الجامعة الماركسية لمنظمة الثورة الاشتراكية -الفرع الأمريكي للتيار الماركسي الأممي- تحت شعار: “بعد انتخابات 2020: التحضير للثورة الاشتراكية الأمريكية”
ماركسي
لمواجهة الكارثة المناخية: نحن بحاجة إلى اقتصاد مخطط!
كما تحدث الرفيق أنطونيو بالمر، العضو المشارك في هيئة تحرير Socialist Revolution، عن أزمة المناخ والحاجة إلى اقتصاد مخطط. في السنوات السابقة كان تغير المناخ يطرح على أنه مشكلة المستقبل، لكن وكما حدث مع العديد من القضايا الأخرى داخل المجتمع الرأسمالي، فقد سار التاريخ بقفزات وبدأت آثار تغير المناخ تتسارع وتؤثر بشكل مباشر على حياة ملايين الناس في جميع أنحاء العالم.
منذ بداية التصنيع الرأسمالي، ازدادت كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنحو 50%، وقد حدث نصف تلك الزيادة خلال العقود الثلاثة الماضية فقط. وخلال السنوات 22 الأخيرة تم تسجيل عشرين سنة من أكثر الأعوام دفئا على الإطلاق. وفي فبراير من هذا العام، رصد العلماء أعلى درجة حرارة شهدتها القارة القطبية الجنوبية على الإطلاق. أما على المستوى العالمي فقد كان شهر شتنبر الأخير أكثر الشهور دفئا في تاريخ البشرية.
الإجراءات التي يجب القيام بها الآن بشكل عاجل، كان يجب أن تبدأ قبل عقود. كان في مقدور البشرية في ظل اقتصاد مخطط بطريقة عقلانية أن تكون قد انتقلت منذ فترة طويلة إلى استعمال الطاقات المتجددة بالكامل. لكن في ظل الرأسمالية، يشكل دافع الربح القوة الوحيدة المحركة للاقتصاد، وفي مقدور صناعات الوقود الأحفوري مواصلة أنشطتها الكارثية حتى يومنا هذا.
الحد الأدنى الضروري للتغيير الذي يجب القيام به هو إجراء إصلاح شامل للاقتصاد العالمي بأكمله. لا يتعين علينا فقط تغيير أنظمة إنتاج الطاقة وأنظمة النقل والنظام الزراعي، بل نحتاج أيضا إلى الاستعداد لعواقب الأضرار التي حدثت بالفعل، من خلال تجهيز المدن الساحلية بالدفاعات ضد الفيضانات والاستعداد لنقل مئات الملايين من الناس. إن الحلول التقنية لهذه المشاكل موجودة بالفعل، لكن وإلى أن تطيح الطبقة العاملة بالرأسمالية، سيبقى أي نقاش حول الحد من تغير المناخ مجرد فرضيات بحتة.
إلا أنه وعلى الرغم من الآفاق القاتمة التي تلوح أمام مستقبل كوكبنا، فقد أكد الرفيق أنطونيو على أنه يجب علينا أن نبقى متفائلين. يعد تغير المناخ بدوره أحد عوامل التجذر التي ستدفع الطبقة العاملة إلى السير في طريق الثورة. وقد صار من الممكن بالفعل ملاحظة خط مناهض للرأسمالية داخل الجناح الشبابي في حركة الدفاع عن البيئة. تتمثل المهمة الرئيسية في قيادة الطبقة العاملة على أساس برنامج اشتراكي ثوري يجمع بين النضال من أجل مناصب الشغل وتحسين مستويات المعيشة الخ، وبين النضال من أجل إعادة هيكلة الاقتصاد والاستثمار بشكل ضخم في معالجة آثار تغير المناخ. وحده الاقتصاد المخطط تحت رقابة العمال ما سيمكن من مواجهة هذه الأزمة بفعالية!
كيف يمكن للاشتراكية الثورية أن تعيد إنعاش الحركة العمالية
بدأ اليوم الثاني بجلستين أخريين: قدم الرفيق توم تروتييه، العضو المساهم في هيئة تحرير مجلة Socialist Revolution، عرضا حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الاشتراكية الثورية في تنشيط الحركة العمالية. هناك عدد من المزايا المرتبطة بالانخراط في النقابة، لكن تلك المكاسب تبقى محدودة بسبب الرأسمالية نفسها. لقد حدث انخفاض كبير في التمثيلية النقابية منذ عام 1947. إن الأجور الحقيقية للعمال اليوم صارت أقل مما كانت عليه عام 1973، عند نهاية فترة الازدهار الاقتصادي التي أعقبت الحرب.
لقد تجاوز معدل التضخم معدل نمو الأجور. كما أن البطالة تفاقمت خلال الأزمة الحالية. يمكن لأرباب العمل استخدام العاطلين كأداة ضد العمال المشتغلين، لإجبارهم على قبول تخفيض الأجور. بينما تستخدم القيادة النقابية الحالية سياسات التعاون الطبقي بنجاح من أجل إخضاع العمال. وعندما يخسر الرأسمالي المال، يبدأ دعاة التعاون الطبقي في اقتراح تخفيض الأجور والعلاوات بحجة الاحتفاظ بمناصب الشغل. لكن وعلى الرغم من ذلك يستمر الرأسماليون في تفكيك القطاعات الصناعية.
إذا نظرنا إلى الحركة العمالية اليوم لن نجد أي معارضة يسارية منظمة لتلك السياسات. يجب على الاشتراكيين الثوريين تغيير هذا الوضع. لقد تم بناء معظم النقابات من قبل الاشتراكيين والشيوعيين واللاسلطويين. وتم انتزاع يوم العمل من ثماني ساعات والحق في المعاشات التقاعدية وغيرها من المكتسبات بفضل نضالات قادة كفاحيين مثل يوجين. ف. ديبس و”بيغ بيل” هايوود. وقد أظهر التاريخ الحديث أن الطبقة العاملة الأمريكية ما تزال مكافحة، مثلما أثبتت نضالات معلمي وست فرجينيا عام 2018! إن الروح النضالية والكفاحية للطبقة العاملة الأمريكية وقوتها أمر حيوي، لكن لتحقيق النصر تحتاج الطبقة العاملة أيضا إلى الأفكار الماركسية.
يجب على الماركسيين داخل النقابات العمالية أن ينطلقوا من حقيقة أن مصالح العمال ومصالح أرباب العمل متناقضة بشكل تناحري. نحن ننظر إلى مثال إضراب سائقي الشاحنات بمينيابوليس عام 1934، حيث تمكن خمسة مناضلين ماركسيين فقط من زيادة عدد أعضاء الفرع المحلي للنقابة من 75 إلى 5000 عضو، وتحقيق مكتسبات كبيرة، بفضل امتلاك الاستراتيجية والتكتيكات الصحيحة. يجب على الماركسيين أن ينشروا فكرة أنه على العمال ألا يكتفوا بالنضال في أماكن العمل فقط، بل أن يناضلوا أيضا على الجبهة السياسية من خلال حزبهم الخاص. كما يمكن للإضرابات نفسها أن تتخذ طابعا سياسيا. ومن بين الأمثلة الحديثة على ذلك إضراب مراقبي الحركة الجوية ضد إغلاق الحكومة الفيدرالية في 2018 و2019. مهمتنا اليوم هي إعداد الكوادر الماركسية داخل هذه النقابات، حتى نتمكن من التدخل في الحركة بشكل عام والتأثير عليها من خلال أفكارنا ومنظوراتنا .
Social Links: