مسيرة محمود ياسين… توثيق زمن السينما

مسيرة محمود ياسين… توثيق زمن السينما

ربيع فران _ العربي الجديد

برحيل الممثل المصري محمود ياسين اليوم الأربعاء، تطوي السينما المصرية صفحة أخرى، تضاف إلى خسارات الفن السابع، بعدما سبقه زملاؤه، مثل محمود عبد العزيز وفاروق الفيشاوي ونور الشريف، وغيرهم.

ربما من التقليدي أن نعود إلى بداية مسيرة ياسين في عالم السينما، لكن ما يلفت في مسيرته الفنية هو صبغة الرومانسية التي كرّست حضوره في السبعينيات والثمانينيات، أمام زميلاته، ولا سيما منهن الممثلة نجلاء فتحي، إذ شكّلا ثنائياً في أكثر من 12 فيلماً لاقت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، وحملها الزمن كوثيقة تؤرخ لموهبة ثنائية ياسين/فتحي في هذا النمط السينمائي.

وبالطبع، كان لمشاركته الفنانة الراحلة فاتن حمامة في أكثر من فيلم بعد إضافي زاد من حضورها ووهجها، خصوصاً في فيلم “أفواه وأرانب” للمخرج هنري بركات الذي اعتمد على الواقع الاجتماعي أمام قصة حب رومانسية مهددة بفعل الطبقية الاجتماعية السائدة، والفارق بين الفقراء وميسوري الحال.

لعل المخرج حسين كمال كان الأقرب لمحمود ياسين الذي عرف كيف يوظفه ممثلاً، خصوصاً أن البعض اعتبر أن كاريزما محمود ياسمين تكمن في رخامة صوته وكلامه. لم يكن محمود ياسين وسيماً بالقدر الذي كان عليه زملاؤه، لكنه شكل باختياره للأدوار وإتقانه لفن التمثيل بعداً جعله في مكانة متقدمة ضمن المنافسة على لقب “فتى الشاشة الأول” الذي اكتسبه، وهذا ما دفعه إلى بلوغ مرحلة متقدمة، لم تقتصر على الأداء السينمائي، واختياره لأداء دور مُركب في فيلم “الأخرس”، إلى جانب الممثلة الراحلة مديحة كامل، من إخراج أحمد السبعاوي، ليثبت أن الكاريزما لا تقتصر على الصوت فقط.

في المقابل، اعتمد ياسين على توظيف صوته، وتمكّنه في فن الإلقاء الإذاعي الذي لم ينافسه فيه أحد في تلك الفترة وحتى لسنوات قليلة سبقت إصابته بمرض ألزهايمر وسوء حالته الصحية التي جعلته محاصراً داخل منزله لثماني سنوات.

نجوم وفن

رحيل محمود ياسين… قراءة تبتعد عن لحظة الغياب

شغل محمود ياسين مهمة “سفير” استثنائي للفن السابع حتى سنوات قليلة من مرضه، وكان مرجعية جيدة لتاريخ ومستقبل السينما العربية والمصرية في ندوات طاف بها العالم العربي، ولم يوفر جهداً في محاولة إنقاذ السينما بعد انقطاعه لوقت زمن التسعينيات، وعودته في أفلام حملت طابعاً حرفياً، لكنه لم يرضه وأصر على المراقبة من بعيد حتى عاد عام 2007 عبر فيلم “الجزيرة” من إخراج شريف عرفة.

كان العمل بمثابة عبور ياسين نحو جيل الشباب، فكان إلى جانبه أحمد السقا وهند صبري، ولاقى الفيلم ترحيباً عند النقاد. في الدراما التلفزيونية، لعل مشاركته الفنانة سميرة أحمد 2010 في مسلسل “ماما في القسم”، من إخراج رباب حسين، اعتبر خاتمة أعماله التلفزيونية، في مواسم الدراما الرمضانية، واستطاع من خلاله محمود ياسين أن يعزز نجاح العمل، ويعيد مشهد الزمن الجميل مع زميلته سميرة أحمد بطريقة اجتماعية ساخرة.

تجاوز محمود ياسين دوره كموهبة مؤثرة في عالم التمثيل السينمائي في العالم العربي، وتحول مع الوقت إلى “أيقونة” نجاح طاغ في الرومانسية، والواقع الاجتماعي المعيش من على الشاشة.

  • Social Links:

Leave a Reply