المدن
استمرت المظاهرات في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية بمحافظة دير الزور شرق سوريا بعد دعوة تنسيقية الحراك الشعبي لقرى الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي للتظاهر الثلاثاء في بلدة أبو حمام، على خلفية الفساد الذي استشرى في الإدارة الذاتية، وعدم تنفيذ قوات سوريا الديمقراطية للوعود التي قطعتها بعد اجتماعها مع شخصيات مرتبطة بها.
وذكرت التنسيقية في بيانها، أنه “على إثر الاحتجاجات الشعبية المُطالبة بحقوق المنطقة وأبنائها حاولت قسد الالتفاف على هذه المطالب، وعقدت اجتماعا مع شخصيات مرتبطة بها لتُعطي صورة أنها تُحاور المتظاهرين وتستمع لمطالبهم وتستجيب لهم، عبر وعود سمعناها قبل سنوات ولم يتم تنفيذ شيء من تلك الوعود”.
وقال مسؤول في الإدارة الذاتية ل”المدن”، إنّ مساحة المناطق الخاضحة لسلطة الإدارة الذاتية في دير الزور تبلغ 16 ألف كم2 وبالتالي تحتاج لخدمات كبيرة لم تلبِّ الإدارة الذاتية سوى الجزء اليسير منها لاسيما في بند المحروقات “المازوت” الذي يعد الاحتياج الأهم للأهالي في فصل الشتاء.
وكشف أنّ عدد العوائل المسجّلة على قوائم توزيع المحروقات في دير الزور هو 207 الاف بمقدار ثلاثة براميل لكل عائلة، وأنّ عدد طلاب المدارس فقط في المرحلتين الابتدائية والإعدادية 290 الف طالب ناهيك عن احتياجات المزارعين والأفران ووسائط النقل والخدمات العامة الأخرى، ولتغطية تلك الاحتياجات تحتاج المحافظة إلى 35 صهريجاً يومياً بينما لا يصل إلى المجلس المدني سوى 15 صهريجاً، مضيفا أنّه إن لم تعطِ الإدارة الذاتية كامل الحصة لدير الزور فسينتهي فصل الشتاء ولن تحصل أغلب العوائل على مخصصاتها من وقود التدفئة.
ولفت إلى أن المشكلة لا تنحصر بالمحروقات فقط بل في نسب توزيع المخصصات المالية للمجالس المدنية، إذ خصصت لمجلس دير الزور المدني 100 ألف دولار لتنفيذ خطة مواجهة فيروس كورونا وافتتاح مراكز للعزل الصحي، بينما أعطي لكل من مجلس الرقة والطبقة ومنبج 100 ألف دولار على الرغم من أنّ مساحتها وعدد سكانها مجتمعة لا تعادل مساحة وعدد سكان دير الزور.
واعتبر أن تخفيض مخصصات دير الزور إلى الحد الأدنى هو رغبة قسد بمعاقبة أبناء المنطقة على الاحتجاجات الدائمة ضد الإدارة الذاتية إذ كيف لمحافظة تنتج 50 ألف برميل نفط يومياً أي أكثر من نصف إنتاج مناطق الإدارة الذاتية أن لا تحصل سوى على خمس ما يُوزع للمناطق الأخرى -على حد قوله.
وكان المجلس المدني في دير الزور أرسل كتاباً إلى المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في 17 تشرين الثاني/نوفمبر يطلب فيه رفع كمية المحروقات إلى 33 صهريجاً يومياً ويحذر من احتمال اندلاع مظاهرات إن لم يتمّ تغطية كامل احتياجات المحافظة من المحروقات.
يذكر أنّ العديد من المظاهرات اندلعت سابقاً احتجاجاً على سياسات قسد في المنطقة وتنتهي بوعود لم ينفذ أي منها مما دفع نشطاء ووجهاء من العشائر لرفض التفاوض مع الإدارة الذاتية وطلب التفاوض مع التحالف الدولي بالمباشر أو تبقى التظاهرات مندلعة حتى تحقيق كامل مطالبهم الخدمية والسياسية.
Social Links: