عن الخلافة الإسلامية. ارام كربيت

عن الخلافة الإسلامية. ارام كربيت

بعض الأسئلة عن

مقابلة لبريفسور تركي.

في الحقيقة الرجل ملم ومتابع ومتبحر بمادته، لكن لا يمكن لمتابع مثلي أن يلم بالكتاب دون أن يقرأه.

لدي الكثير من الملاحظات حول الخلافة الإسلامية. ولدي عدة أسئلة:

ما المقصود بالخلافة، ومن تعني بالضبط، وماذا تعني؟

هل المقصود بالخلافة هو في الجانب السياسي فقط، أم أنها تتناول الجانب الاجتماعي والفلسفي والاقتصادي.

باختصار، هل تتناول البنية العامة للدولة والمجتمع في الزمن القديم أم أن هذه الخلافة يمكنها أن تمد جذورها إلى الحاضر بطاقمها القديم؟

وما الحكمة أن نؤسس واقع اجتماعي سياسي على انقاض دولة تفسخت بعد أقل من أربعين سنة من قيامها بعد وفاة محمد، المؤسس، تفسخت من داخلها نتيجة الحروب البينية فيها وعدم توافق القوى السياسية القائمة في ذلك الوقت، وعدم وجود توازن سياسي بينهم حتى تسير الدولة دون اضطراب.

هل حلت الخلافة مشاكلها الداخلية ام أجلتها، أو دفعتها ككرة الثلج إلى الأمام، إلى أن حولت كيانها كله إلى كتلة نارية حارقة؟

لماذا هذا الحنين المرضي لزمن مضى ولن يعود. لماذا هذا الحنين العاطفي  لدولة سياسية لم تعش طويلًا، وفيها من العيوب ما فيها؟

لم يشأ المسلمون أن يفككوا هذا البناء المتداعي في السابق لمحاولة إعادة إنتاجه بحلة جديدة تتناسب مع العصور التالية على عصر الخلافة الأول، نقول لماذا؟

من هو الخليفة الذي سار على هدى القرآن، وتمسك به؟

من هو الذي كان يحق له أن يكون الخليفة المعبر عن المسلمين ومصالحهم، وكيف وصل إلى السلطة؟

خلال مسيرة الإسلام الطويلة في العالم كان كل حاكم ينصب نفسه خليفة للرسول، السؤال:

هل كان هذا الحاكم ينفذ مصالح الناس أو ينفذ ما جاء في القرآن، أم أنه كان عطشانًا للسلطة، ويريد ان يستبد من أجل بقاءه حاكمًا أوحد، وكان كلامه عن الدين من خارجه، لمصلحة بقاءه وبقاء أولاده من بعده؟

الدولة العثمانية أدعت أنها حامية الإسلام ومدافعة عنه، ولكن هل هذه الدولة كانت تدافع عن الإسلام أم أن كان الهدف هو تأسيس أمبرطورية؟

أخر خلافة كانت في بيت السلاطين العثمانيين، وكانت شبه منهارة منذ بداية العام ال 1700 ميلادي، وتم الإبقاء عليها من قبل الأنكليز، أخر مئتي سنة لحاجتهم إلى دولة مريضة كحاجز أمام روسيا حتى لا تتمدد إلى المتوسط، ولإبقاء التوازنات الدولية قائمة بين الاطراف القوية، فوجود دولة ضعيفة  لا حول لها ولا قوة تتقاذفها الأيدي لهذا حققت مصالح الأقوياء كما افترضوا.

الكمالية أنهت الخلافة وأسست لدولة مستقبلية، عمليًا، الكمالية حمت الدولة التركية من الانهيار، وأبعدتها مئة سنة كاملة عن الحروب والتدخلات الخارجية.

إذا أراد المسلمون أن يحنو إلى الخلافة، فالأفضل أن يفكروا في المستقبل، في إعادة إنتاج خلافة معاصرة تناسب عصرنا وزماننا المضطرب، المريض. 

المسلمين أشد الناس حاجة إلى العيش في عالم بعيد عن الحروب والقتل والموت، لأنهم الأكثر فقرًا على مستوى العالم، والأكثر قهرًا وضياعًا وغربة.

الخلافة القديمة ماتت لأنها لم تكن مناسبة لزمنها فكيف ستكون مناسبة لزمننا، زمن الامبراطوريات المالية والتكنولوجية والبنوك والفيس بوك وتويتر، ولهذا الزمن المتغول مخابراتيًا وعسكريًا.

  • Social Links:

Leave a Reply