عائشة صبري – آرام
يُصادف اليوم الثالث من كانون الثاني/يناير، الذكرى الأولى لهلاك قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي قُتل مع أبي مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، بغارة شنتها طائرة مسيرة أميركية قرب مطار العاصمة العراقية بغداد.
وعبّر العديد من رواد التواصل الاجتماعي عن هذه الذكرى التي يعتبرونها “جميلة ومفرحة”، وكتب السوري عمر مدنيه، في تغريدة على تويتر: “نذكر كيف كان يمشي الهالك قاسم سليماني في شوارع مدينة حلب مفتخراً بعد حرق المدينة وتهجير أهلها وكأنه حرّر القدس.. عاش قاتلاً ومات فاجراً”.
وقالت الإعلامية اللبنانية ديما صادق: “من كتر ما عم شوف صور الخامنئي والخميني وسليماني معلقة بهل بلد، صرت لما شوف صورة نبيه بري ينشرح صدري”. لافتة في تغريدة أخرى إلى أن صنم سليماني “سيحطّم بأيدينا كما تحطّمت أصنام الطغاة قبله”.
واستهزأ المحامي اللبناني رولاند صليبا، بقوله: “في ذكرى مرور سنة على اغتيال الإرهابي قاسم سليماني، أين أصبح الانتقام الذي وعد به خامنئي الإرهابي ومرتزقته في لبنان (سيد المجرور)؟ أم هذه كذبة مثل كذبة سنحرر القدس؟”.
وكتب السعودي أبو أنس: “هذا هو سفاح العراق وسوريا، هذا من قتل السنة بعشرات الآلاف بحجة الحقد المذهبي، وهو ليس كذلك، فالفرس يستخدمون الإسلام والمذهب والحسين فقط للانتقام لكسرى”.
وقفات في سوريا
شارك أهالي في مناطق سيطرة ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بمحافظتي الرقة ودير الزور بحملة “عام على الخلاص من مجرم سفاح”، الهادفة للتأكيد على الرفض الشعبي الكامل للتواجد الإيراني على التراب السوري تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لمقتل “سليماني”.
وبحسب شبكة “عين الفرات” فإنَّ ميليشيا الحرس الثوري الإيراني أرسلت نحو 80 عنصراً من مدينة دير الزور إلى مدينة البوكمال صباح السبت لحماية مكان تحضيرات الاحتفال بذكرى مقتل سليماني، وخاصة بعد الاستهداف الذي تعرضت له سيارتان تتبعان للحرس الثوري الإيراني، ما أدى لمقتل ضابط إيراني وعراقيين وسوريين.
وتحت الشعار ذاته، أقام “الحراك الثوري لريف حلب”، وقفة احتجاجية بهدف التذكير بجرائم الإرهابي “قاسم سليماني” بحق السوريين، وذلك عند الساعة الرابعة عصر اليوم بجانب مسجد فاطمة الزهراء في مدينة الباب شرق حلب.
ردود المواليين
في حين، غرّد الموالون لـ”سليماني” بكتابات تترحم عليه وتؤكد فضله على ما أسموه المقاومة لإسرائيل، وصنع الصواريخ، وكتب السياسي اللبناني د. بلال اللقيس: “لقد أصبحنا نُرعِب بعد أن كنا نُرعَب قاسم سليماني … لا زلت حياً، إن قطار قوة القدس قد انطلق وتجاوز الأصعب .. ولن يتوقف”.
ونظمت “رابطة الطلاب الإيرانيين في جامعات روسيا”، ندوة افتراضية باللغة الروسية في موسكو تحت عنوان “سليماني رجل مكافحة الإرهاب”، استعرض المتكلون خلالها ما أسموه “تضحيات الشهيدين سليماني وأبو مهدي المهندس في سياق مكافحة الإرهاب”.
وضمت الندوة شخصيات بارزة من دول روسيا وسوريا والعراق ومصر وفلسطين، وأكد المشاركون، على “الدور المصيري للفريق الشهيد قاسم سليماني لتعبئة القوات العسكرية لمكافحة الإرهاب التكفيري والقضاء على داعش في كل من العراق وسوريا”. وفق قولهم.
وتوافد صباح الأحد، مئات الآلاف من المتظاهرين من عناصر وأنصار الحشد الشعبي في العراق نحو ساحة التحرير وسط بغداد لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق وعدد من المرافقين العراقيين والإيرانيين لهما.
تهديدات إيرانية
صرّح المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد رمضان شريف، الأحد، أن إيران هي من تحدد زمان ومكان الثأر لدم قاسم سليماني وليس الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار وفق وكالة أنباء إيران “إرنا” إلى أن “الفرصة لا تزال متاحة أمام إيران من أجل الانتقام للشهيد سليماني، وهذا أمر حتمي سيتم في الزمان والمكان المناسبين”.
وشدد على أن “الثأر لا بد أن يحقق أكبر تأثير على العدو، وأكبر دعم من العالم الإسلامي”، زاعماً أن “الولايات المتحدة تعبت من حالة الاستنفار، وهي تنتظر انتقام إيران للشهيد سليماني”.
من جهتها ميليشيا “حركة النجباء” العراقية عقدت مساء أمس السبت، مؤتمراً تحت شعار “على خطاكم”، لمواصلة دعم قادة وفصائل “المقاومة” وتعهّدت بـ”الثأر لدماء الشهيدين الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس”.
وادعى رئيس جماعة علماء العراق خالد الملا، أنّ سبب اغتيال الولايات المتحدة لسليماني وأبي مهدي، لأنهما “قادة النصر على داعش، وأفشلا مشروع تقسيم العراق”.
وأكد رئيس المجلس السياسي للنجباء، علي الأسدي، أنّ “الثأر لقادة المقاومة لم ينفذ بعد”، قائلاً: إن “دماء هذين الشهدين ما زالت تتدفق على أرض المطار، ولن يكون انتقامنا انتقاماً من شخص واحد ولا يقتصر على زمان ومكان محددين، وثأرنا هو استمرار لمسيرة طويلة امتدت إلى الآن وهي مقدمة لما سيحدث في المستقبل”.
بدوره أمين عام ميليشيا حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، رأى أنَّ “الأميركيين يتصرفونَ بقلقٍ ويعيشونَ حالةَ انتظار، ما يجعلُ المنطقةَ بحالةِ حذر، وإيران لم تَطلب من أحدٍ الردَّ على اغتيالِ أيٍ من قادتِها، فهي ستردُّ بنفسِها على اغتيالِ العالم فخري زادة، كما ردّت على اغتيالِ القائد سليماني في عين الأسد، وهي التي ستقررُ كيفَ وأينَ سترد.
وطالب الأميركيين والإسرائيليين بـ “أنْ لا يُراهنوا على النيلِ من عزيمةِ محورِ المقاومةِ بالاغتيالاتِ والسياراتِ المفخخةِ والعقوباتِ والحصار، ولينظروا إلى إحياء المناسبةِ على امتدادِ الدولِ التي دعمها سليماني من اليمن إلى العراق، ومن سوريا إلى فلسطين ولبنان، بل حتى من فنزويلا وبوليفيا، وكل الدول المناهضةِ للاستكبار”. وفق قوله.
وسبق أن أعلنت ميليشيات تتبع لإيران عن تجهيز مقرات ومواقع لها في سوريا، تمهيداً لإحياء الذكرى الأولى لمقتل “قاسم سليماني”، فيما وصلت أمس السبت، تعزيزات عسكرية أمريكية إلى حقل العمر النفطي شرق دير الزور.
Social Links: