حوار مع الإعلامي السيد مصطفى النعیمي

حوار مع الإعلامي السيد مصطفى النعیمي

أجرى الحوار الفريق الإعلامي في حزب اليسار الديمقراطي السوري

تتشرف جريدة الرافد اليوم إجراء حديث شفافاً وصريحاً حول الصحافة وهمومها مع الصحفي الإعلامي مصطفى النعيمي

حاصل على شھاد دبلوم إعلام في Strategies Media for Centre London

عضو في الرابطة السوریة  لحقوق اللاجئین في

تركیا و كاتب صحفي في المركز الصحفي السوري سابقا لديه العدید من المقالات السیاسیة نشرت في  عدد من المواقع الإعلامية

الرافد:

يتعرض الصحافيين لانتهاكات متعددة خلال عملهم سواء الميداني أو المكتبي ويمكن أن نأخذ سورية مثلاً صارخاً على الانتهاكات. فما هو دور المؤسسة الإعلامية في حماية الصحفي بمختلف جوانبها الشخصية والمهنية  .

الإعلامي: مصطفى النعیمي

لا شك بأن دور المؤسسة الإعلامية التي يعمل بها الصحفي أن يقدم له الحماية في حال تعرضه لأي انتهاك محتمل وأن لا يقتصر الدعم المقدم دعم لوجستي بل يتطلب في الساحات التي تشهد مواجهات بتقديم دعم لحماية صحفيها من خلال مخاطبة الجهات المعنية التي قد تسببت في مضايقة الصحفي وأن لا يقتصر الخطاب في تأمين الحماية وفي حال زيادة المخاطر أن يتم تعزيز الدعم بتأمين الصحفي ونقله إلى المناطق الأكثر أمنا والتواصل مع الجهات المسيطرة على المناطق التي يعمل بها الصحفي ومخاطبة الجهات الرسمية التي تود المؤسسة الصحفية نقل الصحفي إليها.

الرافد:

ماذا تقول عن استهداف الصحفية شيرين أبو عاقلة من قبل الكيان الصهيوني بعد أيام قليلة من اليوم العالمي لحرية الصحافة.

الإعلامي: مصطفى النعیمي

عملية قنص الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة جريمة موصوفة ويجب مخاطبة الجهات الدولية المعنية بتقديم الحماية للصحفيين بضرورة فتح تحقيق للبحث في ملابسات الحادثة وإجراء محاكمة للمتورطين في تلك الجريمة وتحميلهم المسؤولية الكاملة على ارتكابهم جريمة القتل العمد للصحفية شيرين أبو عاقلة.

الرافد:

كيف يستطيع الصحفي أن يؤدي دوره بالشكل المهني الكامل والإنساني وما هي الإجراءات التي يمكن أن تحمي الصحفي أثناء تأدية عمله سواء داخل المؤسسة الإعلامية أو خارجها.

الإعلامي: مصطفى النعیمي

في مناطق السلم أعتقد إن الإجراءات المتبعة تكون من خلال المخاطبات الرسمية للجهات المعنية في عملية تأمين الدعم اللوجستي المتضمن حرية التحرك بما لا يتعارض مع سياسة الدولة المقيم على أراضيها.

الرافد: ما هي بصفتك إعلامي وصحفي ما هي الرسالة التي توجهها للصحفيين ؟

الإعلامي: مصطفى النعیمي

أرى بأنه ينبغي على الصحفيين العاملين في مناطق النزاعات أن يلتزموا بما يمليه عليهم متغيرات الواقع الميداني لا سيما عندما في مناطق الاشتباك وتعدد القوى العسكرية المسيطرة على المنطقة وأن يتواصلوا مع إدارتهم ويزودوهم في المتغيرات الأمنية الطارئة وذلك لاتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الصحفي وتأمين تحركاته في المنطقة التي يعمل فيها وتأمين نقله في حال تعاظمت المخاطر وأن لا ينحاز الصحفي في عمله لأي جهة عسكرية مسيطرة وأن تقتصر مهمته على نقل الحقيقة بضوابط أمنية تجنبه أي صدام محتمل مع الجهات المسيطرة على الجغرافية التي يعمل بها وفي حال تعرض المنطقة التي يقطن فيها لاشتباكات أن يتجه مباشرة إلى مناطق أكثر أمانا وإجراء اتصالات يخبر من خلالها إدارته والجهة المسيطرة على المنطقة من أجل تقديم الدعم والحماية اللازمة لنقله إلى المناطق الأكثر أمانا

وفي حالة الحرب يجب على الصحفي

توخي أعلى درجات الحيطة والحذر من المتغيرات التي تجري وأخذ مسافة أمان كافية من أجل تجنيبه المخاطر المحتملة والتواصل المستمر مع الجهات المسيطرة على المنطقة التي يغطي فيها الأحداث والتنقل بموجب التنسيق مع ذات الجهات وذلك للحد من عملية الانتهاكات التي قد تمارس ضده والابتعاد قد المستطاع عن نقاط التماس بين القوى العاملة على الأرض لا سيما أن في مناطق النزاع يرتفع فيها معدل الجريمة نتيجة الفوضى المرافقة للعمليات العسكرية وعدم قدرة الجهات المعنية في إجراء التحقيقات في ملابسات إي انتهاك قد يتعرض له، وكلما كانت الصحفي ملتزم بالقوانين الضابطة للعمل في مناطق النزاع بدأ بلباس السترة الواقية وصولا إلى الخوذة وكذلك التحرك مع مجاميع لتقديمهم الدعم اللوجستي له كلما زادت نسبة الأمان في أداء المهمة الصحفية على أكمل وجه وكذلك الالتزام الكامل بتوجيهات الجهات المقدمة للدعم اللوجستي وذلك من أجل تجنيب الصحفي تعرضه للمخاطر.

الرافد:

سؤال أخير بكونك متابع للشأن الإيراني ما هي رؤيتك لما يجري من مظاهرات داخل المدن الإيرانية.

الإعلامي: مصطفى النعیمي

بخصوص المظاهرات في إيران أود الإشارة بداية بأن المظاهرات داخل العمق الإيراني مختلفة اختلافا كبيراً داخل دولة الأحواز العربية المحتلة ففي الأحواز المظاهرات ليست بجديدة بل لقد بدأت منذ احتلال دولة الأحواز في بداية القرن العشرين واشتدت تلك المظاهرات بعد بدء حكومة ملالي طهران بالإعدامات الميدانية في عام 1980 ولغاية اللحظة. وبالعودة لمظاهرات الداخل الإيراني أعتقد بأن مسار وزخم تلك المظاهرات بات واضحاً وضوح الشمس ويحتاج إلى دعم

وتوظيف دولي للضغط على إيران داخلياً وذلك لنقل الصرع للمرة الأولى من خارج الجغرافيا الإيرانية إلى عمق إيران. وهذا بحد ذاته يعتبر رسالة طمـأنة إلى المدنيين المتواجدين داخل ساحات التظاهرات بأنهم ليسوا لوحدهم. هناك شقين في التظاهرات التي تجري اليوم في إيران الشق الأول تظاهرات بمرجعية تحررية من ملالي طهران ومن الحكم الفارسي بشكل عام والشق الآخر الذي يجري بوسط طهران  يريد أن يتخلص من سلوكيات ملالي طهران ففي طهران ولأول مرة رفعت شعارات ((لا نريد أن نرسل أبناؤنا ليقتلوا في الشرق الأوسط)) إضافة لحرق صور الرئيس الإيراني ومرشد الثورة علي خامئني. وهذا يؤكد بأن الشعب الإيراني غير ملتزم بسلوكيات حكومة ملالي طهران العدائية في الخارج وأن الهم الإقتصادي الناتج عن تلك السلوكيات بات عامل ضغط شديد على الشعب الإيراني. وأن هناك الكثير من عوامل كثيرة ستسبب بزيادة زخم المظاهرات ومن تلك العوامل الأنباء الأولية حول فشل المفاوضات في الملف الإيراني وزيادة تخصيب اليورانيوم مما يؤدي لضغط كبير على الموازنة الإيرانية وهناك أيضاً عوامل اقتصادية متمثلة بانهيار العملة الإيرانية وعمليات التهجير الذي يمارسها النظام الإيراني منذ توليه الحكم في إيران وأيضاً التفجيرات التي تجري بوسط العمق الإيراني واغتيال قادة في الحرس الثوري الإيراني بوسط إيران كل تلك العوامل ستسبب بكل تأكيد زيادة حدة المظاهرات.

ولمواجهة تلك المظاهرات أنشأت حكومة ملالي طهران جهازاً أمنياً جديدا مهمته التصدي لتلك المظاهرات، ومن الظاهر بأن بأن الجهاز الجديد سيكون مطلق الصلاحيات تماماً كما حدث في سورية عندما تم إنشاء ما يسمى لجان الدفاع الوطني، ولذلك أتوقع أن يزداد حدة القمع مما يؤدي لزيادة تشبث الإيرانيين بمظاهراتهم وربما يحدث سيناريو مشابه لما حدث في سورية وأن تخرج الكثير من المدن والمناطق الإيرانية لخارج سيطرة حكومة ملالي طهران، ولكن يبقى السؤال هل سيتعامل المجتمع الدولي مع هذا الأمر كما تعامل مع الثورة السورية ويرى بأن بقاء ملالي طهران هو أخف الشرور؟

  • Social Links:

Leave a Reply