– بمناسبة عيد الجلاء  “نبذه عن حياة المجاهد مصطفى الحاج حسين”

عبد الله حاج محمد

الأمين العام لحزب اليسار الديمقراطي السوري

ولد القائد المجاهد مصطفى الحاج حسين في بلدة إحسم في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي عام (١٨٨١م).

ينحدر نسبه من أسرة عربية أصيلة، عريقة بالرئاسة، كان أسمر البشرة ، متوسط القامة ، يطلق شاربين يلتفان عند نهايتهما إلىٰ الأعلىٰ وكان معروفاً برباطة جأشــه ، وصلابة قلبه عند الملمات ، وقوة بنيته ، ورجاحة عقله التي ماعرفت تراجعاً ، ولم يكن صاحب نظرية ولا قائداً عقائدياً ، وإنما تجلت عظمته بأنه رجل حقاً ويتميز بالخلق الحسن ، ونخوته العربية الأصيلة التي إكتسبها من أجداده الذين إستوطنوا إحسم منذ مائة وخمسين عام.

كان قائداً عسكرياً ميدانيا من الطراز الأول، خاض العديد من المعارك ضد الفرنسيين، بالتنسيق مع قائد ثورة الشمال “ابراهيم هنانو”، والتي امتدت من مدينة حماه حتى الحدود السورية التركية.

لُقِبَ ” أبو الحجي” رفع شعار الحرية ومن أقواله:”حرامٌ علىٰ الشعبِ أن يخضع للظُلمِ فقُــوةُ الحــقِ أقوىٰ من الظُلمِ” .

من أهم معاركه ضد الفرنسيين معركة ” ترعان” التي اطلق عليها ” أُم المعارك “كان عدد الفرنسيين في ذلك الحين ثلاثون ألف مقاتل، كانوا على وشك اطباق الحصار على المجاهدين، وبفضل حنكة وشجاعة مصطفى حاج حسين تم دحر الغزاة وقتل ما يزيد عن أربعة آلاف عسكري واغتنام الكثير من الأسلحة والذخائر، وقتل من المجاهدين ثلاثة وأربعون شهيد.

وهناك معارك أخرى منها ( معركة إدلب _  معركة سرجة _ معركة دير لوزة _ معركة جبل الوسطاني _ معركة جبل الأربعين ) .

كان  يعتمد في معاركه على العنصر المفاجئ للعدو، ويرسل ما يفيض عن حاجته من سلاح وذخائر لبقية المجاهدين في المحافظات السورية .

نُفِيَ القائد مصطفى الحاج حسين مع أهله إلى تركيا، عام ( ١٩٢١ م ) حتى عام ( ١٩٣٧ م ).

توفي في إحسم عام ( ١٩٥٢) ليكُتِبَ في سجل الخالدين مع الأبطال .