أوروبا تعتزم تأسيس مخيمات باليونان وسط رفض حقوقي

 أوروبا تعتزم تأسيس مخيمات باليونان وسط رفض حقوقي

عنب بلدي:

يعتزم الاتحاد الأوروبي منح اليونان تمويلًا لبناء خمسة مخيمات جديدة للاجئين في جزر بحر إيجة، إلا أن هذه الخطوة لاقت سخطًا شعبيًا وحقوقيًا واسعًا، وسط مطالبات بوضع حد لمعاناة المخيمات.

 

وذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، الاثنين 29 من آذار، أن مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي، إيلفا جوهانسون، أعلنت خلال زيارتها لجزر ليسبوس وساموس أن الاتحاد الأوروبي سيقدم تمويلًا بقيمة 250 مليون يورو، لخمسة مبانٍ جديدة في جزر ليسبوس وساموس وخيوس وكوس وليروس، وفق ما ترجمته عنب بلدي.

 

زيارة يقابلها شجب شعبي وحكومي

في أثناء الزيارة، تجمع حشد كبير من المتظاهرين اليونانيين خارج مبنى البلدية على الواجهة البحرية في ميتيليني عاصمة ليسبوس، للاحتجاج على زيارة جوهانسون.

 

وحمل بعض المتظاهرين الأعلام اليونانية، وحمل آخرون لافتات تدعو إلى التضامن الأوروبي مع اللاجئين.

 

وكُتب على إحدى اللافتات، “لا لغوانتنامو الأوروبي. عار عليكِ يا أوروبا “. وكتب آخر، “لا توجد أبنية في الجزيرة، أوروبا تتحمل المسؤولية”، في إشارة إلى مبيت المهاجرين في العراء.

 

في حين قال الحاكم الإقليمي لبحر إيجه الشمالي، كوستاس موتزوريس، للصحيفة، إنه ألغى اجتماعه مع جوهانسون خلال زيارتها، مضيفًا، “لا نريد المال لمخيمات جديدة، نريده مقابل ما عانينا منه طوال هذه السنوات ولكن ليس لبناء مخيمات جديدة”.

 

لا مفر من المخيم.. نداء لتركيا وأوروبا

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الهجرة اليوناني، نوتيس ميتاراشي، قالت جوهانسون إنه من “الأهمية بمكان” ألا يكون الناس في المخيم “المؤقت” الذي بني في أعقاب حريق “موريا” في شتاء آخر.

 

وقالت إنه جرى للتو توقيع اتفاق بقيمة 155 مليون يورو لبناء مخيمات في جزيرتي ليسبوس وخيوس.

 

وطالبت بإجراءات لجوء “سريعة وعادلة”، بينما دعت تركيا إلى استئناف قبول المهاجرين من اليونان.

 

وتابعت، “حتى لو لم تكن مؤهلًا (للبقاء في اليونان) فأنت إنسان، لديك حقوق وكرامة ويجب معاملتك وفقًا لذلك”.

 

“طفرة عن المخيمات”

وقال وزير الهجرة اليوناني، “بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أننا ننشئ (موريا) جديدًا، سيظهر من الناحية العملية أنك مخطئ”.

 

وأشار إلى أن المراكز الجديدة ستكون جاهزة في غضون ثلاثة أشهر، “وستوفر ظروف معيشية كريمة”، وفق تعبيره، مشيرًا إلى أن الدخول والخروج سيكونان تحت السيطرة، “مع تسييج حول المخيمات”.

 

وأوضح وزير الهجرة أنه ستكون للمخيم “بوابة مركزية”، على حد قوله، وأضاف أن كل طالب لجوء سيحصل على بطاقة توضح الساعات التي يمكنهم فيها مغادرة المركز “لتوفير إحساس بالأمان للاجئين والمجتمع المحلي”، وفق تعبيره.

 

انتقدت جماعات حقوقية المخيم المؤقت في ليسبوس الذي أُطلق عليه اسم “موريا” لأن الظروف المعيشية فيه دون المستوى.

 

على أوروبا توجيه دفتها نحو الواقع

أثارت المجموعات الإنسانية العاملة على الأرض مع اللاجئين مخاوف حول الواقع الإنساني، إذ قال رئيس بعثة منظمة “أطباء بلا حدود” في اليونان، ستيفان أوبيرريت، “زيارة إيلفا جوهانسون إلى ليسبوس وساموس للترويج لمعسكرات جديدة وسياسة الهجرة (…) تظهر كيف يعيش قادة الاتحاد الأوروبي في عالم آخر”.

 

وسلط أوبيرريت الضوء على الحالة المعيشية في جزر اللجوء بالقول، “يستمر الآلاف من الرجال والنساء والأطفال في المعاناة كل يوم في مخيمات أوروبا في ساموس وليسبوس، بينما لا يبدو أن هناك شيئًا يشير إلى أن نموذج الاحتواء الذي أوجد الجحيم مثل (موريا) و(فاثي) وحالات الطوارئ المتكررة على مدى السنوات الخمس الماضية قد تم استدعاؤه على الإطلاق سؤال من الاتحاد الأوروبي”.

 

وحذر رئيس البعثة من الاستمرار في استنساخ وإعادة تغليف نموذج الاحتواء، معتبرًا أن ذلك هو “أفضل وصفة لكارثة”.

 

وحث الاتحاد الأوروبي على إيجاد بدائل كريمة للمخيمات، والوصول إلى إجراءات لجوء عادلة وكريمة، “وإلا فإن أولئك الذين يبحثون عن الأمان في أوروبا سيستمرون في المعاناة”.

 

واقع مخيمات اللاجئين في اليونان

 

واندلعت عدة حرائق، في أيلول 2020، بمخيم “موريا” (أكبر مخيمات اللاجئين في اليونان) على جزيرة ليسبوس اليونانية، ما خلّف حركة نزوح لكامل قاطني المخيم.

 

وأعلنت السلطات اليونانية، في 12 من أيلول 2020، عن نقل نحو 500 طالب لجوء إلى مخيم جديد قادر على استيعاب الآلاف من المهاجرين الذين صاروا مشردين في “ليسبوس” بعد احتراق “موريا”.

 

وقال وزير الهجرة اليوناني، نوتيس ميتاراشي، في وقت سابق، إنه “سيتم نقل جميع من هم في الشارع إلى المخيم الجديد”، مضيفًا، “أولئك الذين يحلمون بمغادرة الجزيرة عليهم أن ينسوا ذلك”.

 

وكانت منشأة “موريا”، وهي أكبر مخيمات اللاجئين في اليونان على جزيرة ليسبوس اليونانية، تؤوي أكثر من 12 ألف لاجئ، بينهم أربعة آلاف طفل، وذلك قبيل احتراقها.

 

لكن اليونان تواجه اتهامات من منظمات حقوقية بتلوث المخيم الجديد “مافروفوني”، أو المعروف باسم “كاراتيبي”، بالرصاص.

 

واتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية في تقرير نشرته، في شباط الماضي، بقلة اهتمام الحكومة اليونانية بتلوث المخيم، معتبرة أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة “ليست كافية لتقييم شدة ومدى التلوث بالرصاص في المخيم، ومخاطره على صحة اللاجئين”.

 

وبحسب تقرير نشرته الحكومة اليونانية عن اختبار التربة في المخيم، في كانون الثاني الماضي، أخذ الباحثون 12 عيّنة تربة من المخيم، وأظهرت النتائج أن عيّنة منها لمناطق إدارية داخل المخيم، وعيّنة لمنطقة سكنية، تحتوي على مستويات عالية من الرصاص.

 

وقالت وزارة اللجوء والهجرة اليونانية في بيان صحفي، في 23 من كانون الثاني 2020، إن مخيم “مافروفوني” أُنشئ كموقع طوارئ مؤقت لإيواء أكثر من تسعة آلاف طالب لجوء، بعد الحرائق في مخيم “موريا”.

 

وتعاني مخيمات المهاجرين واللاجئين على الجزر اليونانية من الازدحام الشديد ونقص الخدمات، مع ارتفاع أعداد الواصلين خلال الأشهر الماضية، وبطء الإجراءات القانونية للبت في طلبات الوافدين.

 

وأُقيمت مخيمات اللاجئين الموجودة في جزر “ليسبوس” و”كوس” و”ليريسوس” و”تشيوس” و”ساموس”، بموجب اتفاق مع تركيا، يقضي باستضافة اللاجئين فيها لحين دراسة أوضاعهم.

  • Social Links:

Leave a Reply