في الذكرى السنوية لرحيل الرفيق منصور أتاسي أبو مطيع رحمه الله. – عبد الله حاج محمد

في الذكرى السنوية لرحيل الرفيق منصور أتاسي أبو مطيع رحمه الله. – عبد الله حاج محمد

عبد الله حاج محمد
في الذكرى السنوية لرحيل الرفيق منصور أتاسي أبو مطيع رحمه الله.
في السادس من شهر كانون الأول لعام 2019 غيب الموت أمين عام حزبنا الرفيق أبو مطيع رحمه الله، الذي بدأ نضاله السياسي في وقت مبكر عندما انضم للحزب الشيوعي السوري عام 1965.
في وقت كانت سورية مازالت تنبض بشيء من الحياة السياسية قبل أن يجهز عليها آل الأسد تماما.
تابع الرفيق منصور أتاسي نضاله من خلال الحزب، حيث عين سنة 1983 عضواً في المكتب التنفيذي لقطاع المياه حتى سنة 1996 حيث عمل لصالح الشركة العامة للطرق حتى استقال سنة 2004 بسبب ضغط الأمن عليه.
تابع النضال السياسي في صفوف الحزب الشيوعي السوري حتى ضاق به حال تملق أحزاب الجبهة للبعث ورضوخها له .
لم تغره المناصب وكل الإغراءات المادية التي عُرضت عليه لكي يتغاضى عن كلمة الحق ويوالي الحاكم، فقررالانفصال عن الأحزاب الهرمة، وتابع نضاله في ظل المضايقات والملاحقات والاعتقالات المتكررة، فكان من المؤسسين للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوري 10/18/ 2002 وانتخب عضواً في هيئتها الرئاسية.
كما كان من الأعضاء المؤسسين لتجمع تياراليسارالماركسي وعضو مؤ سس لهيئة الشيوعين السوريين، وكان بقلمه يتصدى للقرارات الجائرة التي تصدرعن السلطة و منها أهمية العودة للسياسة، و طالب بإطلاق الحريات السياسية والاعتراف بالمعارضة ومحاورتها، وتكلم عن حقوق الأكراد المشروعة.
ولما انفجرت الثورة السورية عام 2011 ضد النظام السوري القمعي، أضحى أبو مطيع في هيئة التنسيق الوطنية للتغير الديمقراطي التي تأسست في حزيران عام2011 و التي ضمت جل المعارضين السوريين، وفي 18 أيلول لعام 2011 اجتمع 300 عضو من أعضاء المجلس الوطني الموسع لهيئة التنسيق وانتخبوا اللجنة المركزية حيث كان من أعضائها مع حسن عبد العظيم ومشيل كيلو و عبد العزيز الخير وحازم نهار، وأصدرالمجلس الوطني للهيئة توصيات أهمها، أن الهيئة تعتبر نفسها جزء من الثورة الشعبية وفي قلبها وهي ليست وصية عليها ولا تدعي قيادتها وأكدت أن العامل الحاسم في حصول التغيرالوطني الديمقراطي هو إسقاط النظام الاستبدادي الأمني الفاسد، مما أدى هذا لقيام دورية من المخابرات الجوية لاعتقاله مع ضيفه الدكتورعبد الفتاح زين ولم يفرج عنهم إلا في 14 كانون الأول 2011.
حاول منصور أتاسي ورفاقه تصحيح أخطاء هيئة التنسيق فلم يتمكنوا، فانسحب منها في 17 أيلول 2012 وتابع نضاله بقلمه من أجل الحرية والعدلة وكان رأيه بتردي خطاب اليساري العربي – اليسار في أزمة مضاعفة ارتبطت أولاً بأزمة اليسار السوفياتي التي أدت لانهياره، وثانيا ابتعاد الحزب الشيوعي السوري عن جماهيره نتيجة خضوعه لسياسية البعث وتخليه عن استقلاليته، و كان ذلك سبب الانقسامات المتلاحقة في صفوف الحزب، لذلك برر الرفيق أبو مطيع ابتعاده ورفاقه عنه بسبب رفض بعض كوادر الحزب سياسته، وعمدوا إلى تجديد فكر الحزب بتشكيل هيئة الشيوعين السوريين.
“بادرت لدعوة تحالف اليسار المعارض وتم التحالف باسم تجمع اليسار الديمقراطي السوري الذي ضم كافة الأحزاب التي تتبنى الماركسية وتؤمن بالديمقراطية وذلك بعد انسحاب إعلان دمشق من الحوار الوطني تابعنا مع هيئة التنسيق” والكلام للمرحوم أبو مطيع ، ثم انسحبنا منها بسبب الموقف من حزب صالح مسلم و تصريحات هيثم مناع التي تناقضت مع المكتب التنفيذي و قدمت الهيئة 52 شهيداً بالثورة وتم اعتقال العشرات من كوادرها، وفي عام 2014 تم تحويل هيئة الشيوعين وبعض الرفاق اليسارين والقومين السورين إلى حزب اليسار الديمقراطي السوري الذي استمر وعقد مؤتمره الثاني عام 2018 وانتخب الرفيق أبو مطيع أمينا عاماً له.
كانت للرفيق “أبو مطيع” رؤية للخروج من النفق المظلم:
1 – العمل المشترك لإعادة صياغة الخطاب الوطني الجامع
2 – اعتماد النشاط السياسي بالداخل كأساس للعمل
3 – رفع شعار إبعاد كل الغرباء ورفض التبعية
4 – إيجاد مؤسسة إعلامية موحدة قادرة على التحرك.
5- ربط محاربة التطرف بإسقاط النظام.
6- التوجه لعقد مؤتمر وطني يحقق السياسات المنسجمة مع الواقع وانتخاب قيادة مستعدة لتنفيذ قراراته.
هذه الصفحة المشرفة من النضال لأمين عام حزبنا المرحوم الرفيق “أبو مطيع” ستبقى لنا دليلا لأنك ومن خلال مسيرتك النضالية تعتبر بوصلة وطنية لاتحرفها الإغراءات.
عبد الله حاج محمد
الأمين العام لحزب اليسار الديمقراطي السوري

  • Social Links:

Leave a Reply