قد لانصل غدا . لكننا بالتأكيد سوف نصل
سمعت الكثير اثناء وجودي في دمشق سنين طويلة . عن منصور الاتاسي من بعض الأصدقاء المشتركين، ولم تمنحني الظروف فرصة اللقاء به في سوريا ، وشاءت اقدارنا نحن السوريين في محنة اللجوء باللقاء مع أبو مطيع في شهر أيلول من عام ٢٠١٣ في إسطنبول، حيث شاهدت فعلا الشخص الذي رسمته في مخيلتي عندما كنا نتناول اطراف الحديث عن الشيوعيين السوريين، في مطعم المحاربين القدامى في دمشق مع الأصدقاء . حيث تذكرت حديث احد الأصدقاء المشتركين حديثه عن ايمان منصور الاتاسي المطلق بالماركسية، وحرصه الشديد دوما على ان يكون الشيوعي السوري رمزا للنضال الوطني في نيل حقوق الكادحين والفقراء، وانه لاسبيل للخلاص من الحالة السورية الا بالديمقراطية، التي تبدا من الاسرة والحزب الى المجتمع كله . وانه بذل الكثير من الجهود من اجل لم شمل الشيوعيين السوريين ،ووقف حالة الانشطار التي انهت وجوده كحزب يمثل الطبقة المسحوقة، الى أحزاب تابعة للسلطة ، ولكنها اقر بفشل هذه المحاولات ،لان من كان يعمل معهم كفريق عمل لتوحيد الصفوف الشيوعية، كانوا اكثر انتهازية من المنشطرين على انفسهم. والثورة السورية المباركة كانت بمثابة نقطة انطلاق لنا وأبومطيع تحديدا لاعادة التفكير بالماضي ونضاله وربطه مع الواقع الحالي، الذي كشف عورة المتنفذين في الأحزاب التي طالما تباهت بانها تمثل صوت الكادحين المسحوقين، ضد السلطة التي تضطهد الانسان بغض النظر عن لونه ودينه وعرقه ورأيه وفكره ،وكانت الثورة السورية الصاعقة التي كشفت عورة هذه الأحزاب وقياداتها، التي وقفت الى جانب القتلة والمجرمون ضد الشعب الثائر، الذي نادى بالحرية والكرامة التي من المفترض تكون مبادئ أساسية لدى هذه الأحزاب .
ولم يقف منصور الاتاسي وزملائه متفرجين. او محايدين بل انخرطوا في الصفوف الامامية للثورة في كل الساحة السورية، وكانت اللبنة الأولى لتاسيسهم حزب اليسار الديمقراطي، الذي يضم نخبة من السوريين الذين يؤمنون بالوطن السوري والانسان السوري أولا وأخيرا .
في إسطنبول رغم تقدمه بالعمر، لم يتوقف عن متابعته بالعمل من اجل وحدة الصف في قوى الثورة والمعارضة السورية . وعملنا معا في الكثير من اللقاءات والاجتماعات، على انجاز ولو القليل مما نطمح اليه. في توحيد الصفوف لان الحالة الثورية بدات في مرحلة التخبط الشديد بعد تدهور الأوضاع على الأرض، في المناطق المحررة، وانحسار الحالة الوطنية الثورية السورية، وبروز الفصائلية كبديل عن المؤسسات الوطنية على المستوى العسكري، وكذلك ترسخ مبدا المحاصصات الحزبية والقومية والدينية. في مؤسسات المعارضة السورية ومحاولات الغاء الصوت الثوري السوري ،وتكميم الافواه. هذا كله جعل من أبو مطيع متطوعا بالعمل من اجل توحيد صفوف السوريين على كلمة سواء، لان كل ماحدث ،ويحدث يصب في مصلحة النطام الاستبدادي، وينفذ خططه على قتل وتدمير ما تبقى من الوطن السوري. لم اشاهد اليأس يوما عند أبو مطيع. كان مثال السوري المناضل من أجل نيل شعبه حريته وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التي تؤمن بان سوريا لكل السوريين، وان المواطنة الكاملة هي حق لكل السوريين مهما كانت قوميتهم ودينهم.
لن انسى ابدا ماكان يردده أبو مطيع عندما كنا نلتقي
قد لانصل غدا ، لكننا بالتأكيد سوف نصل
رحم الله أبو مطيع ونعاهده باننا سوف نستمر بالنضال الى ان نصل .
عبدالعزيز تمو
رئيس رابطة المستقلين السوريين الكرد
Social Links: