هال انتهى زمن “الحياد الذكي” لتركيا -أردوغان ؟

هال انتهى زمن “الحياد الذكي” لتركيا -أردوغان ؟

ثلاثة سيناريوهات لثلاث دول: تركيا – الولايات المتحدة الأمريكية – روسيا

داريا يودكيفيتش –  

استطاع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خلال سياسته الناجحة ،  أن يصبح محور الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا. تمكن من مجاراة السياسة الخارجية للاتحاد الروسي دون قطع العلاقات مع الولايات المتحدة ، تاركًا الباب مواربا لإعادة التفاوض على شروط العودة. فروسيا تحتاج أردوغان كأداة لتفكيك التحالف الأطلسي. كما تحتاج الولايات المتحدة إلى تركيا كأداة لاحتواء النفوذ الروسي في شرق البحر المتوسط، وهكذا اكتسب أردوغان حصانة لدى الطرفين بعد ان شغل عضوية المحورين.

ان مشكلة الرئيس التركي مع هذه السياسة شديدة النجاح هي في عوز هذه السياسة للديمومة، ففي يوم غير بعيد ، سيرغب فلاديمير بوتين في الاستفادة من التحالف الروسي التركي ، مما يجبر أردوغان على قطع العلاقات مع الولايات المتحدة بشكل كامل. فان لم يفعل ، لن يجد الغرب والولايات المتحدة فاتحي الأذرع للترحيب بتركيا إلا إذا عادت في نفس الوقت إلى دورها التقليدي المناهض لروسيا ، لذلك نرى اليوم ان “الحياد الذكي” لتركيا أردوغان يقترب من نهايته.

ان ثاني سيناريو متاح لتركيا-اردوغان لن يكون أفضل من سابقه :وهو الذي يفترض تقاربا بين الولايات المتحدة وروسيا في سياق صدام ثقافي الله عنيف مشابه للصراع الذي تعيشه تركيا مع فرنسا! وفي هذه الحالة ، لن تتضاءل أهمية تركيا كدرع في مواجهة روسيا فحسب ، بل إن نية أردوغان المعلنة للعب دور الخليفة لمواطنيه والعالم الإسلامي ، ستقوده إلى الصدام مع العالم الغربي بأسره.

اما السيناريو الثالث فهو الأسوأ بالنسبة لتركيا بلا جدال : إنه سيناريو الوقوع في فخ السلطة ووهمها الخادع، فالشعور بالحصانة الذي يعتقد أنه يتمتع به أثناء إغواء كل من الولايات المتحدة وروسيا ، بالإضافة إلى الرغبة القوية لعودة سياسة التدخل العثماني الجديدة من ليبيا إلى القوقاز ، يمكن أن يدفع تركيا خارج المدار.  فالتورط في مواجهة مسلحة مع اليونان أو مصر أو أرمينيا على سبيل المثال يمكن ان يفضي الى هذا الاستبعاد .  لقد تجنب أردوغان الألغام والفخاخ بمهارة حتى اليوم ومن المرجح أن ينجح في المستقبل القريب

لكن ماذا لو اعتقد أردوغان أن الوقت قد حان لمواجهة التاريخ عبر مراجعة معاهدة سيفر أو لوزان بالسلاح ، انها ولا شك النهاية. فالنظام الدولي من المحيط الأطلسي إلى جبال الأورال سوف ينقلب ضده ويقمع أي محاولة لإفساد التوازن العالمي.

لنترك اعيننا مفتوحة لنرى ما يخفيه المستقبل الأبعد .

  • Social Links:

Leave a Reply