في ذكرى رحيل منصور أتاسي
قد يكون القدر منعنا من اللقاء في أرض سوريا الحبيبة بحكم الجغرافيا وبحكم طبيعة العمل لكن رحلتنا بدأت مع بداية الثورة.
منصور أتاسي (أبو مطيع) ذو القامة الطويلة وصوته المتناسب مع قامته كان عنواناً للإخلاص لقضية شعب بمساراتها المتعددة والتي رفض معظمها ورفض الانخراط بها لقدرته على التمييز وحدسه العالي بالمعيار الوطني.
التقيت به بعدة مناسبات ومؤتمرات وكان دائماً الصوت الجريء بقول الحقيقة, ووضع النقاط على الحروف حتى بأمور يخشى كثر من قولها, وكان بجرأته وصدقه وثباته على قول الحقيقة لا يتردد بالوقوف والاعتراض وحتى الصراخ لينبه إلى أخطاء ما يتوقعها, أو انحراف ما يضر بقضية الشعب السوري.
كان منصور رائداً ومن أوائل من راهن على (الكمون) الشعبي وقدرات الشباب, فـ راهن على تنظيم الحاضنة الشعبية واعتبارها معيناً ورافداً لا ينضب ويجب الاعتماد عليها دوماً لتصحيح المسار وزجهم بالمسارات الوطنية الصحيحة.
عارض كل مسارات المصالحة والتسويات المشبوهة ورفض الانضمام لكثير من التكتلات واستأثر العمل قرب جمهور الثورة ليبقى متلاصقاً معه وملتزماً بنهجه بعيداً عن أي رغبة بالمنصب والجاه والمال.
رحل منصور أتاسي, القامة الوطنية التي كنا وما زلنا نعتز بها لكنه ترك رصيداً كبيراً لعائلته ورفاقه وشعبه, رصيداً من الإخلاص وحب الوطن والتضحية من أجل القضية.
رحمك الله أخي وصديقي أبا مطيع وأسكنك فسيح جنانه
العميد الركن أحمد رحال
Social Links: