رشيد الناصر _الرافد
بعد عشر سنوات من ضياع القرار الوطني السوري المستقل ؟؟!!!
بالرغم من كل التطورات السياسية دوليا وعربيا واقليميا .
لا زلنا نجد انسدادا كبير واستعصاء تتعمده الكثير من الدول المتآمرة في الملف السوري هادفة من ذلك اطالة عمر النظام وعرقلة والالتفاف على الحل السياسي الذي ينشده السوريين …
ومنذ فترة قريبة جدا .
فقد فشلت اللجنة الدستورية في جولتها الخامسة في جنيف (كانون الثاني/ينايـر) لعدم وجود أي تعاون او حتى نية لوفد النظام بإنجاز شيء، وهذا يؤكد المخاوف منذ الإعلان عن ضرورة تشكيل لجنة اصلاح دستوري في مؤتمر سوتشي 2018، حيث نجحت موسكو بدعم أممي وامريكي في الالتفاف على قرار مجلس الأمن الدولي 2254 (لعام 2015)، الذي في جوهره . ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تقود المرحلة الانتقالية وتشرف على صياغة دستور وانتخابات برلمانية ورئاسية.وذلك وفق تراتبية سلال الحل السياسي كما وردت وليس القفز على بعضها وانتقاء البعض الذي يتلائم مع توجهات الروس واهداف النظام .
كم فشلت اللجنة الدستورية في جميع اعمالها وحتى المبعوث الاممي الى سوريا غيـر بيديـرسون الذي اعترف بفشلها بسبب عدم تعاون وفد النظام السوري…
ومن جانب آخر فشلت جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بسوريا
والتي عقدت بشكل مغلق لأول مرة، و وليس مستغرب وكالعادة كان موقف المندوبين الروسي والصيني عقبة أمام اتخاذ قرار ينتقد تعنت النظام وعدم تعاونه أو حتى دعوته للتعاون في عمل اللجنة الدستورية.
وتبقى القضية السورية أسيرة التجاذبات الدولية بلا آفاق وبوادر للحل السياسي بسبب غياب الإرادة السياسية الدولية الفاعلة في مساعدة الشعب السوري لإنهاء تلك المأساه واجراء تغييـر سياسي يؤدي إلى بناء سورية المدنية الديمقراطية الجديدة كدولة مواطنة لكل السوريين…..
وبالرغم من الاوضاع الانسانية والمعاشية والوضع الكارثي الذي تعيشه بلادنا فإن النظام وبدعم روسي وبعض المرتزقه الآن يسعون ويحضرون لانتخابات رئاسية فاقدة للشرعية في صيف هذا العام،
حيث من المتوقع ان يـرشح الطاغية بشار الأسد نفسه للرئاسة فهو ينتظر تأييدا دوليا وإقليميا معينا وترتيبات داخلية. فمن مهازل القدر و المخالفه الصريحة لكل الفوانين والاعراف الدولية أن يقوم المجرم بشار بإجراء مسرحية انتخابات في منطقة محصورة وضيقة من الجغرافيا السورية، وفي ظل غياب وعدم مشاركة ثلثي السوريين في المناطق غيـر الخاضعة لسيطرته. .ومن طرف آخر سعى لازال يحاول هذا النظام المجرم تلميع صورة زوجته أسماء الاخرس ونشر صورها في الكثير من المواقع ، لكي يتم ترشيحها كاحتياط في حال تعذر ترشيح الأسد، .ناسين او متناسين ان اسمها مدرج ضمن قائمة العقوبات الغربية وبالتالي لم تعد مناسبة للترشيح.
ولا يستبعد بعض الخبراء أنه وامام هذا الواقع المتردي قد يقوم النظام عند الحاجة وبتوجيهات روسية بترشيح شخصية من كبار شخصياتهم الأمنية من داخل النظام….
ومن هذا الجانب نرى الكثير من حالات الياس والاحباط والاستياء وعلى مجمل الساحة السورية وتشهد الكثير من المدن السورية بالداخل .والجاليات السورية في مختلف دول العالم رفضا مطلقا واحتجاجات شعبية تنادي برحيل المجرم الأسد وعدم ترشحه للانتخابات.ومطالبة محكمة الجنايات الدولية بمحاكمته كمجرم حرب .
ومن جهة أخرى وفي ظل الحراك السياسي العربي والاقليمي والمحلي ظهر للعيان كتير من الاتصالات السرية منها والعلنية…..
ومنها زيارة الوفد من مجلس سورية الديمقراطي (مسد) برئاسة إلهام أحمد إلى موسكو وتوقيع اتفاقية ولقاءات حاول البعض التنصل منها مع بعض الرموز الهزيلة من منصة القاهرة (جمال سليمان ) و منصة موسكو (قدري جميل) بإشراف روسي مباشر. وتسعى مسد الى استقطاب بعض التجمعات السورية المعارضة تحت شعار باطل وهو عقد مؤتمر للقوى الديمقراطية السورية، بحجة أنها مدعومة من أمريكا، لكنها في النهاية تريد تلميع صورة الادارة الذاتية الفاشلة في شرقي الفرات والجزيرة، التي تديرها كوادر حزب العمال الكردستاني، وتروج لفكرة الفيدرالية وكردستان سوريا،
وأن ( مسد )تمثل الحراك الديمقراطي في سوريا. وكل ذلك ليس له علاقة بسلوك وممارسات قسد الانفصالية التي تنتهك حقوق الناس ولا تمت بصلة لا للوطنية السورية
في ظل عجز وغياب شبه تام لدور هيئات المعارضة الرسمية في الائتلاف وهيئة التفاوض وفي التنظيمات السياسية والمدنية الأخرى، فإن بعض النخب والناشطين السوريين المستقلين من مدنيين وعسكريين يبادرون لتجميع قواهم ويدعون لعقد لقاءات ومؤتمر وطني، ومع الأسف فالجهود ما زالت مبعثرة وغيـر موحدة، ولكن الإصرار والإرادة السياسية والثورية على انجاز تقدم في هذا المجال موجودة. فالثورة لم تمت ومازالت جذوتها مشتعلة ويجب إعادة روح الثورة وإعادة الحياة السياسة الى السوريين للتخلص من الإحباط واليأس بعد كل ما حدث بحقهم من جرائم وخذلان وخيانات.
أما مايتم الحديث عن تشكيل مجلس عسكري بتوافق دولي، فقد يكون فكرة مناسبة كجزء من القرار 2254، فالمشكلة في سوريا سياسية بامتياز وتحتاج لحل بقيادة سياسية تدعمها مجالس عسكرية وقضائية واقتصادية وأخرى للعدالة الانتقالية.وامام ذلك يجب .
– ضرورة تفعيل دور السوريين لكي يكون لهم صوتهم الوطني وقرارهم الوطني المستقل عن اية املاءات خارجية
– وتكثيف الجهود والتفاعل مع القوى الوطنية والنخب المثقفة والناشطين لبلورة رؤية سياسية وطنية ثورية جامعة
– يتبعها عقد ملتقى وطني ينسق مع الملتقيات الوطنية الأخرى لعقد مؤتمر وطني سوري لكل القوى الوطنية والديمقراطية في سوريا
Social Links: