وصلت للرافد هذه المبادرة، ونحن ننشرها انطلاقاً من التزامنا بالتعددية وقبول الرأي الآخر، علماً أننا في حزب اليسار الديمقراطي السوري ننطق من ضرورة البناء على الأحزاب والقوى السياسية الوطنية الديمقراطية التي تؤمن بأن سوريا وطناً نهائياً لجميع السوريين منطلقين من وحدة سوريا أرضاً وشعباً واسقاط نظام الاستبداد القاتل لشعبه والناهب لثروات البلاد، والانتقال إلى نظام مدي ديمقراطي تعددي يتساوى فيه جميع المواطنين في الحقوق والواجبات أمام القانون وبضرورة العمل على طرد جميع قوى الاحتلال من سوريا، دولاً وأفراداً ومليشيات، وفي مقدمتها روسيا وإيران، ومحاربة الارهاب ورفض التطرف كائناً ما كان شكله، سواء أكان تطرفاً دينياً مذهبياً أو قومي أو حتى تطرف بالموقف السياسي، بحيث تلتقي هذه القوى الحزبية جميعاً في مؤتمر وطني للثورة ينتج عنه قيادة جماعية مشتركة مع عدم إغفال الشخصيات الوطنية، وتكون في تفاعل وتناغم متبادل مع الضباط الأحرار، ولا نقبل أن يتدخل العسكر بالشأن السياسي ويشكلوا الكيانات السياسية ونعيد تكرار تجارب الماضي.
نحن الضباط المنشقون عن جيش النظام المجرم والمنتسبون إلى الشعب السوري الثائر في وجه حكم الطغيان والاستبداد الأسدي وعصاباته العابرة للحدود .. كنا ومازلنا على العهد باقون إلى جانب ثورة شعبنا الحر الأبي حتى يحقق أهدافه في نيل الحرية والكرامة ..
يا شعب سوريا العظيم :
إن قرار انشقاق آلاف الضباط وصف الضباط والأفراد وانحيازهم إلى جانب ثورة الشعب ووقوفهم في وجه الظالم والمستبد الذي مارس كل أشكال الظلم والقهر على الشعب السوري الكريم خلال خمسين عام مضت ، كان قرارا صائبا ومشروعا للوقوف مع هذا الشعب الثائر في إعادة حقوقه المغتصبة بعد استخدام النظام المستبد للقوة العسكرية المفرطة لإخماد المظاهرات السلمية المنادية بالحرية والكرامة وقمعه للمتظاهرين السلميين بكل وحشية دون أي رادع أخلاقي .. كما وجلب هذا النظام الفاشي للميليشيات الطائفية استكمالا لعملية القتل والتهجير وتنفيذا لمشروع ديموغرافي خطير ..
يا شعب سوريا العظيم :
رغم كل الظروف القاسية التي مر بها اخوتكم العسكريين المنشقين عن هذا النظام ، لكنهم مازالوا الأمل لكم في تحقيق أهداف ثورتكم المباركة ..فقد كان قرار الانشقاق بمثابة رسالة إلى العالم أجمع بأننا طلاب سلام ومشروع حماية لهذا الشعب الثائر المظلوم ودعما له في نيل حريته واستقلاله.. ببقائنا على العهد رافضين للإرهاب والظلم والقتل تحت أي مسمى كان .
يا شعب سوريا العظيم :
بعد مضي تسعة أعوام من عمر الثورة وبكل أحداثها وفصولها وبعدما انكشفت جميع أوراقها .. كان لزاما علينا إطلاق مبادرة وطنية صادقة نناشد من خلالها كل سياسي وطني غيور كي يتخذ قراره التاريخي ويتحمل مسؤولياته الأخلاقية اتجاه الثورة والشعب بكل أمانة وإخلاص وفي جميع المحافل الدولية وأن يكون صوتا حرا وجريئا لإيصال مطالب شعبنا التي ثار لأجلها بكل أمانة ، وعلى جميع المنابر السياسية المؤثرة حتى ندفعها لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة في تحقيق الانتقال السياسي للسلطة في سوريا ..
يا شعب سوريا العظيم :
سوف نعمل مع كل حر وشريف .. لبناء مشروع وطني متكامل بعيداً عن التكتلات السياسية والخلافات الحزبية وتأكدوا بأنه لن ينجح أي انتقال سياسي مستقبلي في سوريا دون أن يشكل فيه الضباط والعسكريون الأحرار الركيزة الأساسية للبناء وتحقيق الأمن والاستقرار لبلدنا العظيم في إعادة بناء ما دمره الأسد وحلفائه والاسراع في اخراج جميع المعتقلين وعودة جميع المهجرين والنازحين وتعويض جميع المتضررين من آثار الحرب.
يا شعب سوريا العظيم :
إن المرحلة المقبلة ربما تكون من أصعب المراحل في عمر الثورة .. فمن هنا توجب علينا العمل على اختيار نخبنا السياسية والوطنية ممن أثبتوا ولاءهم المطلق لثورة الشعب ومارسوا العمل السياسي بكل احترافية وأثبتوا من خلاله اخلاصهم وثباتهم في سبيل تحقيق مبادئ ثورتهم ومطالب شعبهم المشروعة مما أكسبهم محبته ودعمه ، ولنتمكن معا للتصدي لجميع المعوقات والصعوبات التي ربما تفرضها المرحلة القادمة بكل أمانة واقتدار .. كما ويترتب عليهم المشاركة في قيادة سوريا المستقبل وتهيئة الأجواء المناسبة لانتخابات حرة ونزيهة يقرر فيها الشعب السوري شكل الحكم واختيار من يقوده لدفع عملية اعادة الاعمار وطرد جميع الغزاة والمحتلين ونحن على يقين تام بنجاح مبادرتنا وتحقيق أهدافها وتطلعات شعبنا الثائر في نيل حريته واستقلاله وبناء دولة الحرية والعدالة والمساواة .
عاشت سوريا حرة أبية وعاش شعبنا العظيم
خطة عمل العسكريون في المبادرة: ١- من صلب مهامنا واختصاصاتنا يتقدمنا مجموعة من الضباط من ذوي الخبرة بالحوار والسياسة.
٢- المشاركة في اختيار شخصيات سياسية وطنية صادقة مخلصة من مختلف شرائح المجتمع السوري الحر ومن جميع مكوناته وتقديم الدعم لها في مسارها الثوري وعلى كافة الأصعدة.
٣- نرى من الحكمة إعطاء فرصة لرجال خبرناهم مخلصين لم يحيدوا عن أهداف الثورة ومبادئها للخلاص من هذا النظام الشمولي المجرم والتأسيس لمرحلة واعدة من الحياة الحرة الكريمة لكل أبناء شعبنا السوري.
٤- رفض أية شخصيات تفرض علينا من الخارج ممن يحملون أجندات بعيدة عن ثوابت الثورة وتضحيات شعبنا.
٥- تفعيل الجانب الإعلامي الهادف بالاعتماد على نخب متمرسة من الإعلاميين المميزين لشرح مضمون وأهداف المبادرة في داخل البلاد وخارجها .
٦- العمل على تشكيل لجان عمل عسكرية ومدنية في داخل البلاد وخارجها لمتابعة تنفيذ بنود المبادرة وتفعيلها ونشر الوعي بين المواطنين .
الغاية والهدف من المبادرة:
حشد كل الطاقات والإمكانيات البشرية لتفعيل المسار السياسي كمسار وحيد لرحيل النظام تناغما مع قرارات المجتمع الدولي ذات الصلة ومع اقتراب تفعيل قانون سيزر .. وبعد استصدار أول قرار أممي يدين استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي في اللطامنة وهو مؤشر إيجابي في هذا الاتجاه وربما يتبعه اصدار قرارات أخرى تدين استخدامه النظام المجرم للسلاح الكيماوي في الغوطة وخان شيخون.
من أجل هذا توجب علينا وإحساسا منا بالمسؤولية أن نطلق هذه المبادرة كخارطة عمل للمرحلة السياسية القادمة متمنين النجاح والتوفيق .
للتعميم والنشر
حرر يوم السبت في ١٨/ ٤/ ٢٠٢٠ م
Social Links: