لم اقف عاجزا عن فعل شيء كما وقفت بكثير من الاحيان امام هذا الرجل مليح الوجه والملامح المالك لضحكة صوتها جاذب محبب .
قابلته اول مرة بمصر في بدايات الثورة بعامها الاول وكان يحضر مع زملاؤه من هيئة التنسيق فمصر في بدايات ثورتنا جذبت الجميع نتيجة ثورتها واحداثها وترحيبهم بنا .
اكاد اجزم ولانني بكثير من المواقف صدامي ولكن الا مع هذا الرجل ضخم الجثة قوي البنيان لم اصطدم ولو لمرة واحدة معه ولم أختلف معه على امر ابدا .
تدخل منزله فتجد المتناقضات يساري يميني اسلامي بعثي عراقي شيوعي اينما قلبت وجهك تجد فكرا مخالفا للاخر وهو الوحيد الذي كان لديه المقدرة على جمعهم بالحب والود بلامصلحة الامصلحة ضروري التلاقي والتعاون لاجل الثورة .
كنت اشعر بضيق من تصرفات زكي الدروبي وعندما اشكوه لابو مطيع كان يرد هلىء بجبلك حقك تالت ومتلت بس زكي بحبك ها ..ويعقبها بضحكة وكنت اقسم الا اعود للتعاون مع حزب اليسار ومع اول هاتف استدعاء من ابو مطيع كنت انسى ما وعدت واقسمت عليه.
كان احد اهم من دافع عني امام الاخرين وكان لايغيب عن لقاءات الحراك الثوري وكان يقول كم علي من اشتراكات متراكمة ليحفز الاخرين على المساهمة .
كان نقده ادبيا وكلماته بالنقد تحمل الروح الاكابرية وهذه لايحملها الكثير من الناس.
كنا نجتمع انا وهو وابو يعرب سوادي باجتماعات غير معلنة اسماها الحلف الثلاثي لنتفق على العمل المشترك باستنبول وكنت اعلم انه يقتطع هذه السويعات فقط لاجل ان يشعرني انه يقدر تعبي الذي ينكره الكثيرون لاختلافي الفكري معهم لانني اشعر ان الكثير يتعاطى بفوقية مع الاخر عكس هذا الرجل الحمصي حتى النخاع الوطني حتى بصيلة نخاع النخاع .
بمصر استطاع ان يقرب مسافات السوريين بعضهم ببعض وكان يقول لانستطيع العمل دون التعاون مع الجميع وكانت علاقته جيدة مع الناصريين المصريين واستطاع تسخيرهم لخدمة الثورة كثيرا عكسنا نحن ، اذ اصطدمنا بهم لبعض مواقفهم من قضيتنا .
الرجل حاول وحاول وحاول وكان يحلم بالنصر والعودة لحمص .
وقبل ان التقيه كانت اخباره مع شباب الثورة بازقة حمص العتيقة تردني تباعا ..اليوم اجتمعنا بمنصور اتاسي ابو مطيع
فقلت وهل اجتمع باسمه الحقيقي فيأتيني الرد اي نعم ولم يأبه الاجهزة الامنية الى ان اعتقل وعذب وهو بهذه السن ويحمل امراضا اتعبته ..
مواقف كثيرة جمعتني بأبو مطيع ولو كان حزبه لايحمل كلمة اليسار لوجدتني اول الاعضاء فكلمة يسار تخيفني ولا ارتاح لكلمة رفيق .
طرحت عليه فكرة البيت السوري فشاركنا التأسيس والدعم وكان يدفع ١٠٠ ليرة تركية شهريا ..وفقط ليظهر لي وللاخرون دعمه للمشروع ..
شخص متل ابو مطيع شو ماحكينا وشو ماقلنا مامنعطيه حقه ذلك النبيل سليل الاكابر وهو فعلا من الاكابر خلقا وفعلا وقولا ..
له بالقلب مكانة ومن القلائل الذين بعد موتهم ياتون لي بالاحلام ويجلسون امامي وربما هي لحظات ولكنها تفتح شهية البحث في الذكريات..
جمعتنا شوارع القاهرة وجمعتنا ساحات استنبول ويا لاسفاه لم تجمعنا شوارع وازقة حمص ..
.
رحمه الله وتولاه .
Social Links: