مؤتمر بروكسل السادس كفاكم كذباً

مؤتمر بروكسل السادس كفاكم كذباً

عبد الله حاج محمد

أمين عام حزب اليسار الديمقراطي السوري

وهكذا لَّملَّم السادة المجتمعون في بروكسل تحت عنوان سوري بحت، أوراقهم وتجاوزوا أناقة ربطات أعناقهم  الحريرية، ليعلنوا للعالم بأن المجتمع الدولي قد تَكّرم على الشعب السُوري بمبلغ تجاوز السِتة مليارات دولار أمريكي، رامين خلف ظهُورهم حجم المعاناة التي يتعرض لها اللاجئين السوريين في دول اللجوء. فها هي الحملة العُنصرية والكَراهية تنتشر اِنتشار النار بالهشيم بين مواطني تلك الدول التي تحول اللاجئ السوري فيها لمادة للابتزاز السياسي وللحملات الانتخابية.

نعم سِتة مليارات من العملة الأمريكية الزاهية، سبقتها مليارات أخرى في خمس مؤتمرات بروكسيلية، ولم يجد اللاجئ السوري أو لم يفهم هذا اللاجئ لمن تقرر تلك الأموال ولأي غاية ومن هو المستفيد؟

في مداخلة للمبعوث الدولي “غير بيدرسون” الذي تم مُنح وكالة حصرية غير قابلة للنزع على  قضيتنا السورية، على أساس إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة التي تجاوز عمرها العقد من الزمن وعلى أساس القرارات الأممية وعلى رأسها القرارين 2118 و2254 كان حاضراً في بروكسل بكل أناقته، حاضراً ليعلن بأن مسار ما يسمى اللجنة الدستورية سائراً ببركة الله وبركته وبركة المجتمع الدولي الذي كل عمله أنه مَنح الفرصة تلو الأخرى لزيادة بطش هذا النظام، نعم لقد كان “غير بيدرسون” قدس الله سره حاضراً وناصحاً للدول المانحة حتى يزيدوا من كرمهم الطائي تجاه الشعب السوري ولم يكلف نفسه وضع آليات تضمن بأن تلك المبالغ لن يذهب معظمها إلى جيوب نظام الأسد لتدعمه في قتلنا نحن الشعب السوري الذي لم نطالب سوى بالحرية.

نعم إنه مؤتمر بروكسل يا سادة الذي تفتقت فيه ذهنية “عبد الله بو حبيب” وزير خارجية لبنان في الحكومة التي شكلها وسيطر عليها حزب الله الإرهابي قاتل أطفال القصير وداريا والزبداني، و ابتدع من مخيلته مجموعة من الأكاذيب حول العبء التي تتحمله دولته بسبب لاجئين سوريين – بكل تأكيد  حذاء أصغرهم أطهر من حكومته – ، وكل هَمَهُ كيف يلطُش نصف المبلغ المخصص للاجئين، عسى أن يعود لبلده لبنان الذي بدأ ينهار مالياً بهذا المبلغ عشية الانتخابات ليكون المبلغ سنداً لشلة اللصوص في لبنان لاستمرارهم في مناصبهم. ودون أن يتجرأ وأن يطالب بإخلاء منازل اللاجئين في مدينة القصير السورية التي يحتلها حزب الله حتى يعود اللاجئين الذين يطالب بعودتهم إلى بيوتهم على الأقل.

نعم إنه مؤتمر بروكسل في نسخته السادسة الذي غاب عنه أصحاب العلاقة اللاجئين السوريين ليتم سؤالهم ماذا تريدون؟ لسبب بسيط أنهم جميعهم يعرفون ما يريد الشعب السوري وإن هذا الشعب  يدرك تماما  بأن كافة المسرحيات الأخيرة الهادفة لإظهار نظام الأسد كنظام قابل للتغيّر، وقابل للتعويم مرة أخرى بعد أن قتل منه ما يقارب المليون شهيد تلك المسرحيات لم تمر عليه وأنه سيبقى عند مطالبه الأولى “الشعب يريد إسقاط النظام”.

إذا فليتوقف الكَذب والاِدعاءات، ولتكن نظرة شاملة للمسار تُعتبر ضرورة للسوريين فهذا مصيرهم، ومعاناتهم اليومية، ومستقبل أجيالهم القادمة هو ما يُوضع في الميزان اليوم، مُقابل ما يحل بهم من مآسي ومن يتغول عليهم، من أفراد ودول، على حساب موتهم اليومي. لم يعد مبرراً استمرار لمسارات لا تحقق أهدافهم ومطالبهم ولتكن وقفة تقييم قبل اختيار أي خطوة قادمة.

وإننا كحزب اليسار الديمقراطي السوري نعول على أي مبادرة تهدف لإعانة شعبنا المكلوم والمهجر الذي أصبح في دول الجوار وسيلة انتخابية أو وسيلة للارتزاق باسمه شريطة أن تكون تلك المبادرات وبمن فيها من الإشراف والداعمين كوسيلة للضغط على أصحاب القرار بمجلس الأمن لتنفيذ القرارات الدولية القاضية إقامة هيئة حكم كاملة الصلاحية لا وجود فيها لجزار  الشام، وبذلك تكون تلك المبادرات اكبر دعم لقضيتنا وب1لك أيضاً تنتهي معاناة شعبنا ونتوجه لبناء سورية التي هدمها النظام وأعوانه، ولن نكون مضطرين لمتابعة أخبار بروكسيل سبعة.

  • Social Links:

Leave a Reply