مع اقتراب ذكراه السنوية .. أصدقاء أبو مطيع يطلقون مجموعة على الفيسبوك تخلد ذكراه

مع اقتراب ذكراه السنوية .. أصدقاء أبو مطيع يطلقون مجموعة على الفيسبوك تخلد ذكراه

جيهان الخلف – الرافد:

مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لرحيل منصور الأتاسي أبو مطيع أطلق محبيه وأصدقاؤه مجموعة على الفيسبوك تحمل اسم أصدقاء الراحل، تداولوا فيها النشر عنه ومعرفتهم به وشهادات عن ذكريات وعما عرفوه عنه.

عبد الله حاج محمد الأمين العام الحالي لحزب اليسار الديمقراطي السوري والذي ورث عن الراحل تركة كبيرة وصعبة قال: لقد رحلت باكراً يا رفيق الدرب، لقد رحلت ولم تر سقوط النظام، وتحرير الوطن من الغرباء، كنت وفياً لمبادئك، متفائلاً ومؤكداً أننا سنصل لقد نمّيت روح الوطنية في رفاقك، ووضعت لهم اتجاه البوصلة، وأكدت أن الوطن أغلى من أي شيء، ومن أجله نضحي، ويعاهدك رفاقك وحزبك أن يكونوا أوفياء كما علمتهم، ويسيروا على الطريق الذي رسمناه معاً.

 

الأديب والروائي خيري الذهبي يقول في منشوره لو كنا في وطن حر لكان منصور الأتاسي أحد الرجالات الذين سيغيرون وجه الوطن، فهو.. قيادي وسياسي ووطني كبير… قارع الظلم والشمولية برجولة لا تصدق وكانت بوصلته على الدوام هي ما يجمع السوريين وليس ما يفرقهم… رحم الله منصور الأتاسي أحد قادة الحراك السلمي ضد الطغيان…

 

الصديق القديم للفقيد الدكتور أحمد نسيم برقاوي وصف خبر رحيله بالصاعقة قائلاً ” كوقع الصاعقة عليّ جاءني خبر رحيل الصديق منصور أتاسي” “فمنصور ينتمي إلى الروح النبيل والقلب النضر والعقل الوقاد والضمير الحي المستقيم”.

وقال : انتمى إلى أوتوبيا حباً بالإنسان والعدالة والمساواة، صادقاً في كفاحه، وتمرد على حزبه منتمياً إلى روح التمرد الثورية الربيعية السورية، حاملاً همه الأصيل بكل نشاط عملي خلّاق.

ما زال صوته الحميم ساكناً في سمعي، وهو يدعوني بكل حب وأدب جم للاشتراك في ندوة هنا، وندوة هناك، وفي إلقاء محاضرة بين الفينة والأخرى، ويدير الحوار بعقل محب للحقيقة.

لم يكن يتخيل ابن حمص، المدينة التي عاش عاشقاً لها، أن يحمله الطاغية على مغادرتها أماناً من الغدر. ولَم يفقد الأمل في العودة إليها منتصراً.

لم ينظره الموت كي يرى حلمه الوطني وقد تحقق في الواقع، لكن روحه المجنحة لن ينتصر عليها الغياب أبداً.

 

الأديب والقاص نجم الدين سمان كتب عن الراحل

كنتُ أحسِدُ أبا مطيعٍ على محاولاته لجمع وتوحيد السوريين الأحرار.. برغم تشاؤلي؛ وأُقدِّر كثيراً وطنيَّتَهُ الصافية؛ وعِشقَه المُزمِن لبلدنا سوريا؛ ولأنه بالضبط.. واحدٌ من الشرفاء القلائل الذين التقيتهم في استانبول؛ بينما يُسَمسِرُ آخرونَ.. بأقدارِ السوريين وبحياتهم اليومية في الداخل وفي تغريبتهم على السواء؛ وتستشري بينهم “عقلية الدكاكين” بكلِّ أصنافها: انتهازيةً وبراغماتيةً: مصلحجيَّة- وتبعيَّةً لهذا المحور الإقليميّ ولذاكَ المحور الدوليّ؛ وكذا المُرَاهنونَ لشدّةِ يأسِهم أو عن قناعةٍ: على مُعارضةِ المُحاصَصَةِ والمَحَاوِر.. مرّةً؛ وعلى “العرعور” مرةً؛ وثالثةً.. “على أردوغان” ورابعةً.. على غزوات “إخوة المنهج”؛ وخامسةً وليس أخيراً.. على ترامب؛ الخ..

كان منصور أتاسي طيلةَ حياتِهِ.. يدعو السوريينَ الأحرارَ للوحدة والتجمُّعِ معاً؛ وقد تجمَّعوا بالفعل فلَبُّوا نداءَهُ.. ولكن في مجلس عزائه؛ وتجمّعوا ثانيةً.. في مجلس تأبينه؛ ثم يتفرّقون.. كلُّ واحدٍ منهُم في اتجاهٍ؛ وإلى.. كُلِّ اتجاهٍ؛ وحتى.. الحائطِ الأخير؛ حيث سيتجمعون هناك جميعُهُم.. مُرغَمِين!!!.

 

الكاتب والصحفي فايز سارة نشر في المجموعة ” شو يعني اني اصير بمجموعة اصدقاء الراحل منصور الاتاسي؟، سؤال عم يخطر ببالي من وقت فتت على هالمجموعة من يومين. والحقيقة ماني قدران لاقي جواب” مضيفاً يمكن لأني ما عم اقتنع، أن منصور مات، خاصة وأن نظام الاسد لسه ما راح، ولا احنا رجّعنا منصور على حمص وانا على الشام حسب ما كان عم يقول كل واحد منا. النقطة الثانية هي هالكم الكبير من الأصدقاء اللي فاتوا على المجموعة واللي عم يكتبوا أشياء أغلبها بتقول أو بتأشر أن منصور بيناتنا، يمكن راح مشوار أو نايم، يمكن عنده موعد طويل.

لك حتى لو كان مثل ما بيقول اسم المجموعة. راح قول لكم. اذا منصور غاب بجسمه. بس هو حاضر فيكم، حاضر بسيرته اللي بتعرفوها وبتحبوها، حاضر بحلمه ورغبته بأن يروح على حمص اللي هي مثل رغبتي اني اروح على الشام. اروح ويكون نظام الاسد سقط. وصار في نظام جديد فيه سلام وحرية وعدالة ومساواة لكل السوريين اللي كان بحبهم منصور الاتاسي.

 

عضو المكتب السياسي في الحزب ورفيق الراحل د. سلامة درويش قال :  شهادتي مجروحة بالرفيق والأخ والصديق منصور أتاسي، لن أنسى حواراتنا ولقاءاتنا معاً، يكوّن القناعة لك لما تحمله أنت من فكر وثورية، متصالح مع قناعاته وأفكاره، يحمل فكر ماركسي متطور، ويقول بأني شيوعي، لكني أرى الشيوعية بديالكتيك ماركس وتنظيم لينين وبقلب غيفارا. كان ثوري بامتياز، قطع مع الماضي الانتهازي بالحركة الشيوعية السورية، والتزم بثورة الشباب وكان من أول ممن قادوا المظاهرات، اعتقل وكسروا أسنانه في معسكرات  التعذيب، خرج منتصراً، شارك بمؤتمرات المعارضة، وكانت جميعها تابعة للخارج، لن يرضى أن يكون تابع لأحد بقدر ولائه للثورة السورية، ودماء الشهداء، همه الكبير انتصار الثورة، وهذا الانتصار يحتاج للتنظيم والعمل والقيادة، عملنا معاً من أجل إيجاد تنظيم يخرج من قلب الثورة، تنظيم ثوري غير تابع لأحد ولا يساوم على قضية الثورة السورية وأهدافها.

كان يحلم بوحدة القوى الوطنية الديموقراطية للوصول إلى تمثيلها الحقيقي أمام الشعب السوري والعالم، بدون ارتهان للخارج، عمل وهو الأمين العام لحزب اليسار مع كل من يدعي الوطنية والديموقراطية، وللأسف كانت الأنا كبيرة عند تلك النخب السياسية، وللأسف كان أكثر ما يهمهم الظهور كقادة، وكان يقول لا يهم أهم شيء نتوصل لقواسم مشتركة مع الجميع ونكون معهم لا عليهم، لم نتوصل إلى مؤتمر يمثل الشعب السوري، وينتصر لدماء الشهداء وبدون ولاءات خارجية، لن يساوم على مبادئه، عاش نظيفاً حراً ثائراً، ومات حالماً بوطن يلم الجميع.

 

الكاتب والأديب ميخائيل سعد كتب في منشوره ضمن المجموعة :

الراحل كان الوحيد الذي يعتبرني حمصي هذا ما كتبه ميكائيل سعد إنك الحمصي الوحيد الذي كان يعتبرني حمصيا مثله، هو منصور أتاسي. كان بالواقع أكثر من ذلك في كل جلساتنا، سواء كانت في بيته أو في المقهى، كان يخاطبني كسوري، مع التلميح الذكي إلى مشتركنا الحمصي. كنت أحب أحيانا أن أذكره بأصولي الفلاحية، فكان يتحدث عندها عن الإنسانية.

كلما تذكرت حمص واسطنبول يعود منصور منتصب القامة، وأتذكر دخوله إلى مطعم الأمير، في بداىة السبعينيات، ليهمس كلمة في إذن عمر قندقجي ويغادر مسرعا، كان ذلك أول لقاء معه. أتذكره وهو في اسطنبول، مبتسما ومعاتبا على تأخري في الوصول إلى المقهى، وكنت أفرح به وهو يغش قليلا بلعبة المحبوسة، فالحبس صعب ومر..

 

بدوره قال رشيد الناصر عضو المكتب السياسي لحزب اليسار الديمقراطي في تذكر رفيقه الراحل :

(( ضياع البوصلة في الزمن الصعب )) !!؟؟

رفيقي المناضل الوطني الكبير، عهدتك رفيقاً صلباً وأخاً عزيزاً، وجاراً ودوداً نبيلاً، وشهادتي بك مجروحة ..

لانعرف ماذا نكتب عنك .!!؟

-وأنت في كل الحروف وكلمات اللغة .

-وأنت في كل ذرات تراب الوطن .

-وانت في وجدان وضمير  كل الأحرار الشرفاء .

عندما نرى صورتك وتمر ذكراك تضيع الحروف ويتلعثم النطق في وصفك .

لروحك الرحمة والسلام

ولذكراك المجد والخلود .

 

رامز السيد رفيقه في الحزب الذي اعتقل من حزب الله لمرتين في لبنان اختصر القول بجملة بليغة ” لا مكان يتسع للكلام عنك رفيقنا الغالي ابو مطيع(منصور الاتاسي)”.

 

أحد ثوار مدينة حمص سامر العريضي قال في منشور بالمجموعة رحمك الله يا أبو مطيع، لقد كنت خير معلم، اتذكرك كلما تذكرت حمص، لقد أهديتني منظار حربي، ولقد كنت تشحن همتنا عندما كنا نتعب، كنت أزورك دائماً في مكتبك، وكنت تقول لن ننتصر غداً ولكننا سننتصر. رحلت ولاتزال في قلب كل حر شريف.

 

بدوره قال بسام العيثمي في منشوره بالمجموعة : رحم الله الراحل ابو مطيع منصور الأتاسي. الشخصية الوطنية والثورية  المجرّبة والمتواضعة واسع الثقافة والفكر والمحاور الهادئ  قوي الحجة.. والصلب غير المهادن في مقارعة الاستبداد والظلم والمدافع الشرس عن قيم الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية عرفته عن قرب وكانت لقاءاتنا أسبوعية وحواراتنا مثمرة  في بداية الثورة حيث كنا سوية أعضاء في المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية. وبعدها التقينا أيضا في تركيا بعد هجرتنا القسرية.. فعرفته قوي الحجة صادق شهم ونبيل.

رحمه الله ورحم كل الأحرار الأوفياء والمناظلين من أجل وطن حر وكريم.

 

الدكتور خالد الحاج الذي تعرف على أبو مطيع وشاركه الأنشطة في اسطنبول قال في منشوره : فعلاً إنسان فوق العادة، خلق لزمان غير زماننا وتوفي قبل أن يرى ما كان يطمح إليه، سورية حرة مستقلة مزدهرة، لا مكان فيها للمتسلط، وينعم جميع أهلها بخيرات الوطن متساوون في الحقوق والواجبات.

 

أما المهندس ابراهيم فروخ فقد قال في الراحل : من عرف أبو مطيع عن قرب وعمل معه وعاشره لا يستطيع نسيانه، هو واحد من قليل من الأشخاص الذين يتركون بك أثراً حتى لو جالسته لمرة واحدة، دماثة الخلق، وجمال المنطق، ودفئ المعاملة .. وعنده الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. لروحه السلام الابدي.

 

محمد فادي طيارة اختصر حديثه بجملة عبرت ببلاغة عما يجول بخاطره، فقال : بعض الأحزان نشكيها، وبعضها نبكيها، وبعضها يدمي القلب ولا نحكيها .. رحمك الله الرجل الطيب الخلوق

 

بدورها وصفت السيدة صباح الكردي “الراحل جسداً والباقي روحاً ” بأنه “وطن بكل ما تعنيه الكلمة” و “موسوعة علم وفكر”، مضيفة أنه ” وطن لا يوجد فيه حواجز، إنما قلب يتسع الجميع” “لم ألتقِ معه ولكن كان لي معه أحاديث كثيرة، كان إنسان سوري الانتماء والهوية صادق ومحب للجميع”

 

أما الأستاذ محمود عادل بادنجكي فيتحدث عن لقاءه الأول بالراحل قائلاً :

التقيتُ به أوّل مرّة في مكتب “هيئة التنسيق” في دمشق (مكتب أ. حسن عبد العظيم) في أواسط العام 2012 خلال اختتام إنجاز وثيقة (توافقات سياسيّة مشتركة لقوى المعارضة الديموقراطيّة في سوريا) التي شارك بصياغتها نحو 11 تكتّلاً لقوى ديموقراطيّة، ومنها “نداء من حلب لأجل الوطن” الذي تشرّفت بتمثيله عبر شهور من اللقاءات للتوصّل إلى “التوافقات” المنوّه عنها أعلاه.

لفت نظري تفاؤله بعد خروجه من المعتقل، يتحدّث والابتسامة والطرفة لا تفارقانه. وتوافَقَ – كطبعه – على مخرجات الوثيقة، كونه التحق متأخّراً بنقاشاتها.

بعدها بأشهر التقينا في أحد الاعتصامات في “القاهرة”، ودعاني إلى الاجتماع الدوري الذي يلتقي به مع معارضين سوريين في مكتب في أحد تفرّعات (ميدان التحرير) في القاهرة.

كان المكتب يتبع لإحدى الإذاعات المصريّة الخاصّة، وكنّا نتشارك قيمة المشروبات الساخنة التي نتناولها خلال الاجتماعات.

كان المبادر المثابر لهذه الاجتماعات، والتي لم يكن يوفّر فرصة لدعوة أيّ سوريّ معارضٍ للالتحاق بها. وكان حريصاً على إعطاء الجميع حقّهم في المشاركة، دون أن يستأثر بوقت، أو يتشبّث بفكرة. كان يمارس الديموقراطيّة بكلّ صدق، وربّما تفاجأت بهذا السلوك بداية من يساريّ عتيق.

بسبب جديّة الراحل “منصور الأتاسي” والتزامه وحرصه على تواتر الاجتماعات الدوريّة، حرصتُ على الالتزام بهذه الاجتماعات رغم سكني الذي يبعد نحو 80 كيلومتراً عن “القاهرة”.

 

بدوره يقول الدكتور زكوان بعاج تعرفت على الراحل أبو مطيع في القاهرة، عندما اصطحبني الأصدقاء  إلى ندوة دورية حوارية من أجل الشأن السوري كان ينظمها الراحل منصور أتاسي، وكانت الندوة ناجحة جدا شارك فيها عدد كبير من السوريين.  واستمرت مشاوراتنا الدورية منذ ذلك الوقت حتى وفاته رحمه الله.

وكان دائماً مشاركاً في جميع النشاطات التي أنظمها وداعماً لها، وحتى يقدم النصائح والاقتراحات والنصائح لتطويرها.

 

ويصفه محمد حسن يوسف بالشخصية الوطنية والثورية الصادقة قائلاً : عرفته منذ عشرين عاما من خلال العمل التنظيمي والتقينا واجتمعنا معه عدة مرات بحلب وآخر لقاء واجتماع معه كان في أواخر ٢٠١٤ باستنبول مع مجموعة من الشباب وحينها اقترحنا ان يكون اسم الحزب حزب اليساري الديمقراطي .كان مستمع جيد وهادىء ومثقف ونزيه ومواقفه مشرفة وغير انتهازي لايهمه المناصب بقدر مايهمه مبادئه التي تربى عليها لروحك السلام ابو مطيع شيخ الشباب.

 

الصحفية هند بوظو وصفت الراحل بالصديق والمعلم متسائلة ” ليش اللي متلك نادرين !!” وأضافت ” كنت ثورة بيضاء مكتوبة بماء الذهب، بيقين الانتصار … لم ألتق أحداً مؤمناً بالتغيير متلك … بصبر عزّ نظيره، وبإصرار لن يتكرر على المضي للأمام .. الأمام هو سوريا حرّة عظيمة بتشبهك”.

 

أحمد الشرقاط يتحدث عن أبو مطيع في منشوره قائلاً “أبو مطيع باق معنا من أجل توحيد كل الجهود”

 

بينما يخاف بسام حاجي مصطفى أن يكتب عن رفيقه “في ذكرى رحيلك، فاكتشف أن مكانك بقي فارغاً، لا شيء يمكنه أن يعوضنا عنك، فانت معلم فريد، وأعرف أنه لا يمكن أن يعطيك حقك كائناً من يكون، فأنت تركت هذا إلى أوسع، أردت أن تكون في كل ذرات التراب السوري، وكان لك ذلك. وهذا يوم سأفرح فيه لأنك مررت بحياتي وبقيت”.

 

يذكر أن الرافد وضعت في خطتها لإحياء ذكرى وفاة الراحل الاولى والتي تصادف في 6/12/2020 القيام بنشر سلسلة مقالات على شكل شهادات من أصدقاء الراحل ورفاق دربه.

  • Social Links:

Leave a Reply