حسان الأسود الأمين العام للمجلس السوري للتغيير: الروس يتحكمون بالملف السوري لدى نظام الأسد

 حسان الأسود الأمين العام للمجلس السوري للتغيير: الروس يتحكمون بالملف السوري لدى نظام الأسد

جيهان الخلف _نينار برس

 

التطورات في بعض جوانب الوضع السوري تجدها متسارعة، وهذا يكشف عن قلق حقيقي لدى النظام وحلفه الروسي/الإيراني من أن استثمارهم العسكري في الصراع مع قوى الثورة السورية لم يُنتج أي مرابح سياسية. نينار برس ذهبت إلى الأمين العام للمجلس السوري للتغيير المحامي حسان الأسود وطرحت عليه أسئلتها.

مؤتمر اللاجئين ما وراءه؟

يقول المحامي حسان الأسود الذي انتخب مؤخراً أميناً عاماً للمجلس السوري للتغيير في رده على سؤالنا عن غاية الروس من عقد مؤتمر إعادة اللاجئين إلى سوريا تحت ظل نظام الأسد: “لو استذكرنا السياق الذي تمّ به مؤتمر سوتشي، والنتائج التي خلص إليها، سنجد أن الروس لا تنقصهم الحنكة ولا الدهاء”، ويضيف الأسود: “فرغم الرفض الشعبي والرسمي من قبل قوى الثورة والمعارضة، إلا أن سوتشي ساهم بشكلٍ أو بآخر بإنجاز بند السلة الدستورية ودفع بها نحو الواجهة”.

ويعتقد الأسود: “أنه قد يكون لدى الروس أهدافٌ أبعد مما يظهر لنا على السطح”. ولكن يمكن القول “إن تطبيع استخدام المفردات والمصطلحات قد يكون غاية بحد ذاته”، فالروس كما يقول الأسود: “يجيدون لعب الشطرنج، ويسعون لجعل هذا الملف دائم الطرح على أجندتهم الإعلامية لاستغلاله سياسياً”.

لكن أمين عام المجلس السوري للتغيير المحامي حسان الأسود يرى “أن انطلاق المؤتمر من دمشق التي هي تحت سيطرة النظام، وأن تكريم مسؤول روسي لوزراء في حكومة بشار الأسد، وحضور ممثلين عن دول هامشية بالنسبة لملف اللاجئين، هو نقطة البداية للقول بأن من يتحكم بهذا الملف هم الروس ذاتهم وليس نظام الأسد”.

حسابات روسية خاصة

وحول ماهية السياسة الروسية من تعطيل عمل اللجنة الدستورية يقول المحامي حسان الأسود وهو رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان سابقاً: “يعمل الروس على مبدأ الدفع المباشر، وليس عبر المقاصة البنكية، أو حوالات الدين، أو الشيكات”.

ويشرح الأسود فكرته قائلاً: “الروس يأخذون ثمن أية خطوة يقدمونها باتجاه أي طرف كان” مضيفاً: إن هذه السياسة لا تؤتي أُكلها مع جميع اللاعبين الدوليين، فأمريكا مثلاً التي يحاول الروس مغازلتها تارة ومناكفتها تارة أخرى لا تأبه لكل هذه النقاط، وترفض أن تتعامل مع روسيا نداً لندٍ”.

ويرى الأسود: أن الروس “يسعون جاهدين لتثبيت دعائم وجودهم في سوريا، من أجل تقوية موقفهم التفاوضي حيال ملفات مثل القرم وآسيا الصغرى وأوكرانيا وجورجيا، وغيرها من الملفات العالقة مع الغرب”. لكن الأسود يعتقد “أن أمريكا تعتمد على مبدأ إغراق الروس في وحل المستنقع السوري، وعلى مبدأ أن من كسر الإناء يدفع ثمنه”.

ولتوضيح رؤيته يضيف المحامي حسان الأسود وهو أمين عام المجلس السوري للتغيير: “الأهداف التي يسعى الروس لتحقيقها من تدخلهم في سوريا كثيرة” ويمكن القول “إن إعطاء رسائل قوية لحلفائهم من المستبدين، بأنهم لن يتخلوا عنهم، مثلما تفعل أمريكا، وأنهم عادوا إلى عهد صناعة المبادرات ولعب دور هام على الصعيد العالمي، وهذا ثمنه في روسيا قبل أي مكان وهو يتمثل برفع العقوبات الغربية عن روسيا”.

العمل من الكل للجزء أكثر صعوبة

وحول سؤال نينار برس عن إطلاق إطار عمل سياسي هو المجلس السوري للتغيير يجيب الأمين العام حسان السود فيقول: “من خلال تجربتنا في العمل الثوري والسياسي خلال السنوات العشر الماضية، وصلنا إلى نتيجة مفادها أن العمل المنظم هو ما تفتقده الثورة السورية”.

ويرى الأسود أن تجارب كثير من الأجسام والكيانات السياسية أثبتت وجود اختلافات واضحة بين محافظات القطر، وهذا ما جعل العمل من الكل إلى الأجزاء أكثر صعوبة، وبرأيه أن البداية من الخاص إلى العام قد يكون حلاً مناسباً”.

ويضيف الأمين العام الأسود: “إن اختلاف الظروف بين مناطق سوريا خلق اختلافات بنيوية ملحوظة بين القوى العاملة فيها”. ويعترف الأسود قائلاً “لسنا سياسيين محترفين، وممارساتنا هي دليلنا، أو كما يقول المثل الألماني (لا يوجد طريق إلى السعادة، السعادة هي الطريق)”.

الدولة سقطت لا النظام

وعن سؤالنا حول السباق لتشكيل أطر سياسية سورية في المرحلة الحالية يقول المحامي حسان الأسود الأمين العام للمجلس السوري للتغيير: “يجب أن نعترف بأننا تأخرنا كثيراً في بناء هذه الأطر السياسية، فالعقلية التي كانت سائدة منذ اندلاع الثورة هي عقلية تأجيل الاستحقاقات إلى ما بعد سقوط النظام”.

ونحن نرى يقول الأسود، “أن الدولة سقطت ولم يسقط النظام، ولم نقم ببناء هذه الأطر بعد، أن تأتي متأخراً خيراً من ألا تأتي، وهذا يقتضي أن تتحضر الكيانات السياسية التي تتشكل للعمل منذ الآن على إعداد الخطط والبرامج، لتتناسب وجميع المراحل، سواء الحالية أم الانتقالية أم ما يليها”.

  • Social Links:

Leave a Reply