حوار مع الرائد أحمد الحسن مسؤول المكتب السياسي لتجمع الضباط الاحرار

حوار مع الرائد أحمد الحسن مسؤول المكتب السياسي لتجمع الضباط الاحرار

أين وصل العمل على تشكيل المجلس العسكري؟
هل بدأنا مرحلة العمل، وماهو المتوقع منه في المرحلة القادمة؟
أسئلة طرحتها الشرق نيوز على الرائد أحمد الحسن
مسؤول المكتب السياسي في تجمع الضباط المنشقين
وكان الحوار التالي
سؤال
هل نستطيع أن نقول أن المجلس العسكري أصبح أمراً واقعاً؟
أجاب الرائد الحسن
المجلس العسكري رغم أنه أكبر من فكرة ولكنه ليس أصغر من حالة ضرورية وحتمية موضوعية يتوجب علينا جميعاً الإيمان بها والعمل على دعمها لتكون واقعاً ، حيث أنه الخيار الوحيد لإعادة اللحمة الوطنية بين السوريين وهذا سوف يفتح بوابة للدخول إلى مرحلة التغير السلمي في سوريا عبر تطبيق قرارات المجتمع الدولي التي تعنى بتشكيل هيئة حكم انتقالي كما نص ذلك في قرار مجلس الامن ٢٢١٨ أو جسم انتقالي بتوافق السوريين كما جاء في القرار ٢٢٥٤ ، وللأسف فشلت جميع الجهود الدولية عبر المفاوضات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة بين النظام والمعارضة في إيجاد صيغة مناسبة تدعم تطبيق هذه القرارات ، لذلك نحن نرى كمجموعة كبيرة من الضباط المنشقين وممن تواصلنا معهم من جميع العقلاء ومعنا الكثير ممن فهموا عمق الصراع من اخوتنا السياسيين بأن تشكيل مجلس عسكري مشترك من جميع أطراف النفوذ في سوريا يصيغ آلية دمج براغماتية لجميع الفصائل والقوات المؤهلة ضمن هيكلية جيش واحدة يمكن إعادة تأهيلها مرة أخرى من قبل ضباط إختصاصيين من جميع أطراف الصراع ممن لم يدرجوا على لوائح الإجرام أو يحملوا نفساً طائفياً لاوطنياً ويتوافق عليهم الجميع محلياً ودولياً ليعملوا جميعا على وقف الاقتتال واعادة هيكلة جيش نخبوي إحترافي وطني يقابله جهاز شرطي أمني محترف يعملوا معاً  على ضبط السلاح المنفلت وتأطيره ضمن وحدات الأمن والجيش ، هذا سوف يوحد البلاد من جديد ويوفر المناخ السياسي والاجتماعي لبدأ حراك سياسي يتمثل في جسم سياسي توافقي يشترك فيه السوريين جميعاً ومن كل الأطراف ليخوضوا المرحلة الإنتقالية ينقلوا فيها البلاد من حالة الحرب إلى حالة السلم الأهلي الدائم ضمن تطبيق بنود العدالة الإنتقالية والمصالحة الوطنية .
ولكن كل هذا لايمكن تحقيقه إلا بتوافق دولي وإقليمي أولاً من جميع أقطاب الصراع في سوريا بدءاً بالأمريكي والأوروبي وانتهاءا بالروسي والتركي والإيراني وأنا أرى أن الدور العربي ذو أهمية قصوى في تقديم هذه الصيغة ودعمها لدى قوى المجتمع الدولي لتكون أحد أساليب إنتاج الحل في سوريا والتي تبدأ بتحييد مجرمي النظام السوري وكل من إرتكب معه جرائم في حق السوريين وإخراجهم من المرحلة القادمة من مستقبل سوريا
وحول سؤالنا
بعد انتخابات نظام الأسد ماهو موقفكم مماحدث وهل هناك وعود دولية بدعم المجلس العسكري؟
قال الحسن
نحن حقيقة الأمر  لا نولي إهتماماً كبيراً لهذه الإنتخابات المسرحية الهزلية التي أجراها نظام أسد وداعميه ليحافظوا على شرعية وجودهم في سوريا، فهي كانت متوقعة لاستمرار شرعية الروسي والايراني من جهة واعادة عرض النظام وعلى رأسه بشار في بازارات تقاطع المصالح مع المجتمع الدولي ، جميع السوريين رافضين لهذه الإنتخابات حتى من داخل مناطق سيطرة هذا النظام ولاينطلي على السوريين أبداً المسرحيات الإعلامية الهزلية التي اعتمدها النظام ليظهر بمظهر المقبول لدى شبيحته بالدرجة الأولى ، ولكنه فشل كعادته في انتاج نفسه دولياً وهذا شبه مستحيل بعد كل الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين والتي ترتقي لجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية كما أدرجتها مؤسسات المجتمع الدولي ، وكلنا رأينا رفض المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي لهذه الإنتخابات مع تمسكهم في دعم قرارات مجلس الأمن الخاصة بالتغيير السلمي في سوريا وهذا على أقل التقدير من الناحية الأخلاقية والقانونية والانسانية حيث أن هذا النظام بتصوري لايمكن أن يستمر في حكم سوريا ولايمكن إعادة تأهيله مرة أخرى .
ونحن في مجموعتنا العاملة على فكرة مشروع المجلس العسكري نتواصل بشكل غير رسمي مع جميع الأطراف الدولية الداعمة للانتقال السلمي في سوريا ولانحتاج إلا لتوافق هذه الأطراف مع رعاة هذا النظام الإقليميين والدوليين وعلى رأسهم الروسي والإيراني ، للبدء بتطبيق هذا الخيار لضرورته الحتمية لأنه المدخل الأساس الى بدء التغيير السلمي والسياسي في سوريا .
وفي سؤال حول فاعلية المجلس وأنه
حتى اللحظة المجلس حبيس التصريحات الإعلامية والتداول على وسائل التواصل الاجتماعي متى ننتقل للفعل ونرى فعل على الارض؟
أجاب الحسن
ليس من السهولة أبداً تنفيذ أي حل في سوريا في ظل كل هذا الدمار والتمزق المجتمعي الذي خلقته حالة الحرب التي قادها هذا النظام على شعبه ومع التدخل الخارجي تعددت أطراف الصراع في سوريا ادى الى انقسامها جغرافياً وسياسياً لمناطق نفوذ كل منها يعادي الآخر كما كل منها مدعوم من دولة اقليمية أو غربية تتحكم بقراره ، هذا كله ومع غياب رغبة المجتمع الدولي لدعم الحل في سوريا والذي يبدأ مع إبعاد الأسد ومنظومته الأمنية والعسكرية ، فإننا لانستطيع أن نتكهن ومع قناعتنا بانتهاء صلاحية الأسد ونظامه كيف سوف يكون شكل الحل في سوريا ، لذلك نحن نطرح فكرة تشكيل مجلس عسكري على المجتمع الدولي والشعبي وأيضاً على جميع العقلاء من أطراف الصراع والنفوذ في سوريا ، لنجد جميعاً بأن هذه الصيغة (المجلس العسكري) هي الأمثل لاعادة توحيد البلاد من جديد بعيداً عن الاستبداد وقريباً من الديمقراطية والعدالة والحرية ضمن شكل الدولة والدستور الجديدين اللذان سوف يرضيا الجميع ويحافظا على وحدة الأراضي السورية ويعيدا اللحمة الوطنية للشعب السوري بعد أن مزقته آلة الحرب ، وهذا بإعتقادي وتصوري ممكن أن يتحقق حيث أنه ضمن اجندات الدول ويحتاج لمزيد من الفاعلية بين السوريين وأيضا توافق أطراف الصراع الدوليين .

  • Social Links:

Leave a Reply