اللاجئين في محرقة حلف الشيطان 

اللاجئين في محرقة حلف الشيطان 

صفوان موشلي

فشل مؤتمر إعادة اللاجئين قسرا الى حظيرة القمع والتمييز الاسدي ، وهو المؤتمر الذي سعت الخارجية الروسية لاستخدامه أداة لتنظيف الأسد من القذارة التي زكمت أنف المجتمع الدولي سعيا منها لإظهاره متعاونا مع مطالبه ، في الحد من أعمال القتل والتصفية والتعذيب في سجونه وسجون ميلشياته المتوحشة كشرط اولي لرفع الفيتو عن إعادة الاعمار المنتظر من الخارجية الروسية ليكون واجهة للنهب وجني العمولات تعويضا لنظام المافيا الروسي ، عن أثمان القنابل المتطورة التي هدمت ابنية السورين وأكواخهم على السواء .

وإثر هذا الفشل الذريع فقدت المافيا الروسية صوابها وبدأت في استهداف مخيمات اللاجئين في كل مكان تطاله يدها أو يصله عملائها لقد باشر التحالف الروسي العوني مع مليشيا حزب الله العديد من الجرائم ضد مخيمات اللاجئين وقد جعل هذا التحالف من الفاشية الطائفية والشعبوية الوطنية أساسا لتحالف الوضاعة وأرضية لشن معظم الهجمات الفردية والجماعية على اللاجئين أفرادا ومخيمات .

اننا اذ نرى أهلنا في مخيم المنية شمال لبنان يعانون من الحرق والإذلال لا نستطيع الا ان نفكر مليا بأسباب تعاظم الحقد والكراهية التي يعبر عنها تحالف الشر الروسي مع مليشيا حزب الله ضد المدنيين العزل الذين لم يقترفوا الا ذنبا واحدا تمثل في رفض الرضوخ لنظام التمييز القمعي في دمشق . لقد أصبح جميع اللاجئين السوريين الذين نجوا من الموت حرقا في مخيم المنية بلا مأوى كما أراد نصر الله ولافروف ،ان هذا الضغط المستمر على مخيمات اللاجئين في لبنان والعمل الحثيث على تسريع هلاك هؤلاء العزل خدمة لتلك المصالح القذرة ،سوف لن يكون بلا نتائج كارثية على لبنان والمجتمع الدولي ،كما هو كارثي على السوريين ولا شك .

أما الهجوم على ملجأ “أوري كاسترو ” في شمال اليونان والذي يحمي أطفالا قصرا من أيتام اللاجئين والتائهين عن ذويهم وهم الذين لا تتجاوز أعمارهم الثانية عشرة ،فقد خلف جميع الأيتام جرحى بعد ان تعرضوا لهجوم عنصري منظم بالأسلحة البيضاء ، وقد أكدت وكالة “امنا” اليونانية أن المهاجمين كانوا ضمن مجموعة منظمة ولديهم خطة مسبقة للهجوم على الميتم ، الذي أجهز فيه العنصريون على أطفالنا خلال دقائق قليلة. وهنا لا نكتفي بتوجيه الاتهام لكل من عملاء إيران وجواسيس روسيا فقط ،فهذا أمر أصبح مفضوحا على صعيدي السياسة المتاحة والصحافة الاستقصائية التي رصدت بشكل تفصيلي علاقة اليمين المتطرف والنازيين الجدد والخطاب الشعبوي المتنامي مع الدعم الروسي المباشر بالإضافة لتوظيف إمكانات جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي وما يملك من ذباب الكتروني وهكر سبراني في خدمة هذه التيارات المتطرفة .

ان روسيا بوتين لا تهدف فقط الى زيادة الأعباء السياسية على حكومات وبرلمانات الدول التي تستضيف اللاجئين الفارين من القمع والابادة التي يمارسها الأسد ،والقبول بتسوية تعود بأرباح جمة على المافيا الروسية في سورية المحتلة، بل تهدف أيضا الى تهشيم وتهميش القيم الإنسانية التي انتجتها الديمقراطيات الحرة ،بصفتها منظومة أخلاقية تعيق نمو نظم المافيوية ،سياسيا واقتصاديا . لقد سمسم بوتين المنشقين الروس ، على أرضي الاتحاد الأوربي وهاهم يساهمون في النيل من اللاجئين وبالأمس تدخلوا لتخريب نظام الانتخابات الأوربي ومن قبله الأمريكي ،فهل يستيقظ الديمقراطيين المتسامحين مع النزعات الراديكالية قبل السبت .

28/12/2020

  • Social Links:

Leave a Reply