وكالة زيتون
أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة على السياسة الروسية الخاصة بالملف السوري، وجود حالة من الامتعاض في موسكو إزاء الدور الإيراني في سوريا وتفضيل بشار الأسد للمحور الإيراني على الروسي.
وأوضح المصدر في تصريح خاص لـ”وكالة زيتون”، أن الصحف الرسمية الروسية أثارت خلال الفترة الماضية ملف علاقة نظام الأسد بإيران وتحديداً قيام وزير خارجيته “فيصل المقداد” بإجراء زيارة إلى طهران في أول رحلة خارجية له بعد توليه منصبه، وتأخر زيارته لموسكو.
وأوضح المصدر المقيم في موسكو أن صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، نشرت عقب الزيارة مقالة بعنوان “دمشق وطهران يحضران فخ لموسكو”، تناولت خلاله الانزعاج الروسي حيال تقارب نظام الأسد وإيران وإعطاء “المقداد” الأولوية لطهران على موسكو.
وعقب انتشار المقالة قام سفير نظام الأسد في موسكو “رياض حداد” بإرسال رسالة إلى الصحيفة الروسية ينتقد خلالها المقال ويدعي أنها غير دقيقة وتحمل معلومات غير صحيحة، في محاولة للضغط على الصحيفة وتعديل أو حذف المقال.
وأضاف المصدر أن الصحف الروسية تناولت أيضاً علاقة الأسد بحركة حماس وتعامله مع القضية الفلسطينية ومتاجرته بها واستغلالها، مشيراً إلى أن ذلك أزعج سفارة النظام في موسكو ودفعها لإرسال رد عليه وسط استهجان وامتعاض من الصحيفة بسبب محاولات النظام بالتدخل في عملها.
تلا ذلك -بحسب المصدر- نشر صحيفة روسية مقالة بعنوان “البديل المحتمل للأسد يمكن أن يكون مجلساً عسكرياً”، الأمر الذي أثار حفيظة نظام الأسد ودفعه لإرسال رسالة استهجان إلى الصحفية وأخرى إلى وزارة الخارجية الروسية تستنكر “نشر أنباء معادية لسوريا”.
ووفقاً لذلك فإن الخارجية الروسية ردت على ذلك بنشر الكاتب والصحفي المقرب منها “رامي الشاعر” مقالة تتحدث عن إضاعة نظام الأسد للعديد من فرص إيجاد حل سياسي في سوريا وتمسكه بالحل العسكري.
واعتبر مقال “الشاعر” الذي يعمل كمستشار في وزارة الخارجية الروسية أن الحرب في سوريا انتهت وحان الوقت لإيجاد حل سياسي، كما أشار خلاله إلى إعاقة النظام السوري لعمل اللجنة الدستورية الأمر الذي أثبت أن اللجنة التفاف على قرارات جنيف.
وأشار المصدر إلى أن مقالة “الشاعر” جاءت بمثابة رسالة تحذيرية من موسكو لرأس النظام السوري “بشار الأسد” من التغريد خارج السرب من خلال المضي في الحل العسكري، في وقت تبحث به روسيا عن حل سياسي، خاصة بعد لقاءه مع الإعلاميين الموالين له مؤخراً وحديثه عن استمرار المعركة ضد “الإرهاب”.
جدير بالذكر أن وسائل الإعلام الروسية وجهت في وقت سابق انتقادات لاذعة للنظام السوري بسبب تعطيله لأعمال اللجنة الدستورية وإطلاق التصريحات العدائية ضد تركيا وإسرائيل إضافة إلى خروج تقارير من دمشق تعول على وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض في تحسن الوضع بسوريا.
Social Links: