يدخل الوضع الصحي في إدلب والشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة حالة حرجة، في ظل امتلاء مستشفيات المنطقة بمصابين بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وانحسار عدد الأسرّة المتاحة، وسط تحذيرات من بلوغ المنطقة مرحلة العجز في مواجهة المرض.
وحذر مدير دائرة الرعاية الأولية في مديرية صحة إدلب، الدكتور أنس الدغيم، اليوم الجمعة 6 من تشرين الثاني، من تراجع أعداد أسرّة العناية المشددة في مستشفى “الزراعة” بمدينة إدلب، لافتًا إلى أن مركز العزل في المدينة ممتلئ بالحالات.
وقال الدغيم لعنب بلدي، “يمكن أن يحصل امتلاء في عدة مستشفيات ولا سيما غرف العناية المشددة، إذا استمر الوضع كما هو”.
وناشد القوى التنفيذية في المنطقة بتنفيذ قرارات حظر التجول لمدة شهر، وفض كل التجمعات في المنطقة، وتابع “مهما بلغت قدرة القطاع الصحي، فإن الوباء سينتشر ويصل إلى مرحلة العجز إذا لم يكن هناك تكافل ووعي مجتمعي”.
وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، تتوفر تسعة مستشفيات تضم 615 سريرًا، و142 سريرًا للعناية المشددة، في شمال شرقي سوريا، بينما يوجد 155 جهاز تنفس صناعي فقط.
وسجلت المنظمة إصابة 7500 شخص، و42 حالة وفاة، مقابل 2837 حالة شفاء.
منظمات تحذر
وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في تقرير سابق في 18 من حزيران الماضي، إن “على مجلس الأمن التحرك بسرعة للسماح مجددًا بإدخال مواد الإغاثة الإنسانية عبر معبر (اليعربية) إلى شمال شرقي سوريا، إلى جانب معبرين حدوديين مع تركيا يؤديان إلى شمال غربي سوريا (باب السلامة وباب الهوى)”.
وكانت روسيا والصين استخدمتا حق “الفيتو” في مجلس الأمن، للمرة الثانية خلال تموز الماضي، لمنع تمديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود من معبر “باب السلامة” إلى الشمال السوري دون موافقة النظام، ليقتصر الإمداد على “باب الهوى” فقط.
ونبّهت “هيومان رايتس ووتش” إلى أن عدم السماح بمرور المساعدات “سيفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا في ظل النقص الحاد بالمواد الطبية وغيرها”، ما قد يزيد من انتشار فيروس “كورونا”.
وفي 2 من تشرين الثاني الحالي، طالبت “لجنة الإنقاذ الدولية” بفتح كل من معبري “اليعربية” شمال شرقي سوريا و”باب السلامة” شمال غربي سوريا، الضروريين لتقديم المساعدات الإنسانية.
وندد المدير التنفيذي لـ”لجنة الإنقاذ الدولية”، ديفيد ميليباند، باستخدام كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لتقليل تدفق المساعدات عبر الحدود إلى سوريا في حين تتطلب جائحة “كورونا” وصولًا إنسانيًا أكبر وليس أقل.
Social Links: