الافتتاحية – الدكتور سلامة درويش الأمين العام

الافتتاحية – الدكتور سلامة درويش الأمين العام

بعد تعثر تقني عارض تعود الرافد، للصدور بحلتها وقوالبها القديمة لعدة اعداد أخرى ريثما تصبح القوالب الجديدة جاهزة تقنيا لتواكب مخرجات المؤتمر الثالث للحزب والذي انتهت اعماله الاحد في 9/1/2023 بانتخاب لجنته المركزية الجديدة والتي انتخبت بدورها امينا عاما لحزب اليسار الديمقراطي السوري .

ستعمل قيادة الحزب الجديدة ،على تطوير وتجديد رؤى الحزب ومواقفه بالارتكاز على تجربة الحزب وخبرة الرفاق الذين اسسوا وقادوا هذا الحزب في الفترة السابقة، ليبقى التواصل بين القديم الناضج، مع الجديد المنفتح على المستقبل، المستشرف برؤية  نخب الحزب الشابة والنوعية التي ترفد الحزب ،انها خطوة مهمة لتطوير حزبنا، ولتخطي أخطائنا التي اعتبرها طبيعية ضمن مسيرة أي حزب سياسي يعمل في ظروف صعبة مثل ظروفنا، وضمن التشتت بين الداخل المنهك والمحتل في شمال وشمال شرق سوريا والتي تديرها سلطات الامر الواقع وأمراء الحرب  وبين اللجوء والهجرة في بقاع الارض وبين فقدان أبسط أمور الحياة في المناطق التي تقع تحت سلطة النظام محكومة بالحديد والنار من عناصر الامن وشبيحة المعابر والتي همها تشليح ما بقي في جيوب الناس.

كان انجازا أن نعقد مؤتمرنا في ظل هذه الظروف التي تركت من أثرها السلبي  على بعض الرفاق كالتململ وعدم تحمل المسؤولية لدى البعض أو الانانية المفرطة عند البعض الاخر، لكننا وبهمة الرفاق الغيورين على هذه التجربة المتواضعة قياسا بعمر الاحزاب الهرمة استطاع حزبنا أن ينجز مهمته وينجح، في اعتماد المشاريع التي أصبحت تقارير تؤطر نشاطات رفاق الحزب.

لقد اظهر رفاقنا روح المسؤولية العالية أثناء نقاشهم لتلك التقارير ، ورسم سياسة الحزب بين مؤتمرين، بما يتناسب مع تضحيات شعبنا السوري وثورته اليتيمة التي تخلى عنها الجميع، حيث ترك السوريين ليكونوا فريسة بازارات الدول التي تبيع وتشترى قضيتهم ،بما يتناسب و مصالح هذه الدول الفاعلة والمحتلة لتراب وطننا الحبيب.

مازال اصرار شعبنا على اسقاط النظام الشمولي عبر أوسع اشكال التلاحم الوطني مدهشا لأصدقائنا الديمقراطيين ومخيفا لأنظمة القمع والاستبداد لذلك  حظي هذا الفعل الثوري بما يوازيه من مكائد اعداء الشعب الذين قادوا الثورة المضادة لإجهاض ثورتنا ، ولدفن حلما بدا على خطوات من ايدي الوطنين الاحرار الذين هتفوا لوحدة الشعب السوري وكرامته . حاولت الثورة المضادة وستحاول كلما طرفت للثوار عين، أن تمتطي ظهر ثورتنا واعادة توجيهها لخدمة مصالح النهب الاقليمي والامبريالي .

لن تكف هذه الثورة المضادة عن محاولة استبدال شعاراتنا الوطنية بأخرى جهوية وطائفية ولن تكف عن محاولة استبدال كتائب الجيش الحر ،بفصائل ارهابية ومليشيات طائفية عميلة يتم استيرادها من بؤر التطرف التي تكاثرت حول العالم بفعل تزاوج التطرف المحلي مع الاقصاء الممارس على الاطراف المنهوبة بفعل سياسات صندوق النقد والبنك الدولي .

ولابد ان اشير اخيرا لضرورة ارتقاء النخب والاحزاب السياسية السورية ما كان منها قبل الثورة بالإضافة لتلك التي ولدت من رحمها الى مستوى وعي جماهيرنا وطموحه بوطن ديمقراطي وذلك بمراجعة الانقسامات حول قضايا لا يساعد الاستقطاب حولها في اسقاط النظام الدكتاتوري، وأن تراجع نخبنا السياسية تشريطات تضخم الأنوات الفردية، والتصلب الأيديولوجي الذي يبعدها عن البراغماتية التي تصب في المصلحة الوطنية .

لذلك سنعمل على بناء مناخات تسهم في عقد مؤتمر وطني جامع يفرز فعاليات تستطيع ان تقود الثورة إلى بر انتصارها.

المجد لأرواح الشهداء.

الحرية للمعتقلين .

والنصر لثورتنا العظيمة.

  • Social Links:

Leave a Reply