المرأة في الثورة السورية

المرأة في الثورة السورية

د. ممتاز حيزة – رسالة حيزة 

 

يمكننا تلخيص دور المرأة في الثورة السورية منذ انطلاقتها عندما قامت المظاهرات ب(حي المزة) بدمشق، الذي يطل عليه القصر الجمهوري، وأطلق الرصاص الكثيف على المتظاهرين، حيث ثبتت المرأة السورية أكثر من الرجل، بوجه عصابات الأسد المجرم، وواجهت القوى الأمنية الأسدية بشجاعة منقطعة النظير، وعلى مدى 9 سنوات تعرضت للاعتقال والتعذيب والملاحقة، وقدمت قوافل من الشهداء، ووقفت مع الرجال وشباب الثورة تشدّ من أزرهم وتحرضهم على متابعة الثورة،  فإما نصراً موّزراً وإما شهادة، فطوبى لكنَّ يا حرائر سوريا فقد كنتنَّ الوقود لهذه الثورة المباركة أمّاً وأختاً وزوجةً وابنةً، وكنتنَّ شرف هذه الثورة ،سواء أيام المظاهرات السلمية أو بأماكن النزوح أو دول اللجوء المختلفة.

لقد كنتنَّ مصنعاً للأبطال وللشهداء على السواء، برغم ماتعرضتنَّ له من إجرام القُطعان الأسدية المجرمة واللبنانية والإيرانية، الذين لم يوفروا مناسبة للنيل من كرامتكنَّ أو عفتكنَّ أو صمودكنَّ الأسطوري، ضاربين بعرض الحائط كل القيم الأخلاقية والإنسانية والحقوقية، فكنتنَّ عوناً للرجال بساحات الوغى، وبالمشافي الميدانية وبالتعليم والإعلام وحتى الفن والإغاثة الانسانية، ولقد حولتنَّ الجنائز إلى أعراس وطنية بزغاريدكنَّ، والمظاهرات إلى مناسبات ثورية لا تنسى، ولازلتنَّ تحرضنَّ على الاستمرار بالثورة حتى تحقيق أهدافها بالحرية والكرامة وإسقاط النظام وأعوانه المجرمين المرتزقة، فياله من دور مقدس وهام، وما أحوجنا له بهذه الأيام العصيبة التي يمر بها شعبنا الثائر والشجاع ،الذي لايزال يرزح تحت الاحتلال وتحت القصف والقتل والتشريد، ولا يزيده ذلك إلاّ إصراراً وثباتاً يبهر العقول والأبصار، ولقد فضحتنَّ بصمودكنَّ هذا أكذوبة البعث الأسدي وكل من يتبجح بشرعة حقوق الإنسان والمرأة، فكنتنَّ الرافعة الأساسية للأسر السورية، لعدم الوقوع بالفقر المدقع أو الفاقة القاتلة، وهذا ما أراده ويريده النظام المجرم، لكسر وتفتيت الأسر السورية الصامدة والحاضنة للثورة، فكنتنَّ أكبر معين له بكل الظروف برغم قساوتها وجراحها وآلامها المتعددة، كنتنَّ العامل بالمصنع والمعيل للأسرة بغياب الرجل، والفلاح بالحقل، والمعلم بالصف والممرضة للمريض والمصاب والمعاق، وقدمتنَّ في سبيل ذلك قوافلاً من الشهداء فضلاً عن آلاف المعتقلات والمصابات بإعاقة جرّاء هذه المساعدات الجليلة،

باختصار :لن نستطيع أن نفي المرأة السورية المساندة لثورة الشعب السوري الأبيّ ،حقها ولو كتبنا عشر مجلدات عنها، وحتى تلك التي ساندت أسرتها وأهلها فقط، سواء داخل سوريا المحتلة أو خارجها، فلكنَّ ترفع القبعات وعلى صدوركنَّ فلتعلّق الأوسمة، وعلى رؤوسكنَّ تيجان العز والافتخار أيتها الحرائر في زمن العبيد.

  • Social Links:

Leave a Reply