ساهم باعتقال وقتل عشرات السوريين تحت التعذيب ..”لمّ الشمل” يضيف مخبرا إلى اللاجئين في ألمانيا

ساهم باعتقال وقتل عشرات السوريين تحت التعذيب ..”لمّ الشمل” يضيف مخبرا إلى اللاجئين في ألمانيا

زمان الوصل

توصل فريق مبادرة التقصىي عن مجرمي الحرب في “زمان الوصل” إلى المدعو “حاتم عبد العزيز بدوي” المقيم حالياً في ألمانيا، والذي سبق له التعاقد والتعاون والعمل على مدى أكثر من 15 عاما مع عدد من الأفرع الأمنية في نظام الأسد.

وبعد عملية بحث ومتابعة من فريقنا في محاولة إيجاد شهود وصور للمدعو “حاتم البدوي” تمكن فريقنا من الوصول إلى معلومات أكدتها مصادر متقاطعة أبدت استعدادها للشهادة أمام أي هيئة قضائية لمحاسبة مجرمي الحرب مستقبلاً، حيث أجمعت مصادرنا على أن المدعو “حاتم عبدالعزيز بدوي” والذي كان يعمل كمتعهد بناء ويقيم في منطقة “الزاهرة” في العاصمة دمشق، إضافة لعمله مخبراً وواشياً لعدد من الأفرع الأمنية قبل الثورة منها “الفرع الداخلي وفرع الخطيب وفرع الدوريات”، لينتقل بعد الثورة إلى التعاقد مع فرع (235) التابع للاستخبارات العسكرية والمعروف بفرع “فلسطين”.

حيث شارك بحسب ما وثق فريقنا عن ذات المصادر بالتسبب باعتقال عشرات المتظاهرين والناشطين في كل منطقة “الزاهرة” الميدان والأحياء المجاورة لها.

وهو ما أكده لنا الصحفي والكاتب السوري “أسد القصار” المقيم حالياً في ألمانيا، والذي كان من أوائل المشاركين في المظاهرات السلمية في حي “الميدان” الدمشقي.

وأفاد القصار بأنه شاهد المدعو “حاتم عبد العزيز بدوي” أمام “جامع الأشمر” في حي “الزاهرة” رفقة شخص آخر ويرتدي زياً مدنياً، ويحمل بيده جهاز اتصال لاسلكي ويقوم بمراقبة المتظاهرين وتصوير وجوههم وذلك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الثورة السورية.

ويضيف “القصار”: “شاهدته في الشهر الرابع لقيام الثورة عند مطعم البالون الواقع في محيط جامع الحسن في حي الميدان، وكان حينها برفقة مجموعة من الشبيحة الذين يحملون عصي وهراوات، وانحصر دوره حينها كذلك على التصوير والقيام بالاتصالات من خلال جهاز الاتصال اللاسلكي الذي يحمله، فيما قام من معه من الشبيحة بالاعتداء على المتظاهرين بالضرب”.

وتابع “القصار” قائلا “أبرز ما قام به بدوي اختراقه تنسيقية حي الميدان من خلال حضوره أحد اجتماعاتهم بعد ادعائه الانشقاق عن النظام، وهو ما أدى إلى اعتقال 14 شخصا من الناشطين في التنسيقية والذين ما يزالون حتى اليوم قيد الاعتقال والإخفاء القسري وربما استشهدوا تحت التعذيب”.

ويستطرد “القصار” شهادته بالقول”: “عندما تعرضت أحياء مدينة حمص للقصف والاقتحام من قبل قوات الأسد، وحصلت حينها عمليات نزوح كبيرة بإتجاه دمشق طلبا للأمان، وقام حينها أهالي أحياء “الزاهرة” و”الميدان” و”التقدم” بإيواء ومساعدة العائلات الحمصية النازحة ونقلهم من الكراجات إلى منازلهم، وساهم بدوي بشكل مباشر باعتقال من آوى تلك العائلات من خلال الوشاية بهم بتهمة (إيواء إرهابيين) على الرغم من أن كل النازحين كانوا مدنيين وجلهم من الأطفال والنساء وكبار السن، حيث اعتقل مايقارب 400 شخص من أهالي المنطقة بتلك التهمة”.

وختم “قصار” ما أدلى به لفريقنا بتأكيده الاستعداد لأن يكون شاهدا ضد “البدوي”، وما ارتكبه من انتهاكات أمام أية هيئة قضائية أو محكمة قد تنظر في القضية مستقبلاً في حال تم استدعاؤه للشهادة كونه مقيما في ألمانيا.

وعن وجود “بدوي” في ألمانيا، توصلت “زمان الوصل” من خلال مصادرها إلى أنه وصل إلى ألمانيا نهاية العام 2018 عن طريق لمّ الشمل، حيث كانت زوجته قد سبقته إلى ألمانيا.

ونوهت مصادرنا إلى أن “بدوي” سافر أكثر من مرة إلى سوريا خلال وجوده في ألمانيا، وهو ما يثير الريبة والشك ويضع احتمال استمراره بعمله الأمني والاستخباراتي لصالح نظام الأسد في ألمانيا التي لجأ إليها مئات الآلاف من السوريين بينهم الكثير من النشطاء والمعارضين السياسيين والضباط المنشقين وهو ما قد يعرضهم لخطر محتمل”.

ومن الجدير بالذكر أن، المحكمة العليا بمدينة “كوبلنز” الألمانية باشرت في محاكمة تاريخية هي الأولى في ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي لـ”أنور رسلان” الذي ترأّس التحقيقات في الفرع “251” (فرع أمن الخطيب في دمشق) التابع للمخابرات السورية، وذلك بين نيسان/ أبريل 2011 وأيلول/سبتمبر 2012 قبل مغادرته سوريا وتقديم طلب اللجوء في ألمانيا.

وقد وجّه الادعاء العام الألماني لـ”رسلان” تهماً مرتبطةً بالقتل والتعذيب الممنهج والاعتداءات الجنسية، وهي انتهاكات ترقى لمستوى جرائم ضدّ الإنسانية، وذلك وفقاً للقانون الألماني الذي ينعقد له الاختصاص الدولي بمقتضى “قانون الجرائم ضد القانون الدولي لعام 2002، الذي يمكن تحريك الدعاوى بحق المشتبه بارتكابهم جرائم ضدّ الإنسانية وجرائم الحرب في ألمانيا، حتى في حال عدم صلة هذه الجرائم بألمانيا واقترافها في الخارج، على اعتبار أن المدعى عليه يقيم في ألمانيا.

ولم تقتصر أعمال قادة وعناصر ميليشيات نظام الأسد العسكرية والأمنية على المهام القتالية، والاشتراك في الأعمال العسكرية باقتحام المدن والقرى وقصفها وارتكاب مجازر الإبادة والتطهير الطائفي، بل تعدت ذلك إلى العمل الأمني الدقيق والاستخباراتي الحساس ضمن فروع النظام الأمنية المتعددة، والتي خبرها السوريون لعقود من الزمن، ونالت ما نالت من أعمارهم وأجسادهم تنكيلاً وتعذيباً، بالإضافة إلى الضباط وعناصر الأمن العاملين في تلك الأفرع. استعان النظام منذ استيلائه على السلطة بالتعاقد مع عدد من المخبرين الذين يقدمون له تقارير دورية عن أدق تفاصيل حياة السوريين، ويكلفهم بمتابعتهم والتحري عن المواطنين لصالح تلك الأفرع.

ومع بدء الثورة السورية في آذار مارس/2011 وخروج المظاهرات بأعداد كبيرة، وانتهاج نظام الأسد لسياسة القمع والاعتقال للمتظاهرين، كان للمخبرين الدور الأبرز في عمليات الاعتقال وجمع المعلومات عن الناشطين وتسليمهم لفروع الأمن في المحافظات السورية.

  • Social Links:

Leave a Reply