خاص الرافد _جهان الخلف
بعد تفشي فيروس كورونا بالعالم أجمع وفي ظل عجز وفشل التقدم العلمي والتقني في إيجاد علاج فعال للمرض وعدم وجود سبل للحفاظ على الصحة العامة في الشمال السوري تصاعدت التحذيرات من خطر فيروس كورونا( كوفيد 19) وانتشاره في دول الجوار ومناطق سيطرة النظام السوري.
بات أكثر من أربعة ملايين مدني في الشمال السوري وجها لوجه أمام كارثة حقيقية لا يمكنهم مواجهتها في ظل ظروف النزوح والحرب التي تعيشها المنطقة منذ سنوات وبالرغم من عدم تسجيل أي اصابة حتى الآن بحسب مدير صحة ادلب (الدكتور منذر الخليل) إلا أن ذلك لا يعني انه غير موجود.
كارثة حقيقية في الشمال السوري
في حال تسجيل اصابة واحدة فقط لن تكون هناك قدرة على التعامل مع الحالات التي قد تتحول الى انفجار وخاصة في المخيمات حيث يعيش أكثر من مليون ونصف مليون نازح ضمن مخيمات مكتظة تفتقد للحد الادنى من مقومات الحياة الأساسية بما فيها شبكات المياه والصرف الصحي بالاستناد لتقارير الدفاع المدني .
كيف سيكون المشهد في حال تفشى الفيروس في الشمال السوري فالحال يرثى له بوجود مخيمات تفتقد للمياه المعقمة الصالحة للشرب وخاصة أن المخيمات تعتمد على مياه غير نظيفة أساسا فكيف بالمعقمات واالكمامات
وتفتقد للوعي فما زالت الاسواق مكتظة والشوارع مليئة بالناس ولاوجود للتباعد الاجتماعي بالمحرر.وان تطبيق اجراءات الوقاية من الفيروس والبقاء في المنزل وهو ما يهدد بانتشار كبير للفيروس وخروجه عن السيطرة
وتطبيق التباعد الاجتماعي غير ممكن في المخيمات بسبب تردي الاوضاع المعيشية للسكان وحاجتهم لتأمين قوتهم .وعدم مقدرتهم على تأمين حاجاتهم اليومية من الغذاء.
جهود حثيثة لمواجهة الفيروس
تصدت فرق الدفاع المدني ( الخوذ البيضاء ) لمواجهة خطر الفيروس المنتشر في دول العالم حيث
طهرت فرق الدفاع المدني منذ انطلاق حملة التطهير للوقاية من فيروس كورونا في 18 آذار حتى يوم السبت 18 نيسان، 6463 موقعاً في الشمال السوري، وتستمر الحملة حتى تغطية كافة المرافق العامة والمنشآت الحيوية.
واستهدفت فرق الدفاع المدني في عمليات التطهير المخيمات والتي تعتبر من أكثر المناطق التي يُخشى انتشار الفيروس فيها بسبب الكثافة السكانية الكبيرة، حيث تضم نحو مليون ونصف مليون نازح يعيشون في 1259 مخيماً بينهم نحو 250 مخيماً عشوائياً، وطهرت الفرق 969 مخيماً منها حتى يوم السبت 18 نيسان.
الدفاع المدني يقوم بحملات تطهير
تم تطهير 1876 مسجداً ، 1323 مدرسة، 507 مركزاً طبياً إضافة إلى 1788 مرفقاً أخر بينها منشات حيوية وأسواق في كافة مناطق الشمال السوري بمشاركة مديريات الدفاع المدني في حلب وإدلب وحماة واللاذقية، عبر 75 فريقاً تم تدريبهم على عمليات التطهير باستخدام مادة (benlı) والتي ليس لها أي آثار جانبية.
وتعمل فرق الدفاع المدني على إعادة تطهير بعض المرافق العامة التي تشهد حركة كثيفة للمدنيين كالأسواق والنقاط الطبية والمشافي والمخيمات وبعض المرافق والمنشآت الحيوية الأخرى.
وبالتوازي مع استمرار حملة التطهير الوقائي من فيروس كورونا تواصل فرق التوعية في الدفاع المدني عملها، عبر لصق منشورات توضح طرق انتقال الفيروس وأساليب الوقاية منه، مع قيام المتطوعين بتوضيح بعض اجراءات الوقاية للمدنيين وخاصة في المخيمات.
بعد شهر من انطلاق حملة الوقاية من “كورونا”..تم .تطهير أكثر من 6 آلاف موقع في الشمال السوري بينها نحو ألف مخيم.
صحة ادلب تناشد المنظمات الانسانية والمجتمع الدولي
ويشكل فيروس كورونا خطراً على المدنيين في الشمال السوري، بسبب ظروف النزوح، والحرب التي يشنها النظام السوري وحليفه الروسي، والتي أدت لضعف كبير في القطاعين الطبي والإنساني.
ولم تسجل أي إصابة بكورونا حتى يوم أمس الأحد 19 نيسان في الشمال السوري، بعد فحص عشرات الحالات المشتبه إصابتها بالفيروس، حيث أظهرت نتائجها أنها سليمة.
امكانات طبية محدودة لمواجهة الازمة
وضح مدير صحة إدلب الدكتور “منذر خليل” الإمكانيات المتاحة لمواجهة جائحة كورونا في الشمال السوري ومدى قدرة القطاع الطبي على احتوائه والاستجابة له.
الاستعداد الطبي والصحي محدود جدا نتيجة القصف الذي تعرضت له المشافي من قبل النظام وحليفيه الروسي
وتحدث “خليل” أن عدد سكان الشمال السوري وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة يتجاوز الـ 4 ملايين و178 ألف نسمة، في حين أنه لا يتواجد في مشافي المنطقة سوى 3065 سريراً، أي كل 1363 شخصاً لهم سرير.
وأضاف أن الوضع في محافظة إدلب أسوأ من ذلك حيث إن كل 1592 شخصاً لهم سرير واحد في مشفى، مشيراً إلى أن جميع مشافي الشمال تحوي 201 سرير من أسرة العناية المشددة، و 95 منفسة للبالغين فقط بين المنافس الجراحية والداخلية، وأن العدد المتوفر أقل من الاحتياج.
المخبر الوبائي وعود قدمتها منظمة الصحة العالمية
وشدد “خليل” على أنه لا يوجد منفسة بالغين في إدلب جاهزة وشاغرة لاستقبال مرضى إضافيين نتيجة جائحة كورونا لأن جميع المنافس مشغولة في معظم الوقت بنسبة مئة بالمئة.
وتابع: “إذا أردنا الحديث عن خطة حقيقية للاستجابة لا بد من التذكير برفع كفاءة القطاع الصحي بشكل عام، من خلال زيادة أسرة العناية المشددة، وما يتضمنه من زيادة القدرة التشغيلية” مضيفاً أن المديرية تنتظر وصول الكيتات الخاصة بالتحاليل خلال ثلاثة أيام حسب وعود قدمتها منظمة الصحة العالمية للمخبر الوبائي المركزي بمدينة إدلب.
وأكد “خليل” أنه لا يوجد حتى اليوم القدرة المخبرية على تأكيد أو نفي الإصابات ولا زالت المديرية تعترض على الأعراض فقط.
مشاركة نسائية في التصدي للمرض
في ظل هذه الظروف تصدرت المشهد نساء سوريات في الشمال المحرر وبدأت الفكرة
على صناعة كمامات للمدنيين بالشمال السوري وبدا المشروع بمجتمع كفر تخاريم
حيث تواصلت ادارة منظمة تستقل مع مديرة مركز كفر تخاريم نادية عكاشة
وبدا العمل بشراء كمية كافية من الاقمشة الصحية ذات المواصفات الصحية المطابقة لتعليمات مديرية الصحة والمطاط والخيطان.
وتم الاتفاق مع عدة سيدات من الداخل اللواتي يمتلكن ماكينة الخياطة لحياكة الكمامات بمنازلهم
وفعلا بدا العمل بهمة ونشاط حيث تكفلت منظمة تستقل بكافة المصاريف المترتبة على المشروع من ثمن القماش والمطاط والخيطان واجار الخياطات.
تم صناعة الكمامات بجودة ممتازة وتم وضعها باكياس مرتبة وانيقة
حيث سيتم توزيعها بشكل منظم مع عدة متطوعات من المتدربات ببرنامج تستقل اللواتي خضعن لدورات التوعية والوقاية من الكورونا لغير المختصين وحصلنا على شهادة نجاح بالدورة مختومة من مديرية صحة ادلب
وهذا المشروع ينفذ ايضا باطمة واعزاز.
الخوذ البيضاء تدق ناقوس الخطر
في بيان للدفاع المدني قال (منير مصطفى نائب مدير الدفاع المدني )إن المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وكافة المنظمات الإنسانية، أمام مسؤولية إنسانية وأخلاقية، لانقاذ أرواح المدنيين في الشمال السوري، وإننا كدفاع مدني نعلن دق ناقوس الخطر ونحذر من عدم القدرة على مواجهة الفيروس ضمن الإمكانات الموجودة، ونؤكد ضرورة دعم القطاعين الطبي والإنساني بأسرع وقت ممكن لمواجهة الكارثة قبل فوات الأوان.
Social Links: