منصور اتاسي
الحاضر رغم الغياب
د. يحيى العريضي
في حضرته، تشعر بأنه يعمل لسوريا وثورتها وعزتها وعافيتها ، وكأنه يعيش أبدا؛ ولسجل الكبار الأحرار الطيبين والانقياء ، وكأن السْفر سيكون مكتوباً وجاهزاً والرحيل غدا. هكذا كان المجاهد النقي منصور اتاسي.
منصور قَلْبٌ متعب، ولكن لا يعرف اليأس. في الآخرين لا يرى إلا ما يريد، وكان الخير والصدق وعزة الوطن ما يريد، وكان يراها؛ ولهذا كان بمتانة وصلب الحرير ورقته.
كان صاحب قضية، صاحب هم. معلم ببساطته، وسائل إيضاحه سلوكه وطهارة روحه. قدوة دون تتويج.
في لقائنا الأخير كان ذلك الهم السوري الساكن الدائم في داخله قد تملك منه. صرخاته للاسف كانت مخنوقة الصدى. ذلك الاختناق ربما عجل بالرحيل.
رحل الزاهد بكل شيء الا بعزة الوطن وكبريائه وعودته الى الحياة.
رحل ذاك الذي رأى أملاً ونوراً في آخر نفق الوجع السوري؛ رحل وروحه الوثابة لم ترحل …. تزرع همة وتصميما على إكمال مشروع عودة الوطن حراً ديموقراطياً انسانياً عظيما، كما اراده منصور.
Social Links: