سلوى زكزك
ازدحام بالأسواق وخاصة عند محلات البوظة..محلات البزر والمكسرات فاضية عنجد وتماما حتى لايوجد من يسأل عن بزر دوار الشمس.. اغلب المحلات ماعندا بضاعة وخاصة باعة الملابس والاحذية الصيفية.. يقولون ان الورشات لم تنجز المطلوب منها بسبب الحجر..بعض المحلات أعلنت عن رخصة..اختلط الشتوي بالصيفي ..المهم هو ترحيل البضاعة الموجودة.. ربما للخلاص منها وربما لجمع سيولة مفقودة..بالقصاع محلين صياغة كاتبين برسم التسليم..
موجع ان تتوفر المواد الغذائية بكثرة والشراء قليل ..الزبائن بالأسواق في حالة تشتت وكأنما فقط رغبة للتأكيد على أننا مازلنا أحياء.. حتى محلات العصرونية في عندها مواد مفقودة..على مستوى ملاعق خشب او ملاعق السكب.. عند الجميع رعب من سؤال هل سنتمكن من شراء كل ماينقصنا حتى في محلات الماركات المشهورة..
سيدة تبيع خاتم زواجها..المتسولات مع أطفالهن بدون مبالغة يشكلن نسبة الخمس من العابرين الموجودين في الشوارع .طفلان يتبادلان قطعة بقطعة من كيس الشيبس الخاص بكل واحد منهما ليضمنا الحصول على النكهتين معا..
بعض الناس تسأل عن سعر كل شيئ وتصفّر لتكسر حالة الدهشة او القلق..وناس لا تسال عن شيئ وتقول سأشتري ما سأحتاجه مرغمة مهما بلغ سعره..
السوق حيله مهدود، يشبه الناس تماما..ارفف كثيرة فارغة في المحلات، والباعة يعتذرون بابتسامة صفراء عن غياب المواد المعدة للبيع..
في ساحة القصور شبكة مؤلفة من أربعة شباب وحوالي العشر أطفال يبيعون المماسح.. يلصقون وجوههم بشبابيك السيارات ويترجون الشراء..ولايبيعون شيئا..
في شارع بغداد شاب يقول لي ابوس ايدك عطيني اشتري خبز لخواتي البنات..شاب يهد الحيط لو أراد.. وعندما اقول له عيب تقول هيك روح اشتغل..يشتمني …
استغرب ان يستعمل احدهم سيارته لشراء كيلو سمون من الفرن القريب لبيته..اكل الكلاب والقطط ارتفع سعره أيضا وأصحاب الكلاب والقطط يقارنون بين الأسعار الجديدة وبين الطبخ أيهما أوفر؟ سيدة تقرر انها ستطعم قطتها خبز وارزا وان رفضتها ستبيعها…
للحياة اسم ينطبق عليها..الكساد..حياتنا كاسدة..ونحن نتحرك كالدمى على خشبة مسرح نخرها السوس..لا ثقة لنا بثبات خطواتنا..ولا ثقة لمحرك الدمى باستدامة عمله..لقد تحولنا لعملة كاسدة..والعملة كي لاتموت قهرا من فرط خفتها تضحك علينا وتتظاهر بانها غالية جدا وذات قيمة..
كل شيئ ضاق حتى ضاع….
Social Links: