أورينت نت – غدّاف راجح
كما بدأت حياته انتهت؛ عميلٌ وفيٌّ لأسد الأب وابنه، تنقّل من قتل الفلسطينيين إلى قتل اللبنانيين وانتهى بقتل السوريين، مات أحمد جبريل مساء أمس مُخلِّفاً وراءه تاريخاً من الإجرام، أسند له أسد الأب مهمّة إخضاع المقاومة الفلسطينيّة واللبنانيّة في لبنان بالتنسيق مع إسرائيل وأمريكا، وأسند له أسد الابن إخضاع الفلسطينيين والسوريين بعد الثورة السورية.
تاريخ من العمالة
لعب أحمد جبريل في حرب المُخيّمات الفلسطينيّة في لبنان دور القاتل المأجور، حيث استخدمه نظام أسد لتنفيذ التفاهمات التي توصّل إليها مع الغرب، لتوكل لجبريل مهام قتل الفلسطينيين المُناهضين لمشروع أسد في المُخيّمات، وإبعاد الفصائل الفلسطينيّة (المُقاومة بحق) من المشهد الفلسطيني وتهجيرها خارج لبنان.
بعد حصار مخيم تل الزعتر لثلاثة وخمسين يوماً توّجَ أحمد جبريل حصاره للمُخيّم بتنفيذ مجزرة مخيم تل الزعتر ومخيم جسر الباشا اللذين تم محوهما تماماً، وتسويتهما بالأرض، وينقل الدكتور عبدالإله الراوي في مقالٍ له ما قاله هينري كسينجر بتاريخ (15/4/1976م) “إن الولايات المتحدة تلعب دوراً رئيساً في لبنان، وإننا شجعنا البادرة السورية هناك، وإن الوضع يسير لصالحنا ويمكن رؤية خطوط تسوية.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط في (18/8/1977م) في تعليق لها على اجتماع أسد – كارتر في جنيف: “إن عملية إخضاع المقاومة اللبنانية والفلسطينية في لبنان كانت جزءاً من استراتيجية كبيرة، لإضعاف المقاومة ومعارضي التسوية، وقدم كارتر للأسد مكافأته بالاستجابة إلى طلبه والاجتماع به في جنيف بدلاً من واشنطن، كما كان يفعل مع غيره من رؤساء الغرب”.
دعم أحمد جبريل وبقوّة محاولات نظام أسد الأب المتكررة في إنهاء منظمة التحرير الفلسطينية وشارك بحصار عرفات في طرابلس بلبنان عام 1983م، كان الهدف من هذا الحصار القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية.
وبين عامي 1985 – 1986 شارك أحمد جبريل وبقوّة حركة أمل وبدعم من النظام السوري في الحرب على المخيمات الفلسطينية والتي راح ضحيتها أكثر 15 ألف فلسطيني، ووصل الحال بالمحاصرين حينها إلى أكل القطط والكلاب.
وقالت الـ “بي بي سي” في تقريرٍ لها عن أحمد جبريل إنّه شارك في حرب المخيمات الفلسطينية، مع عدد من الفصائل الفلسطينية واللبنانية الموالية لسورية ضد الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وعدد من الفصائل اللبنانية بين عامي 1985 و1988 في لبنان.
عميل متعدد المهام
وبعد انطلاق الثورة السوريّة، كان لميليشيات أحمد جبريل دورٌ كبير في مُساندة أسد في حربه على السوريين، وكان جبريل من السبّاقين لتشكيل ما يُعرف بـ (اللجان الشعبية) في مناطق جنوب دمشق، ولا سيما الحجر الأسود ومخيم اليرموك.
شاركت ميليشيات أحمد جبريل في المعارك التي دارت في جنوب دمشق، وكانت رأس الحربة في تلك المعارك، حيث أسند النظام لتلك الميليشيات مهام إخضاع ذلك الجنوب.
وبعد انتهاء المعارك وبداية الحصار؛ كانت ميليشيات جبريل هي الجهة المُسيطرة على تلك المنطقة، حيث واصلت هوايتها في الحصار كما مارسته في لبنان سابقاً، والذي أودى بوفاة آلاف السوريين والفلسطينيين في الجنوب، وتتكرر المأساة اللبنانيّة في سوريا، ويلجأ الناس هناك إلى أكل الحشائش والقطط والكلاب.
كان الحاجز الذي نصبته ميليشيات الجبهة الشعبية على مدخل مخيم اليرموك هو الأشرس بين تلك المُحيطة بجنوب دمشق، اُعتقل في هذا الحاجز عشرات السوريين والفلسطينيين الذين حاولوا الخروج من ذلك الموت.
انتهت حياة جبريل كما بدأت، عاش على العمالة ومات عليها، لا يتذكره اليوم أحد من السوريين أو الفلسطينيين إلّا بالحصار الذي فرضه عليهم إن كان في الحرب اللبنانيّة أو خلال الثورة السورية، ومن طرابلس إلى البقاع إلى جنوب دمشق؛ لم يكن أحمد جبريل وميليشياته إلّا في المكان الذي تأمره به مخابرات أسد.
Social Links: