لا تقتلونا مرتين – د سلامة درويش

لا تقتلونا مرتين – د سلامة درويش

لا تقتلونا مرتين
الامين العام لحزب اليسار الديموقراطي السوري
د سلامة درويش

بعد اهمال القضية السورية دوليا واقليميا جائت مبادرة الاردن لاعادة النظام للجامعة العربيةوتأييدها من اغلب الدول العربية، بما يخدم مصالح هذه الدول لا لمصلحة الشعب السوري الذي عانى من القتل والتهجير والاعتقال اكثر من ١٢ عام على يد النظام الاكثر اجراما في التاريخ الحديث،
لقد جاء هذا القرار متجاهلا لعذابات شعبنا الذي مازال قسم من ابناءه في اقبية وسجون النظام لا يعرفون عن اولادهم شيء هل هم احياء ام شهداء، كان من الاحرى لهذه الدول المطبعة ان تجبر النظام لتقديم حسن نية اتجاه الشعب السوري باطلاق سراح المعتقلين اولا ومعرفة مصير المغيبين، وهذا ما نصت عليه كل جولات الحوار مع النظام ونصت عليه قرارات الامم المتحده ومجلس الامن، جاء قرار عودة النظام للجامعة متجاهلا في شروطها الخجلى هذا الشرط الانساني والذي لايختلف عليه اثنان فقط تعنت النظام وعدم مبالاته بعذابات المعتقلين وذويهم،
نحن لم نتفاجأ من هذه الخطوة كون الحكام في الجامعة العربية لا يختلفون عن بعض، الا بطريقة التفنن بالاستبداد وباسكات شعوبهم، جميعهم وقفوا ضد الربيع العربي وتكاتفوا لاجهاضه، اوقفوه عند سوريه وحولو الثورة الوطنية الى قضية محاولين بذلك وصمها بالحرب الاهلية ، ابعدوها عن جامعتهم ووضعوها في صندوق الامم المتحدة،،، عينوا ممثلين عن الثورة ينفذون اجنداتهم وانتقلت خلافاتهم الى تلك الممثلية العرجاء،،،
بعد كل هذا اخذوا قرارهم بعيدا عن ارادة الشعب السوري وعن الذين نصبوهم ممثلين عن الثورة سياسيا، يريدون اعادة السوريين الى حضيرة بيت الاسد مثلما اعادوا زميلهم الى حضيرتهم،،
نحن لسنا ضد العودة للعمل السياسي وحل القضية كما اقرتها الامم المتحدة،، ولكن بقليل من الاخلاق والحياء البشري اتجاه دم الشهداء وتهديم المنازل، وخنق الاطفال بغاز السارين،، اخجلوا من هؤلاء الضحايا، لتعيدوه بشروط تحفظ ماء وجوهكم،، بعد ان أفشلتم كل شيء بتدخلكم وحولتم الثورة الوطنية الى مجموعات طائفية اسلاموية متقاتلة فيما بينها بالتبعية لكم وباموال خطيئتكم ، وحولتم قسم ممن حمل السلاح الى مرتزقة لصالح بعض الدول او عبيد عند سلطات الامر الواقع الذين ينعمون بكرمكم،،
نعم نحن مع الحل السياسي ان كنتم قادرين على فرضه على نظام متهم بارتكاب جرائم حرب بحق شعبه، لا عن
طريق تنازلكم عن الحق السوري الذي خرج بثورة وضحى من اجلها مطالبا بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية واسقاط الاستبداد واقامة دولة ديموقراطية مدنية،،،
نقول للعرب ودول الجوار لم تنصفوا شعبا فكنتم حملا ثقيلا على ثورته عندما اغرقتوها بالمال والسلاح لصالح التيارات الاسلاموية المعادية للحرية والديموقراطية، ولقد فتحتم الحدود لكل المجرمين الظلاميين ليقيموا اماراتهم على ارضنا،،
لقد انصفنا المجتمع الدولي عبر مجلس الامن والامم المتحده بقراراته ذات الصلة اكثر منكم و التي تدعوا الى اقامة حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تقود مرحلة انتقالية لا استبداد فيها ولا مكان للقتلة والمجرمين بين صفوفها،،
انكم بقراركم هذا اعطيتم شرعية للقاتل بان يقتلنا،، واعطيتموه حبل النجاة والهروب من المسائلة القانونية كمجرم حرب، وشرعنتم وجود دول الاحتلالات التركي والامريكي والروسي في سوريا واخطرها الاحتلال الايراني والذي استحوذ على كل شيء قبل اسبوع من قراركم هذا بعودة ابنكم الضال ، وكأنها هدية يقدمها النظام لكم مع راعي نعمته الايراني كرعبون لاحساسكم بالوهن والتخاذل،
بهذا القرار اسقطتم حقنا بما يحمله القرار الاممي٢٢٥٤ ووضعتوه في جعبة النظام وايران وادراج جامعتكم،
كيف يعود المهجرين واللاجئين وبيوتهم مدمرة،، وماهي الضمانات الامنية لعودتهم بان لا يعتقلهم النظام او يقتلهم،، وهل تستطيعون منع التجارة بالمخدرات ووقف توزيعها على ابنائكم وانتم تعرفون بأن من يقوم بتجارة المخدرات هو النظام وعصاباته، وتعتبر مصدر رزقهم ورديف لخزينة الدولة خاصة بعد بيع سوريا لايران وروسيا،،
شعبنا خرج بثورته لن يهدأ الا بنيل حقوقه وبناء دولته الحرة والديموقراطية ،
الحرية للمعتقلين
والمجد لارواح الشهداء
والنصر لحقوقنا المسلوبه

  • Social Links:

Leave a Reply