بثينة الخليل – الرافد :
قبل عام رحلت عنا قامة سورية وطنية، ورجلاً ارتبط اسمه بسمات عديدة هي النضال الدؤوب والروح الإنسانية المرحة شديدة الحياء والتهذيب، ذات الحماس المنقطع النظير من أجل تحرر وطنه من الظلم والاستبداد، هذه القامة التي غادرتنا باكراً قبل أن ترى سورية مدنية حرة ديمقراطية، هي المعارض والأمين العام لحزب “اليسار السوري الديمقراطي” منصور الأتاسي.
لُقب الراحل منصور الأتاسي بـ “صاحب المواقف ورجل الأيام الصعبة” من خلال مواقفه الداعمة للثورة السورية، ووقوفه في صف المظلومين.
كان “الأتاسي” شديد العداء للنظام السوري، إنسان رؤوف ومناضل صلب عنيد، كان همه الأول والأخير هو وحدة السوريين وانتصار الثورة السورية، و”هذا الانتصار يحتاج للتنظيم والعمل والقيادة” على حسب تعبيره.
ومارس “الراحل” الديمقراطية بكل صدق وتفان، حيث أنه لم يوفر فرصة لدعوة أي سوري معارض للالتحاق بها، بحيث أنه كان حريصاً على إعطاء الجميع حقهم في المشاركة دون أن يستأثر بوقت أو يتشبث بفكرة.
وهاهي الذكرى السنوية الأولى تعود لوفاة “الأتاسي”، بكتابة كلمات صادقة ومعبرة، من قبل عدد من أصدقائه في مجموعة “أصدقاء الراحل منصور الأتاسي” عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وكتبت جيهان الخلف عضو في منظمة “نساء ديمقراطيات”، عبر “المجموعة”، أنه “كان فعلا أب ومناضل وثائر وصاحب مبدأ حرص على توحيد صف المناضلين في سبيل حريتهم رغم سنه كانت طاقته أكبر من طاقتنا وصبره يعادل حزننا عند سقوط الغوطة، وخروج أهلها. كانت معرفتي به قليلة ولكن لقاءاتي به تركت أثراً في نفسي حتى اللحظة، صعب نكتب عن منصور أتاسي”.
وعبّر الدكتور زكوان بعاج صديق “الراحل” بكلمات مؤثرة، بأنه “كان دائماً مشاركاً في جميع النشاطات التي أنظمها وداعماً لها، وحتى أنه كان يقدم النصائح والاقتراحات والنصائح لتطويرها. رحمك الله أخي أبو مطيع، وللأسف لم ألتق بك في حمص سابقاً مكان ولادتي وإقامتي، بسبب سفري وإقامتي في بولندا إلى يومنا هذا”.
أما الصديق رشيد الناصر كتب بأنه يشعر بالحزن لفقدان رفيقه المناضل الوطني الكبير، “ضياع البوصلة في الزمن الصعب، رفيقي المناضل الوطني الكبير، عهدتك رفيقا صلباً وأخاً عزيزاً، وجاراً ودوداً نبيلاً، وشهادتي بك مجروحة، لا نعرف ماذا نكتب عنك، وأنت في كل الحروف وكلمات اللغة، وأنت في كل ذرات تراب الوطن، وأنت في وجدان وضمير كل الأحرار الشرفاء، عندما نرى صورتك وتمر ذكراك وتضيع الحروف ويتلعثم النطق في وصفك”.
وأشارت الصديقة فاتنة عبارة بكلمات صادقة بأن المناضلون الوطنيون لا يمكن أن ننساهم بسهولة، “المناضلون الوطنيون لا ينسون بسهولة لأنهم كالأشجار الدائمة الخضرة و جذورها متشبثة بأعماق أعماقنا، لا يمر يوم بدون ما اسمع صوتك، الله يرحمك يا أستاذنا منصور رحمة واسع”.
وتوفي المعارض السياسي السوري وأمين عام حزب “اليسار الديمقراطي السوري” منصور الأتاسي، يوم الجمعة 6 كانون الأول عام 2019 في العاصمة التركية اسطنبول عن عمر يناهز 74 عاماً.
ونعى كتاب وصحفيون ومعارضون سياسيون “الأتاسي”، مؤكدين أنه كان مثالاً للمناضل الذي قدم قضايا شعبه على أولوياته، مشيرين إلى أنه لم يتنازل يوماً عن مطالبه المناهضة لنظام الأسد.
ونشر حزب “اليسار الديمقراطي السوري” على صفحته فيسبوك قائلا: “ببالغ الحزن والأسى ينعي حزب اليسار الديمقراطي السوري أمينه العام الرفيق منصور أتاسي صباح اليوم”.
وينحدر “الأتاسي” من حي “الخالدية” في مدينة حمص السورية، اعتقل بعد انطلاق الثورة السورية لإعلانه الانضمام لها ودعمه الكامل لثوارها، توجه إلى تركيا وأقام فيها حتى وفاته.
وقال “الأتاسي” في آخر منشوراته على صفحته فيسبوك في الـ21 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي: “تركت السياسة التي انتهجها النظام آثار عميقة في حياة ووجدان الشعب السوري، خصوصا بعد فشله في المجال الاقتصادي حيث يزداد انهيار القيمة الشرائية لليرة السورية تراجعا بعد ان وصل سعر الصرف 750 ل.س مقابل الدولار الواحد مما زاد في الفقر والفساد والجريمة المنظمة والمنفلتة”.
Social Links: