هل تخضع أمريكا لابتزاز آيات الله؟

هل تخضع أمريكا لابتزاز آيات الله؟

صفوان موشلي

اعلنت احدى فصائل الحشد الشيعي التابع للحرس الثوري الإيراني انها قصفت ثكنة يقيم فيها الجنود الأمريكيين منذ العقد المنصرم على مشارف مطار أربيل الدولي ،  وقد نفذ القصف بأربعة عشر صاروخا موجها سقط على سكن الجنود والحامية الكردية من البيشمركة التي تشكل أول درع يحمي هؤلاء الجنود من نزق الطائشين وغضب الحانقين، وقد أسفر القصف الموجه عن قتل أمريكيا واحدا، وخمسة من الحامية الكردية بالإضافة لعشرات الجرحى . ان  مصرع جنديا أمريكيا على يد مليشيا آيات الله يشكل خرقا وتجاوزا سافرا لخط ترامب الأحمر الذي كان مرعيا من الجميع قبيل استلام الإدارة الجديدة التي لم تستطع ان تجاهر بإسقاط هذا الخط فهي لم تصرح  بعد ان قتل الجنود الأمريكيين امرا عاديا ، بل اكتفى السيد بايدن بالتأكيد على ضرورة التحقيق الموسع لمعرفة الجناة ودوافعهم والتأكد من سلامتهم العقلية !.لقد كان هذا الاستفزاز الإيراني الثالث خلال أسبوع اذ سبقه البارحة قصف مطار ابهى في جنوب المملكة السعودية وهو مطار يشترك في تشغيله جنودا أمريكيين بالإضافة للبريطانيين ، لقد تفاخرت مليشيا الحوثي انها سترغم السعودية من خلال هذا القصف على الاعتراف بشرعية انقلابها على الحكومة اليمنية والزام السعودية باتفاقات توثق هذا الوضع الجديد كونهم الطرف المنتصر في حرب تريد الولايات المتحدة ان توقفها وتقدم نتائجها هدية تعبر عن حسن نوايا الولايات المتحدة تجاه النظام الإيراني تمهيدا لإقامة تحالف امريكي إيراني اساء له الرئيس ترامب في وقت مبكر ، عبر الانسحاب من الاتفاق النووي الذي يشكل حجر الزاوية في بنية الشرق الأوسط الجديد كما يراه بايدن اليوم وكما تخيله سلفه أوباما .  وقد كان كل من تجميد صفقة سلاح أمريكية للمملكة واسقاط الحوثي من قوائم المنظمات الإرهابية من اهم العوامل التي دفعت النظام الإيراني الى قصف مطار ابهى  عبر الذراع الحوثية لتختبر حجم الاذلال الذي ستسمح إدارة بايدن  للنظام الإيراني  ان يمارسه على السعودية دون ان يكون له ردود أمريكية مؤذية لمصالح ايران المتعاظمة ، و ها هي ذي إدارة بايدن الرشيدة تعيد العربة الجانحة الى سكة التحالف فهي لم تتفهم حاجة الحوثي لرد اعتباره مما ألحقته  سنوات ترامب العجاف بل اعتبرت إدارة بايدن بتصريح ملفت ان تصعيد الحوثي في مأرب هو أيضا مفهوم في اطار رغبة الحوثي في تعزيز مواقعه قبيل المفاوضات المخطط لها قريبا ضمن سلة الحل الشامل ،اما الاختبار الثالث فقد جاء من لبنان على يد حزب الله الذي نفذ عملية قتل الصحفي لقمان سليم دون ان يكون مضطرا لها ابدا فالصحفي الذي طالما طالب بنظام ديمقراطي واتهم حزب الله وشهر بالكثير من موبقاته لم يكن خطرا على مليشيا الحزب ولا على زعيمه طالما بقيت ديمقراطية الفرنسين طائفية وديمقراطية الامريكان شعبوية ، اما وقد صرح بايدن ان تحالفاته ومساعداته سترتكز على احترام ملف حقوق الانسان وان الشرق الأوسط لن يكون استثناء ،فكان على النظام الثيوقراطي في طهران أن يمتحن مصداقية إدارة بايدن سيما انه يتمتع بفائض من القوة وفائض من الاذرع ،فقتل السيد لقمان سليم اريد له ان يختبر الملف الديمقراطي للإدارة فنظام طهران لا يستطيع ان يوقع على اتفاقية تحد من طموحاته النووية دون ان تطلق اذرعه التي تجيد القتل وانتهاك القيم الإنسانية خدمة لمصالحها الطائفية والمافيوية ،لكنها عجزت عن ان تكون جزء من نظام ديمقراطي ، وسيكون الاحتكام لملف حقوق الانسان من معيقات عملها . ان ايران آيات الله منتشيه اليوم  بانتصارها على خوفها المريع من إدارة ترامب وتعامل بايدن على انه خاسر لا لشيء الا لأنه امريكي كترامب الرهيب وعليه  لذلك ان يرضخ لمطالبها ويبادر للاعتذار من سماحة المرشد.

20/20/2021

  • Social Links:

Leave a Reply