كلمة الرفيق الأمين العام سلامة درويش في اجتماع القوى الوطنية المناهض للتطبيع العربي مع نظام الاسد

كلمة الرفيق الأمين العام سلامة درويش في اجتماع القوى الوطنية المناهض للتطبيع العربي مع نظام الاسد

السيدات والساده
اهلا وسهلا بكم
تسبب الزلزال المدمر الذي ضرب وسط وشمال سوريا بمأساة اضافية، دفعت بعض الدول العربية الى مقاربة القضية السورية مجددا من منطلق انساني بعد ان جمدت ملفاتها دوليا واقليميا اثر الحرب الروسية على أوكرانيا ، فوزير الخارجية السعودي الاكثر تحفظا صرح ان ” الوضع السوري بعد الزلزال لن يبقى على حاله كما قبل الزلزال” .
لقد أعقب هذا الزلزال هزة سياسية، بدأت بدعوة الاسد لعمان ثم تبعها زيارة وزراء كل من الاردن والامارات ومصر لدمشق حيث أخذوا صورا تذكارية مع رأس النظام المجرم . وتوج هذا المسعى المشين بزيارة وفد يمثل “البرلمانات الصورية” لبعضا من الدول العربية.و صرح ممثلي هذه الدول انهم يريدون التطبيع مع نظام الاسد المصنف كمجرم والمعلقة شرعيته بموجب القرارات الاممية وادانة كل من يساعده كما نص على ذلك قانون قيصر والمطلوب محاصرته كي لا يتمادى اكثر في انتاج المخدرات حسب ما اصبح مشهورا بقانون الكبتاغون ، والمدان باستخدام الغازات السامة في عمليات ابادة الشعب السوري .وذلك لهدف معلن هو اعادة نظام الاسد للجامعة العربية كي لا يبقى أداة طيعة بيد ايران .
انه تطبيع مشروط يتعهد فيه الاسد المجرم باخراج ايران من سورية ، فيعاد الى الجامعة العربية مقابل تشكيل حكومة مشتركة مع معارضة مختارة ، تقدم الى المجتمع الدولي بصفتها خطوة تمثل تنفيذا للقرار الاممي الذي دعا الى تغيير سياسي ذو معنى و متوافق عليه .
ان النظام العربي في سباق مع النظام التركي الذي وجد في التطبيع مع الاسد حلا يقيه الاصطدام المباشر مع القوات الامريكية الحامية لكنتون قسد ،وخطوة تمهد لاعادة اربعة ملاين لاجئ سوري ،يستطيع ان يصرفها في الاستحقاق الانتخابي بعد ثلاثة اشهر قريبة .
تلقى خطوة النظام العربي تأيد الصين وروسيا بصفتها رافعة لتثبيت النظام الشمولي في مواجهة النظم الديمقراطية التي تقودها الولايات المتحدة ،علما ان الولايات المتحدة التي سمحت لايران وروسيا في حماية نظام الاسد غير معنية او على الاقل غير متعجلة على اعادة تأهيله كماهو الامر مع النظام العربي فهي لا تزال تعمل على استنزاف روسيا في سوريا بالاضافة لاستخدام النفوذ الايراني المتعاظم كأداة لدفع التقارب العربي الاسرائيلي ،وضغط على النظام الايراني للقبول بتحجيم مشروعه النووي.
وهكذا نرى ان توافقا دوليا واقليميا يدفع باتجاه اعادة انتاج النظام المجرم وتصفية الثورة السورية ،وأن ثمنا باهظا سيدفعه الشعب السوري اضافة لما دفعه حتى الأن ،خدمة لمصالح دولية واقليمية لا تتوافق مع اهداف الشعب السوري بالحرية والديمقراطية التي يخشاها النظام العربي .
اننا نعلم يقينا ان نظام الاسد لن يفك ارتباطه بايران ولا يستطيع أصلا ،لكن النظام العربي قد يتعامى عن هذه الحقيقة ،خوفا من تفكك النظام الشمولي ،وقد يجد في سوريا ايرانية أقل ضررا من سوريا ديمقراطية ،
فماذا نحن فاعلون أمام هذا الاستحقاق ؟
كيف نصل كقوى سياسية وطنية الى تنسيق في مواقفنا ليعيق هذا الاستخفاف بثورة شعبنا ،ويقطع الطريق على تنازلات النظام العربي و القوى الاقليمية .
هل نستطيع اعادة ثقة شعبنا الى قواه السياسية كي يصمد ، رغم استمرار القتل و التهجير، والتشليح و التكفير، والسجن والتنكيل والتمييز .
هل نستطيع ان نعيد الامل لشعبنا القابع تحت المحميات المشرزمة ؟
هل نستطيع ان نتوافق نحن ممثلي القوى الوطنية والديمقراطية على مخرجات سياسية تمثل الحد الادنى للاجماع الوطني .
هل نستطيع ان نجعل هذا الاجماع ملزما لجميع تكتلاتنا وتياراتنا ليصبح جوهر الثقافة الوطنية السورية الذي لا يستطيع أحد ان يتجاوزه في اي خطوة على طريق الحل امميا كان ام اقليميا .
هل نستطيع نخلق موقفا سياسيا موحدا ؟ نجاهر به امام القاصي والداني يكون هدفا لثورتنا وحامي وحدتنا في آن .
اعتقد أنكم تستطيعون ولذلك نحن اليوم معا .
شكرا لكم

  • Social Links:

Leave a Reply