ألتقيته صدفة….رجل متفائل بالثورة ؟
اتفقت معه على أن التقيه عند اول زيارة لي لمدينة اسطنبول ولكن الاقدار لم تساعدني في اول زيارة والتي كانت في نهاية تموز ٢٠١٨ ولكني جددت له الوعد أن ألتقيه في المرة القادمة وشاءت الصدف أن اذهب بشكل مفاجىء لمدينة اسطنبول للقاء صحفي من هولندا من اجل فلم عن الثورة السورية وكان ذلك في نهاية شهر آب من نفس العام وبعد انتهائي من كل التزاماتي اتصلت به ليفاجئني بقوله أنا انتظرك عند محطة المتروا لا تتأخري وسكر الخط فخرجت من فندق زادة الى دوار وطن ثم اتجهت الى امنيات الفاتح وعبرت نفق المترو الى الجهة المقابلة لأجده بانتظاري والتقي بزميل من أيام الشبيبة وجريدة المسيرة التقيته لأول مرة في الدورة المركزية ١٦ في مدينة الشباب في المزة الصحفي زكي دروبي تبادلنا التحية والسؤال وقال اعتذر منك سنذهب لمقابلة شخص و سألته في الطريق من هو قال ستعرفينه لكن الفضول دفعني لتكرار السؤال فقدومي كان لرؤية زكي وليس شخص آخر ولكن الأمر حسم صعدنا الى المترو وبعد عدة محطات نزلنا ومشينا في شارع رئيسي ثم دخلنا احدى الحارات وكان مليئة بمحلات الالبسة الرجالية وأمام باب أسود كبير وقفنا فسألته عند الباب للمرة الاخيرة نحن لوين رايحن كنت أثق به ولكن أن تتجه الى مكان لا تعرفه لتقابل شخص لا تعرفه شي يبعث على الرهبة رغم تمتعي بشخصية قوية كما يطلقون عليها في منطقتنا أخت رجال ولكن سرت رعشة خوف غريبة في جسدي فقال ما تخافي هلا بتعرفي دخلنا المصعد لم انتبه لأرقام المصعد ولم أعرف الى أي طابق صعدنا كنت متوترة نوعا ما ثم وقف المصعد وقال تفضلي المكتب على اليمين قلت ادخل انت قبلي فدخلنا سويا .رأيت شقة بها غرفة ومكتبين وطاولة اجتماعات نظرت الى المكتب الذي أمامي فشاهدت رجل تعدى الستين بقليل حسب ما قدرت في تلك اللحظة وعلى يساري شاب في الثلاثينات ربما لا أدري وشخص لم انتبه له كثيرا فقال تفضلي يارفيقة كنت اتقدم بخطوات مترددة ليس خوفا بمعنى الكلمة ولكن حذر مع خوف من شيء مجهول لا تعرفه .فجلست على أحد الكراسي المقابلة للمكتب وأنا اكاد أنكمش على نفسي من الرهبة لا أعرف سبب خوفي في تلك اللحظة هل كان عدم معرفتي بالشخص ام انه سبب مجهول في داخلي دخل شخص أخر وجلس في مكان وضعت به كنبة وعدة كراسي لتكون الجلسة أكثر حميمية بدأت بطقطقة أصابي وهي عادة سيئة ولكن الحرج والارتباك كان يدفعني لها دون ما أشعر بينما خرج زكي لبضع دقائق احسستها ساعات فقد كنت أشعر بخوف ولا أعرف سببه فجأة دخل زكي وطلب منه الرجل الجالس خلف المكتب بأن يحضر لنا شيئا نشربه فطلبت شاي وعندما أحضرها ابتسم صاحب المكتب وقال أكيد بتحبيها حلوة واعطاني حصته من مكعبات السكر زاد تلبكي وأحس به صاحب المكتب فنادى زكي وقال له تعال ما خلصت فرد عليه يا الله جاي هنا أحسست ان جبل سقط عن أكتافي أتى زكي وجلس على الكنبة المقابلة لصاحب المكتب فقال هذا الرفيق منصور أتاسي أبو مطيع فقلت اهلا وسهلا وذلك الشخص هناك ابنه مطيع وهذا الاستاذ احمد بقججي ابو زينة وقال زكي هذه الأخت جهان الخلف اعلامية وزميلة من ايام الشبيبة سألني وهو ينظر الي شو عم تشتغلي بالوقت الحالي فوجدتها فرصة لأهرب من ارتباكي فأعطيته موجز عن عملي من بداية الثورة حتى اللحظة التي التقيتهم فرأيت ابتسامة رضا على وجهه ولكن قام بتعديل جلسته واسند ظهره للخلف وقال شايفة كل شغلك هذا ما بيعطي نتيجة كونه جهد فردي قلتلوا شلون يعني فقال إن لم تكوني ضمن تجمع وتعملي مع فريق ستكون نتائج عملك ضعيفة وغير مؤثرة وهنا تدخل ضيف كان موجود في الجلسة عرفوني عنه ولكني في تلك اللحظة لم ادقق كثيرا حقيقة في تلك اللحظة كان الخوف لايزال يهز كل كياني ولكن لم أدرك السبب ثم قاموا وطلبوا لنا وجبة غداء بصراحة كانت أول مرة التقي شخص يسألني عن عملي ولا يحدثني عن عمله وإنجازاته فقد تعودنا في الثورة أن نلتقي بأشخاص يبادرون بالحديث عن انجازاتهم وعملهم بالثورة حتى لا تكاد تظن انهم من قام بالثورة وهم الأبطال الحقيقيون وبعد انتهاء الغداء الذي لم ادرك ما هي الوجبة التي تناولتها لشدة ارتباكي ولكن الشيء الوحيد الذي اذكره من ذلك اللقاء انه كان شخص ودود ولطيف هادئ وابتسامته لا تفارق وجهه لم أكن خائفة ولكني مرتبكة ولكن هذا اللقاء لايزال في ذاكرتي حتى بعد أن تكررت لقاءاتنا وتنوعت مواضيعها وأهدافها حقيقة من الاكثر الأشياء التي ندمت عليها أني لم أتعرف عليه منذ زمن وكم تمنيت لو أني عرفته عن قرب ولكم كنت اغبط المقربين منه لانه رجل في زمن قل فيه الرجال أصحاب المواقف صموده في أصعب اللحظات كانت تشد من عزيمة من حوله تسقط الغوطة فيبكي من يعرفه الا هو حبس دمعته وخطب فيهم دعوهم ياخذوها وخلي درعا كمان تروح مافي مشكلة المهم تبقى روح الثورة فيكم ونستمر بالعمل من أجل سورية ديمقراطية مدنية ما تخافوا طالما انتوا مؤمنين بثورتكم وحرية وطنكم خلوهم ياخدوا الحجر بس المهم نرجع…. كلمات لا يزال صداها يرن في أذني رغم مرور 4 سنوات على لقائي به وبعد أيام تمر الذكرة السنوية لرحيله لكم افتقدت ابتسامته التي عرفته بها لم أكن أعرف أن خلف تلك الابتسامة صمود جبل وثقة جيش خالد ابن الولد بالنصر يعمل بصمت وبثقة تفاؤله كان يحيرني سمعته مرة يقول المهم أن نجتمع ونتوحد حتى لو كنت مختلف مع الآخر ولم أجد إلا 10% توافق بيني وبينه فإنني على استعداد لمقابلته والتحاور معه من أجل حتى 1% فكلنا واحد حتى لو اختلفنا ولكن المهم في النهاية أن نجتمع وفي احدى زياراتي لاسطنبول دعاني لحضور لقاء تشاوري بين عدة تجمعات في مقهى قريب نزلت على حسب العنوان وبصعوبة عثرت على المقهى الذي يملكه شاب سوري من حمص جلست على الطاولة وقام المرحوم أبو مطيع بالترحيب بي وبالضيوف وجلست أستمع حيث أدلى كل شخص بما لديه واختلفت بعض الطروحات واجتمعت أخرى وفي النهاية تكلم هو وكان لكلماته وقع مختلف فقد اتفق معه الكل وكأنه سحرهم بشخصيته اللطيفة المحببة وابتسامته وشرب الجميع الشاي وعادوا لتبادل الآراء في ذلك اللقاء والذي كنت أحضره لأول مرة تعرفت على المهندس مقداد سوادي
[٨:٠٣ م، ٢٠٢٠/١١/٣٠] rami atassi: والذي كنت أحضره لأول مرة تعرفت على المهندس مقداد سوادي لأول مرة وهو من الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية وآخرون كثر لم يتسنى لي حفظ أسمائهم ولا أنسى ابو شادي وزوجته كان خليطا عجيبا من الشخصيات المثقفة والتيارات المتنوعة وإن دل هذا على شيء فهو أن من جمعهم لم يكن شخص عادي أبدا فقد جمعهم وهو حي فكيف لا يجمعهم ميتا فلم أرى إجماع على شخصية في الثورة السورية كما رأيتها يوم رحيل الرفيق منصور أتاسي إلا رحيل الساروت فقد نعتهما كل أطياف ورجالات الثورة السورية فعجيبة أنتي يا حمص يا ابنة الوليد أن تقدمي هذه الأرواح الجميلة وحتى هذه اللحظة لازلت اكتشف جوانب جديدة في شخصية الراحل منصور أتاسي فكل من عرفه في سوريا أو القاهرة أو تركيا كان يتكلم عن شخص واحد بقلب كبير جمع محبة كل السوريين
Social Links: