الراعي لحزب الله: هل تريدون إجباري على الذهاب إلى حرب

الراعي لحزب الله: هل تريدون إجباري على الذهاب إلى حرب

العرب :

شن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هجوما لاذعا على حزب الله في ظل إصرار الأخير على جر لبنان إلى نيران الإقليم، واحتكاره قرار السلم والحرب في البلد، ووجه الراعي سؤالا للحزب “هل تريد إجباري على الذهاب إلى الحرب”.

جاء كلام الراعي في فيديو مدته دقيقة و27 ثانية، من لقاء له عبر تقنية فيديوكونفرس، مع مجموعة من الطائفة المسيحية بأبرشية مار مارون بروكلين في الولايات المتحدة، وجرى تسريبه على مواقع التواصل الاجتماعي ليل الأربعاء/الخميس.

 

يأتي التسريب بعد ساعات قليلة من زيارة وفد إيراني برئاسة الأمين العام لـ”المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران” حميد شهرياري إلى بكركي. وذكرت أوساط مقربة أن البطريرك الماروني كان صريحا وحازما خلال اللقاء مع الوفد الإيراني لجهة تمسكه بحياد لبنان وبضرورة عقد مؤتمر دولي يفرض هذا المبدأ.

وكانت وسائل إعلام إيرانية شنت في وقت سابق هجوما عنيفا على الراعي بسبب طرحه لعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان، الأمر الذي تسبب في أزمة بين طهران وبكركي.

ويعتبر مراقبون أن تسريب الفيديو في هذا التوقيت لم يكن محض صدفة، لاسيما مع وجود توجه لإعادة الزخم لخارطة الطريق التي سبق وأن طرحها الراعي ولاقت التفافا شعبيا وسياسيا في الداخل اللبناني.

البطريرك الماروني كان صريحا وحازما خلال لقائه مع وفد إيراني بإعلان تمسكه بحياد لبنان وعقد مؤتمر دولي يفرض هذا المبدأ

وتوجه البطريرك الراعي في الفيديو إلى حزب الله بتساؤلات أبرزها “لماذا تقف ضد الحياد، هل تريد إجباري على الذهاب إلى الحرب؟ هل تريد إبقاء لبنان في حالة حرب؟ هل تأخذ برأيي حين تقوم بالحرب؟”.

وتابع “هل تطلب موافقتي للذهاب إلى سوريا والعراق واليمن؟ هل تطلب رأي الحكومة حين تعلن الحرب والسلام مع إسرائيل؟ علما بأنّ الدستور (اللبناني) يقول إن إعلان الحرب والسلام يعود إلى قرار من ثلثي أصوات الحكومة”.

وقال الراعي في مخاطبته حزب الله “ما أقوم به أنا هو في مصلحتك، أما أنت فلا تراعي مصلحتي ولا مصلحة شعبك”. وكشف البطريرك الماروني أن “أناسا من حزب الله يأتون إلينا ويقولون: هيدا (هذا) السلاح (سلاح حزب الله) ضدنا، مش قادرين بقى نحمل (لسنا قادرين على تحمله)، لأنهم جوعانين مثلنا”.

وقال الراعي في عظته حينها إن “الجيش هو من الشعب، ولا يجوز وضعه في مواجهة شعبه”، مشيرا إلى أنه “القوة الشرعية المناط بها مسؤولية الدفاع عن لبنان، ولا يجوز تشريع أو تغطية وجود أي سلاح غير شرعي (في إشارة إلى سلاح حزب الله) إلى جانب سلاحه”.

وختم الراعي “لماذا تريد مني أن أوافق على وجوب أن توافق على الذهاب إلى موضوع فيه خلاص لبنان، ولا تريدني أن أوافق عندما تذهب إلى الحرب التي فيها خراب لبنان”.

وأطلق البطريرك الماروني وفي 17 أغسطس الماضي، وثيقة بعنوان “لبنان الحياد الناشط”، تؤكد على ضرورة “تعزيز مفهوم الدولة اللبنانية، من خلال جيش قوي، وقضاء مستقل، ومؤسسات قادرة على تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي والدفاع عن الأرض ضد أي اعتداء، سواء من إسرائيل أو غيرها”.

وبناء على وصفة الحياد دعا البطريرك في 27 فبراير الماضي، إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، لـ”إنقاذ لبنان” والتنصيص على الحياد، وقد لاقت دعوته تفاعلا كبيرا، بين أغلبية مرحبة وأقلية رافضة في مقدمتها حزب الله.

ويعتبر حزب الله الموالي لإيران أن مبادرة الراعي تشكل تهديدا وجوديا له ولسلاحه، ويخشى الحزب أن ينجح البطريرك في خلق رأي عام محلي ودولي داعم لهذه المبادرة، لاسيما وأن الوضع الداخلي في البلد يتواءم وتبني هكذا طرح.

وأتت مبادرة الراعي في ظل انهيار دراماتيكي يمر به لبنان، في ظل أزمة مالية واقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990 وعجز عن تأليف حكومة جديدة منذ استقالة حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب في أغسطس الماضي.

وأدى هذا الانهيار بأكثر من نصف اللبنانيين إلى تحت خط الفقر، وسط تشاؤم حيال إمكانية حدوث انفراجة قريبة، لاسيما في ظل سيطرة حزب الله على مفاصل القرار اللبناني، ومحاولة تجييره البلد خدمة لأجندات طهران وصراعاتها مع القوى الإقليمية والدولية.

ويقول مراقبون إنه مع تعثر جهود حل أزمة لبنان المركبة فإن وصفة الراعي قد تكون السبيل إلى خلاصه، لافتين إلى أن مؤشرات عدة توحي بعودة الاهتمام بهذه الوصفة لاسيما داخليا، بعد تراجعها في الأسابيع الماضية.

  • Social Links:

Leave a Reply