إنسانا مميزا عن باقي رجال عصره – تيماء القاسم

إنسانا مميزا عن باقي رجال عصره – تيماء القاسم

تيماء القاسم

لا يسعني في مناسبة الذكرى السنوية للأستاذ الفاضل المرحوم منصور الأتاسي إلا أن أذكر بعض من خصاله الحميدة التي وهبها الله له ليكون إنسانا مميزا عن باقي رجال عصره ، رغم المحن التي مر بها من جراء الحرب السورية  التي دمرت البشر والحجر ، إلا أنه كان دائم الهدوء ،  مبتسما ، مستمعا جيدا لكل من يقصده من السوريين ومعاناتهم وتشردهم في كل بقاع الأرض،  كان الأب الروحي لكثير من هؤلاء و دؤوب على  حثهم لمتابعة سير حياتهم بالتعلم والثقافة   ولم يكل من البحث عن حل لكل منهم مع أي جهة عليا او أشخاص مقربون .

كان صاحب القلب الكبير يحاول أن يجد للسوريين المهجرين مكانة في المجتمع العالمي ، أن يقوم عليها رجال الأعمال السوريين وهم كثر في أنحاء العالم بعمل رابطة مشجعى الدراسة والأعمال الفنية التصويرية الأخبارية  ويكون لها كيان كامل ، وتستوعب كل السوريين ومعاناتهم وكل يقوم بعمل يتقنه أو يدرسه في مدارس وجامعات الرابطة، كان المشروع قد قارب أن تكتمل كل خيوطه،  لكن لم يحالفه الحظ لذلك.

عندما التقيته بإسطنبول العام الفائت تحدثنا طويلا عن كل المشاريع التي كان يرسمها ويسعى لتنفيذها مع أصدقاء كان قد شكل معهم اللبنة الأساسية لذلك لم يكن يحسب حساب المرض سيخطفه سريعا ويبقى كل ما كان في حيز الماضي ، عندما قابلته  وهو يحدتني بكل حماس عما يجب أن نسعى له ، للحظات  أحسست  أن هذا اللقاء سيكون  الأخير ، 

رحمك الله أستاذنا الكبير،  أفتقدك  يا صديقي كما افتقدتك سوريا وأبنائها المندثرون في كل مكان، رحمك الله رحمة واسعة واسكنك فسيح جناته،   عزائي  لكل السوريين بفقدان قامة كبيرة بحاجة لها الوطن لبنائه من جديد 

  • Social Links:

Leave a Reply