أبو مطيع مصرا على أن يكون لليسار وجود و بصمة – ازاد عثمان

أبو مطيع مصرا على أن يكون لليسار وجود و بصمة – ازاد عثمان

استنبول تحتضن الكثير من  السوريين  الحالمين بالأمان بعيدا عن اتون الحرب و مآسيها و ذكرياتها المؤلمة و السوريين الحالمين بالعودة إلى سوريا الحرة دون وجود لأركان النظام الغارق بكل انواع الاجرام ، بعد اتصالات عدة مع الرفيق العتيق منصور اتاسي تسنى لي اللقاء به في اكسراي في مقهى لا أذكر اسمه ، كان لقاء طويلا استعرضنا ذكريات حلب ايام محاولات النهوض بالمشروع السياسي الشيوعي و لملمة بقايا شرفاء الشيوعية للعودة الى مصلحة الوطن و المواطن من خلال شكل تنظيمي قادر على استيعاب هؤلاء المبدئيين  للعمل على إعادة النظر بالاساليب النضالية القديمة و إيجاد أساليب قابلة للحياة في ظل المتغيرات المتسارعة التي تعصف بسوريا و المنطقة و كيف انحدر النظام إلى مزيد من العنف الغير مبرر ثم تطور فيما بعد إلى إجرام بكل أنواعه و استخدامه الأسلحة المحرمة دوليا و بذلك تصدر قائمة الأنظمة المجرمة و المارقة على قوانين حقوق الإنسان و صار يهدد السلم الاهلي في المنطقة كلها ،

كان أبو مطيع مصرا على أن يكون لليسار وجود و بصمة في الملف السوري و استند الى الإرث التاريخي الوطني لحركة اليسار  و خاصة في فترة الخمسينات  التي كانت نتيجة المناخ السياسي العام في سوريا  و كان السؤال الجدلي الهام بيننا  : من أين نبدأ ؟

كنا متفقين على أن الحركة السياسية السورية التقليدية فشلت في الارتقاء في  تمثيل مطالب الشعب السوري الثائر  في الحرية و الكرامة و كل التلوينات السياسية عجزت باللحاق بهيجان الثورة و أصبح من الضروري جمع قوى اليسار الوطني و التشكيلات المحسوبة على العلمانية و الليبرالية و الاتفاق على مسودة مشروع وطني قابل للحل  و علينا البدأ بالعمل عليه ،

تكررت لقاءاتنا كل عدة شهور بسبب البعد بيننا لكن بقي اتصالنا بوسائل التواصل الاجتماعي و كنا  نتناقش بالمستجدات  التي تطرأ بكل مرحلة   إلى أن صعقنا خبر  رحيل الرفيق منصور اتاسي تاركا خلفه ارثا نضالي كبير و حلم وطن حر عمل مع رفاقه على وضع لبناته الأساسية  لا يسعنا الا ان نستذكر الرفيق ابو مطيع بهامته الشامخة و ضحكته القوية و اصراره على أن يكون هو و رفاقه بناة مشروع وطن حر .

لروحك السلام

  • Social Links:

Leave a Reply