إيران تستهدف الخاصرة الأضعف في دير الزور

إيران تستهدف الخاصرة الأضعف في دير الزور

صفا عبد التركي – الرافد:

تسعى إيران بشتى الطرق وعبر كل الوسائل المشروعة أو غير المشروعة بغض النظر عن أخلاقيتها أو طرقها المستخدمة للسيطرة على المنطقة الشرقية، فالمشروع الإيراني وهو ما تسعى حكومات إيران لتحقيقه، هو مشروع واضح المعالم لا يخفى إلا على من لا يريد أن يفهم رغبتها وغايتها من مشروعها التوسعي.

إيران التي يحكمها الإمام ليست جمعية خيرية تقدم خدماتها بالمجان، والإيرانيون ليسوا دعاة سلام وبناء  يعطون بدون مقابل، إيران كأي دولة أخرى تبحث عن مصالحها بعيداً عن المثاليات والأخلاق التي لم نرها إلا في الكتب الدينية السماوية والكتابات الطوباوية والمثالية الحالمة بالعدالة كجمهورية افلاطون لأنها أحلام فلاسفة.

الفرق بين إيران والآخرين هو أن إيران لديها تعصباً زائداً لمشروعها  ينقسم إلى غاية و وسيلة

فهي في المستوى الأول متعصبة قومياً وتسعى لإعادة إقامة الإمبراطورية الفارسية، بغض النظر عن الطريقة والوسيلة المستخدمة، لأن الفرس/كقومية/ يعتقدون بأن العرب المسلمين لم ينتصروا عليهم إلا بالإسلام ويعود ذلك لاعتقادهم بأنهم أكثر عراقة وأصالة من العرب حيث يعتبرونهم بدو ولم ينتصروا عليهم إلا بالدين.

من هنا ندخل  إلى المستوى الثاني وهو الدين والذي يعتبر حامله بالنسبة للإيرانيين المذهب الشيعي الذي يعتبر وسيلة لتحقيق المستوى الأول الذي هو الغاية والهدف وتحقيقه يكون بالتضاد مع المذهب السني الذي يعتنقه أغلب العرب والمسلمين، فالغاية من استخدام المذهبية والدين هي الانتقام من الإسلام بالدرجة الأولى لأنه هزم الزرادشتية الإيرانية  وليس العرب من انتصروا على الفرس حسب رؤيتهم.

بسبب هذا الاعتقاد فإن إيران تعمل جاهدة للسيطرة على المنطقة الشرقية لأنها تقع في المنطقة الوسطى من الهلال الشيعي المراد إنشاؤه، في البداية على طريق إعادة الإمبراطورية الفارسية ، كيف لا ومحافظة دير الزور هي امتداد لمحافظة الأنبار العراقية وهما محافظتان سكانهما من العرب السنة إلا ما ندر، وربما نسبة لا يمكن ذكرها قياساً على عدد سكان المنطقة الكبيرة والواسعة والتي تتمتع إضافة إلى موقعها الاستراتيجي بالكثير من الثروات الاقتصادية التي تحاول إيران السيطرة عليها.

من هنا فإن إيران تعمل على تخريب نسيج المنطقة الاجتماعي والثقافي وذلك عبر طرق ووسائل متعددة وتستهدف من خلالها الشرائح المختلفة في المجتمع  كالمال والعسكرة والإغراءات اللاأخلاقية التي تتبعها من أجل إتمام  التخريب الذي تعمل عليه لإحكام سيطرتها على المنطقة.

نتيجة لكل ما سبق توجهنا للبحث عن هذه الطرق والوسائل التي اعتمدتها إيران إلى مصادر موثوقة على أرض الواقع في محافظة دير الزور بالأسئلة التالية:

هل صحيح أن إيران تعمل على التغيير في المنطقة وعلى كافة الصعد؟

وماهي الوسائل التي تستخدمها من أجل ذلك؟

وما مدى صحة تركيزها على الأطفال والنساء من أجل تحقيق مشروعها المزعوم وإنجاح خطتها ؟

كانت الإجابة ممن توجهنا لهم مع التشديد على عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية بأن :

(إيران لديها مشروع ضخم في المنطقة يعتمد على المال بالدرجة الأولى وذلك من خلال الإعانات والمنح التي تقدمها للعوائل وللتلاميذ الذين تقوم بتعليمهم وتستهدفهم عن طريق المراكز الثقافية المنتشرة في المحافظة، أومن خلال الخدمات الصحية التي تقدمها عبر مشافيها أو الرحلات الترفيهية التي تقوم بها وتعمل من أجلها الآن على إنشاء مجمع خاص بألعاب الأطفال في حويجة صكر التي أعطاها النظام الحق باستثمارها.

كما أنها تستهدف النساء رغم صعوبة ما تواجهه في هذا المجال لأن المنطقة ذات طابع عشائري ولم تتمكن إيران من إحداث خرق يذكر في هذه المجال خاصة أن المذهب الشيعي يبيح زواج المتعة الذي لا يمكن أن ينجح بأي حال من الأحوال في منطقتنا التي تربت النساء فيها على الأخلاق والعادات والتقاليد العربية الأصيلة، لذلك لجأت إيران إلى استقدام نساء من خارج المنطقة لهذا الغرض من أجل ميليشاتها ومن أجل إفساد المجتمع ونشر الرذيلة فيه ولكي تجعل المجتمع يتقبل رؤية هذه الأمور والاعتياد عليها.

إلا أن الميليشيات الإيرانية وإن لم تنجح من خلال هذا العمل فإنها استطاعت أن تحدث خرقاً في هذا المجال على صعيد تركيزها على النساء فقد نجحت مؤخراً بإنشاء كتيبة نسائية مقرها مدينة الميادين شرق دير الزور يقدر عدد أفرادها بحدود ال 6 أو 7 بنات أتحفظ على ذكر أسمائهن/ حسب المصدر / ، يجتمعن في مكان معين وبعضهن أصبح يرتدي الزي العسكري وهذا ليس الاختراق الأول في هذا المجال بل سبقه إنشاء مثل هذه الكتيبة في دير الزور المدينة، إلا أنه بسبب كون الميادين منطقة صغيرة وعشائرية أحدثت هذه الضجة على وسائل الإعلام .

ولأن كتيبة المدينة /دير الزور/ كانت سرية التشكيل بشكل أكبر فالعمل الأساسي لهذا التشكيل النسائي ليس عسكرياً بل استخباراتياً بامتياز، لهذا السبب فإن اللباس العسكري ليس له أي معنى بل هو ربما هو وسيلة استعراضية تستقطب من خلالها الفتيات متطوعين جدد يدعمون المشروع الإيراني ويزيدون رصيده، والغاية الأهم هي نشر التشيع بين النساء وجمع أكبر عدد منهن وهذا هو الهدف الرئيس لإنشاء هذا التشكيل النسائي.

وهو مشروع أستطيع القول/ الكلام للمصدر/ أنه كأي مشروع استثماري من المشاريع التي تقوم بها إيران وتعمل على تنفيذها فهناك الكثير من هذه الاستثمارات الإيرانية التي تصرف الكثير من المال من أجل إنجاحها للوصول إلى هدفها الأساسي وهي تستهدف فيه الخاصرة الأضعف ألا وهي النساء ) .

من خلال هذه الإجابة التي حصلنا عليها نرى خطورة المشروع الإيراني وأبعاده الاستراتيجية وقدرته على استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة فهو استخدم القوى العسكرية أولاً، والآن يستخدم القوة الاقتصادية/ الناعمة / للتأثير على المجتمع والمنطقة بشكل كامل ويستهدف كل ما فيها من بشر أو حجر دون استثناء.

فهل ينجح هذا المشروع أم أن هناك من يتصدى له، ليس التصدي وحده المطلوب ربما الهجوم أفضل وسيلة للدفاع لأن بقاء الجميع متفرجين قد يجعل جميع الذين يقيمون في الداخل تحت نير الاحتلال الإيراني وهم الحلقة الأضعف في هذه المعادلة لا يستطيعون الصمود، وهناك طرق كثيرة للهجوم قد يكون دعم صمود هؤلاء هو إحدى الوسائل الهامة المتاحة الآن ريثما تتيح الظروف وسائل أخرى.

  • Social Links:

Leave a Reply