سيزهر دم الشهداء وتنتصر الثورة – سلامة درويش

سيزهر دم الشهداء وتنتصر الثورة – سلامة درويش

تمر ذكرى انطلاقة الثورة السورية التي فجّرها الشعب السوري بوجه النظام الأمني المستبد وسارق أموال الدولة والشعب لصالح قلة قليلة من المقربين من العصابة الحاكمة وبعض السماسرة والتجار الذين شاركوا الأجهزة الأمنية واستفادوا من دعم السلطة وميزاتها، وخسّروا الدولة السورية الكثير من الضرائب والأموال التي كانت ستدخل إلى خزينتها لتستولي عليها الدولة الأمنية الموازية.
مع اسكات أي صوت منتقد أو مطالب لأبسط حقوقه من التعليم والعمل والمسكن والكرامة، ازداد التراكم ليتحول إلى احتقان في الشارع، وتنطلق شرارة الثورة السورية تأثرا بمحيطها والربيع العربي في آذار 2011 يقودها الشباب الحر واضعين جميع القوى السياسية في حرج كبير، متخطين ولائهم للنظام المجرم، الذي كان رده قاسيا على الثوار السلميين بالنار والقتل والاعتقال والاغتيالات للقادة النشيطين.
لقد كسر السوريون حاجز الخوف بصمودهم وأذهلوا العالم بوقوفهم أمام الرصاص الحي مصرين على إسقاط النظام القمعي المستبد، والمضي قدما ولتحقيق مطالبها، ونتيجة للتدخلات الاقليمية الدولية وبعد ( ١٢) سنة لابد أن نذّكر بأن الثورة مرت بثلاث مراحل ونحن الان في المرحلة الرابعة :

  • الثورة السلمية يقودها الشباب الثائر الذين كان انتمائهم وطني سوري خالص.
  • الثورة المسلحة وكانت ردة فعل على قتل المتظاهرين والدفاع عن النفس.
  • الثورة المضادة وأسلمة الثورة وظهور الكتائب الراديكالية الاسلامية مع القضاء على ظاهرة الجيش الحر والتي استبدلت الشعارات الوطنية بشعارات طائفية وضد الديموقراطية وأهداف الثورة مما أدى إلى فشلها وانحسارها واستمرار الثورة.
  • مرحلة الانهيار الاقتصادي وبيع مؤسسات الدولة من قبل النظام المجرم وبوادر تفككها ونحن نشهد الآن هذه المرحلة والتي وصل سعر الدولار الواحد ب (٨٠٠٠) ل. س.
    رغم كل ذلك لايزال النظام يبتز الناس بلقمة عيشهم في مناطق سيطرته مع انتشار الجريمة والمخدرات والتشليح وعصابات الشبيحة والسطو المسلح تقودها عناصر مقربة من السلطة الحاكمة فأصبح شعار المرحلة الهروب من جحيم الفقر وابتزاز الامن والخوف من الموت.
    وهذا الوضع لا يختلف عنه في مناطق سيطرة أمراء الحرب وسلطات الأمر الواقع في الشمال والشمال الشرقي والغربي.
    إن من يدفع فاتورة هذا القمع والفوضى والقتل هو الشعب الذي خرج ضد الاستبداد مطالبا بالحرية والديموقراطية، نتيجة ذلك تحولت الثورة السورية من ثورة جامحة إلى قضية داخلية بنظر العالم وصادروا حق السوريين بتمثيلهم الحقيقي للثورة، فدعمت الدول الاقليمية الاخوان المسلمين ليسيطر على قرار الثورة السياسي، وعلى أموال الإغاثة لشراء بعض الذمم وتشكيل ولاءات سياسية وعسكرية تتبع لهم، ونتيجة تبديل مواقف بعض الدول من الثورة أصبح الاخوان ومن والاهم بأسوأ حال الآن.
    أما في الجهة المقابلة النظام ومن معه فلم يكن بأحسن حال فقراره ليس بيده، فقد باع الاقتصاد والكرامة من أجل بقاءه في السلطة، فأصبحت إيران ومليشياتها الطائفية مالكة الأرض ومسيطرة على محافظات بأكملها، وروسيا مالكة السماء لتجرب أسلحتها الحديثة على أجساد الأطفال والنساء وتدمر المشافي والمدارس والبنية التحتية، فشرد وهجر أكثر من (١٢) مليون واستشهد أكثر من مليون سوري ما بين براميل النظام المتفجرة والغازات الكيميائية السامة وقتل مليشيات ايران وطيران روسيا، وعصابات الأسد.
    بعد هذا السرد وبسبب جائحة الكورونا وحرب بوتين على أوكرانيا وضعت القضية السورية على الرف ولا أحد يكترث بمأساة السوريين، إلى أن حدث الزلزال المدمر للشمال الغربي السوري وجنوب تركيا، ورغم استغلاله البشع من قبل النظام بالسيطرة على أموال الإغاثة والمعونات الغذائية التي صادرت قسم منها المليشيات الطائفية المدعومة ايرانيا، وقسم للشبيحة وعناصر الأمن والفرقة الرابعة، ونتيجة لحجم الكارثة فإن العالم بدأ يفكر بحل القضية السورية، وكل جهة بما تشتهي وترغب. إما بالتطبيع المجاني مثل برلمانات بعض الدول أو مشروط مثل ما طالبت به السعودية، والاصرار الروسي على تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام مستفيدة بسخونة التنافس الانتخابي بين حزب أردوغان والمعارضة التركية وأصبحت بيضة القبان هي اللاجئين والتطبيع مع نظام الكيماوي والكبتاغون.
    لهذا استدعى بوتين بشار الأسد فورا إلى موسكو وإحضاره ذليلا ليستقبله موظف درجة ثالثة في حكومة بوتين، ليملي عليه شروطه ويبقيه في حظيرة بوتين الخلفية، والظاهر أن أردوغان لا يهمه من كل هذه القضية إلا فوزه بالانتخابات. لا يهمه الشعب السوري الذي تاجر بمصيره مع أوربا إلى أن استنزف، واليوم مستعد لإعادته إلى حضن الأسد مهما كانت النتيجة، مما انعكس على اللاجئين السوريين بأمنهم وسلامتهم وازدياد أعمال العنف والقتل من قبل المتطرفين الأتراك والذي تغذيه تصريحات شخصيات محسوبة على المعارضة التركية، وأصبح قتل السوري أهون شيء من قبل العنصريين والفاشيين وخاصة المتسترين بلباس الجندرما وراح ضحيتها مئات الشباب، إن كان بالداخل التركي أو على الحدود بإطلاق النار مباشرة من أجل القتل، وتعدى ذلك حتى العمال السوريين قرب الحدود التركية، ونحن بدورنا نحمل حكومة أردوغان المسؤولية الكاملة حول مقتل السوريين وازدياد الحقد العنصري تجاه اللاجئين وأن يتمتعون بالحماية ويتعاملون حسبما تنص عليه مبادئ وقرارات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان المتعلقة باللجوء الانساني.
    الآن ونحن نحتفل بانطلاقة الثورة لابد أن نؤكد كحزب سياسي ثوري على أهمية العمل والتأكيد على :
  • الانتقال إلى الحل السياسي بعد فشل الحل العسكري وأن يكون برعاية أممية وبوقت زمني محدد .
  • إن نظام الاستبداد لم يعد صالحا ويجب اسقاطه مع نزع شرعية سلطات الأمر الواقع وأمراء الحرب في الشمال السوري والنصرة واتباعها وشرقي الفرات التي يقودها حزب ال pkk الكردي وفرعه السوري، ونزع سلاح جميع المليشيات ودمجها في جيش وطني واحد مهمته حماية الحدود واستبعاد ومحاكمة كل من تلطخت يديه بالدم السوري.
  • تطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة بالحل السوري.
  • تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تقود البلاد لفترة انتقالية تشرف على كتابة دستور عصري حديث للبلاد وتحضر لانتخابات تشريعية، وأن يكون الحكم مدني ديمقراطي يبعد الدين عن السياسة والسياسة عن الدين وأن يكون السوريين متساويين أمام القانون دون استئثار أو تمييز حسب الدين والطائفة والعرق.
  • حرية تشكيل الأحزاب على أساس وطني ويمنع تشكيل أحزاب على أساس ديني أو عرقي أو قبلي.
  • للأقليات العرقية الحق بلغتها وثقافتها وأعيادها وأن تحتفظ بلغتها إلى جانب لغة الدولة الأم.
  • سورية دولة واحدة موحدة بغض النظر عن الانتماءات العرقية والاثنية والقبلية العشائرية.
  • اللامركزية الإدارية بإدارة الدولة والتي تضمن توزيع عادل للثروة وتنمية الإدارات مع توسيع الديمقراطية واعتماد مجالسها المنتخبة المحلية والمشاركة بالانتخابات الوطنية العامة.
  • إخراج كافة الجيوش والمليشيات والأفراد الموجودين على الأراضي السورية.
  • مصادرة الأسلحة ووضعها تحت تصرف الدولة الحديثة ومن لم يمتثل يعتبر خارج عن القانون.
  • عودة المهجرين واللاجئين طوعيا مع بدء الاعمار بتمويل صندوق دولي تشرف عليه الأمم المتحدة والاستفادة من الخبرات السورية المدربة، مع تعويض المتضررين.
  • إطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون النظام وأمراء الحرب وسلطات الأمر الواقع، ومعرفة مصير المختفين قسريا وتطبيق العدالة الانتقالية ومحاكمة المجرمين.
  • سحب الجنسية التي منحت للمتدخلين في الشأن السوري من تاريخ ١٥/١١/٢٠١١ وما بعدها
  • ستستمر الثورة حتى تحقيق أهدافها
  • وتبقى سورية موحده أرضا وشعبا
  • لا مكان للاستبداد بكل أشكاله في سوريا الديمقراطية والتي خرج من اجلها الشعب السوري بثورته
  • المجد لأرواح الشهداء
  • الموت للقتلة والمجرمين المستبدين

  • Social Links:

Leave a Reply