية من ذوي المختطفين لقاء الإفراج عنهم وتكررت حوادث الخطف بين درعا والسويداء وزادت وتيرتها بشكل كبير خلال العامين الماضيين، وغالبا ما يتم طلب فدية مالية, وصلت في بعض الأحيان إلى 20 مليون ليرة، وكان رد الفعل أحيانا بالخطف المضاد للتفاوض على المخطوفين, وكان أخرها الاشتباكات التي حصلت منذ فترة بين فصائل محلية في السويداء وعناصر من “الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا، في بصرى الشام بدرعا.
في المقابل خرج الأهالي بمظاهرات في عدد من مدن وبلدات درعا رداً على ما يقوم به النظام ضد أبناء المحافظة, حيث وثق تجمع أحرار حوران خروج 8 مظاهرات شعبية خلال شهر آذار الماضي، نددت بممارسات نظام الأسد وأجهزته الأمنية والمليشيات الإيرانية بحق أهالي المحافظة على خلفية تزايد عمليات التصفية والاعتقالات، وطالبت بالإفراج عن المعتقلين في سجون النظام, ورفع القبضة الأمنية التي تحكمها مخابرات النظام على رقاب الأهالي من خلال تعزيز حواجز أمنية بالأسلحة الثقيلة تنتشر بين المدن, والبلدات في المحافظة، كما يقوم النظام بنصب حواجز جديدة لقطع أوضاع المناطق عن بعضها البعض, وتضييق الخناق عليها.
يذكر أن نظام الأسد بدأ يستغل أزمة كورونا من أجل اعتقال المدنيين في درعا ومناطق مختلفة من سوريا، حيث يقوم نظام الأسد باعتقال المواطنين بذريعة سوقهم إلى الحجر الصحي ليقوم فيما بعد بقتلهم في المعتقلات تحت التعذيب، ومن ثم إخبار أهلهم أنهم توفوا بسبب جلطة قلبية أو فشل كلوي.

  • Social Links:

Leave a Reply