عدنان عبد الرزاق_ زمان الوصل
على الأرجح، أن بيت سر المعارضة السياسية والمسلحة، هو أحمد الجربا، فمن يسعى لفتح ملف الفساد والرشى، وحتى الارتباط، فما عليه إلا برئيس الائتلاف، وقت كان الائتلاف إئتلافاً، منتصف عام 2013 وكانت المعارضة بأوجها، سواء لجهة السيطرة على الأرض أو الاعتراف الدولي والتمويل المالي والدعم السياسي.
وربما من يفتح ملف تلك الفترة، سيُصعق بمناضلين، اشتغلوا “صبياناً” لدى الجربا، وأسماء إعلاميين ومثقفين، باعوا كل ما يباع، حتى لمرة واحدة، كالكرامة والشرف، ليكسبوا رضى “سيادة الرئيس” ويتكسبوا ولو بإذلال، من بعض ما جادت عليه “المملكة” وقتذاك للسيد الجربا.
رغم أن المكان لا يتسع للسرد، بيد أني سآتي سريعاً على “حكاية” قالها لي مسؤول رفيع بالائتلاف، عن “علمين” بارزين بالمعارضة، الأول اشتغل سمساراً ومروجاً للرئيس، بل و”ستايلس” يختار ما سيلبسه الجربا، حتى على صعيد الجوارب والألبسة الداخلية. والثاني، كيف “تبكّى” للجربا وأنه لا يمتلك مالاً لدفع إيجار منزله، فكان من أول المتكسبين بمبلغ وفير.
قصارى القول: قرأنا ونقرأ منذ فترة، عن “فضائح” مالية لبعض من تبوأ مواقع بارزة بالمعارضة السياسية، وربما، مع استمرار نبش الماضي الأسود لمن سرق ثورة السوريين وتاجر بمصير سوريا والحلم، نقرأ عن الملف الأخطر، وهو الفساد العسكري والارتباطات مع المخابرات والدول.
الأمس، تم الكشف عن استثمار لقيادي سابق بجيش الإسلام” محمد علوش” بإسطنبول، وكيف أوجع افتتاح المطعم السوريين أكثر، لتزامنه مع حملة الإبادة الأخيرة التي قادها، بوتين- الأسد على إدلب.
لنقرأ بعدها عن فساد آخر لعضو مجلس دير الزور الثوري، كشفه سرقة ذهب وملايين، لبيت المناضل “ماجد سليمان الكاظم” (أبو البراء) بالوقت الذي يئن خلاله السوريون، تحت وطأة الجوع والعوز، وتستمر “الحملة” بقصص فساد وارتباط، لشخصية ملتبسة “لؤي المقداد” تدفع المتابع لتساؤلات وشكوك، ربما تصل لدرجة “الكفر” بتلك المعارضة من “ساسها لراسها” والأسف على ثورة صوفية أطلقها أنقياء وسخرها رخصاء، ليحل عليها كل ما نرى اليوم، من ويلات وبلاء.
بيد أن أسئلة معلقة تتوثب على الشفاه اليوم، بعد فتح ملفات فساد هؤلاء، ربما بمقدمتها، لماذا الآن، وما هي أثمان صمت الدول والمخابرات وحتى “الثوار” طيلة سني الثورة عن جرائم هؤلاء المرتزقة، وهل للتوقيت علاقة بما يقال عن انهيار نظام الأسد، لتسقط معه أوهام بالمعارضة، سوّقت لسنين على أنها رموز ثورية.
ومن الأسئلة أيضاً، لماذا يتم التركيز على فاسد حقير، في حين يتم التغاضي عن دول، صنعته ومولته وسوقته، ليحقق لها أدوراً وظيفية، ربما حرف الثورة وحرق سوريا والسوريين، بعض بعضها.
وأيضاً، وربما هو الأهم، ما هي العبر والرسائل من اختزال الثورة السورية بالفاسدين، خلال فترة تعتبر مفصلية بحياة سوريا، هل الهدف للتعمية والتعميم بأن ثورة السوريين برمتها.
من هذه الشاكلة ومساواتها مع نظام الأسد بأركان عصابته جميعهم، ليحق القول “شهاب الدين أضرط من أخيه” ولابد من البحث عن “معارضة وطنية وأسماء محايدة” لقيادة دفة المرحلة المقبلة؟!
نهاية القول: كما أنه ليس دقيقاً، أن تسليح الثورة فقط، هو من أوصلها لهاهنا، رغم أن السلاح من أخطر ما حرف الثورة وغيّر معالمها وبدل أهدافها.
لأن نظام الأسد الابن، وبدليل السكوت الدولي عن جرائمه، بما فيها الكيماوي، وبديل السكوت مسبقاً عن جرائم الأب بحماة وتدمر، كان سيقتل السوريين ويحاول وأد الثورة، ولو استمر السوريون بحمل الورود كما غياث مطر لعشرين سنة، ولن يتدخل المجتمع الدولي ويناصر حملة الورود.. بل سينتظرون ريثما يحقق رئيس النظام كامل الدور الوظيفي.
كما أن ذلك ليس دقيقاً وربما يراد الخلط والتعمية من سوقه، أيضاً، ليس صحيحاً أن المعارضة السورية برمتها فاسدة ومرتبطة، وربما تكريس هذا الطرح وبهذه الفترة على وجه التحديد، يراد منه التعميم والتعمية، لتحميل السوريين أوزاراً لم يقترفوها ويخرج من يهمهم الأمر، بأن “كلا الأخوين ضراط”.
Social Links: