الرأسمالية الوطنية تقامر بالعمال من أجل الأرباح

الرأسمالية الوطنية تقامر بالعمال من أجل الأرباح

الكاتب بقلم صالح سمير_ الأشتراكي

رجل الأعمال حسين صبور في حوار مع “اليوم السابع”: رجَّعوا الناس للشغل فورًا.. لما شوية يموتوا أحسن ما البلد تفلِّس”

مرة أخرى يخرج علينا رأسمالي جديد مرددًا نفس الاسطوانة الإجرامية المشروخة حول ضرورة العودة إلى العمل رغم مخاطر تفشي وباء كورونا بين العمال. هذه المرة كان رجل الأعمال حسين صبور أكثر وضوحًا من سابقيه، إذ دعا صراحة إلى عودة العمل “من بكرة” مشبهًا العودة للعمل بحرب أكتوبر، على اعتبار أن لكل حرب ضحاياها.

إن إصرار الرأسمالية المصرية على تدوير عجلة الإنتاج المحلية على جثث العمال، ورغم انهيار الاقتصاد العالمي، يعد جريمة جديدة تضاف إلى سجل الرأسمالية “الوطنية” الحافل بالجرائم. فمن تشريد للعمال إلى التهرب الضريبي، وغيرها من الحيل الرأسمالية “الوطنية” للتملص من مسؤولياتها، ويعينها على ذلك الدولة التي تسخّر كل إمكاناتها لتلبية مطالب المستثمرين بضرورة عودة العمل.

أما عن الاستغلال والاحتيال فحدث ولا حرج، إذ لا يمكن اعتبار المدن الجديدة والمنتجعات السياحية والمساكن الفخمة والتي يستثمر صبور وغيره في إنشائها من المشروعات الضرورية. وبالرغم من ذلك نجد أنه وغيره من رجال الأعمال مذعورون من دعوات استمرار الإجراءات الاحترازية وعلى رأسها التباعد الاجتماعي وأثرها على دوران عجلة الإنتاج.

فبينما يلتزم الرأسماليون أنفسهم وعائلاتهم بالتباعد الاجتماعي خشية التقاط العدوى فإنهم لا يجدون غضاضة في التضحية بنسبة من العمال وعائلاتهم في سبيل عدم تأثر الأرباح.

هذه هي الرأسمالية “الوطنية” التي يدافع البعض عنها ويمجّد رموزها دون رتوش. إجرام واستغلال وتواطؤ من الدولة والمتضررون هم العمال الذين يجدون أنفسهم بين مطرقة الجوع وسندان التقاط العدوى.

هذا الوضع لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، ونحن إذ نعلق آمالنا على العمال وحركتهم الجماعية الواعية في التصدي لهذا الإجرام فإننا ندعوهم للمقاومة بكافة السبل الممكنة وندعو جميع القوى السياسية والمجتمعية للتضامن مع مقاومتهم.

 

 

  • Social Links:

Leave a Reply