بيـــــــــــان
الشَرعية الَتي سَقَطَت بِدِماءِ الشُهَداء لَن تُعيدَها قَرَارات حُكُومات
يُتَابِع حِزب اليَسار الديمُقراطي السوري عَن كَثَب، التَحَرُكات العَرَبية باتِجاه نِظام الاستبداد في سورية، وما نَتَج عَنها كَقَرار إعادة سورية لِلجامعةِ العربيةِ، بَعدَ أن تَمَ تَجميدَ عِضويَتها في عام 2011على أثر المواجَهات الدَامية والقَمعية الَتي مَارسها نِظامُ الأسدِ ضِدَ المُتَظاهرين السِلميين، ويُبن التالي:
1- إن قَرارَ الجامعةِ العربيةِ القاضي بِتَعليقِ عضويةِ سورية في مَجلسِ الجامعةِ العربيةِ، لَم يَكُن مَطلباً شَعبياً، لأنَ الشَعبَ السوري في تِلكَ الفَترة، كَانَ مَشغولاً بِدفنِ شهدائهِ، ومُعالجةِ جرحاه الذين كانوا يَسقطونَ يومياً بِسَبَبِ القَمعِ الوَحشي لجيش النظام السوري وأجهزته الأمنية التي تَوَغَلَت بِقَمعِ الثورةِ السوريةِ العظيمةِ الَتي انطلقت شَرارتَها في أواسِط آذار مِن عَام 2011، وإن غَبطَةَ الشَعبِ السوري الثائر حيالَ قَرارَ تَجميد عُضويةَ سورية في الجامعةِ العربيةِ، لم تَكُن بِسَبَبَ قَناعتهِ بِجَدوى هذا القرار، ولكِنَها كَانت بِسَبَبِ تَضمينِ القَرار لِفَقرةٍ تَقضي بِضَرورة حِماية الشَعبَ السوري مِنَ القَتلِ، هَذهِ الحِمايةِ الَتي كَانَ السُوريين بِأَمَسِ الحاجةِ لَها.
2- يؤكد حِزبَ اليَسار الديمُقراطي السوري، بِكَونِهِ جِزأُ لا يَتَجَزأ مِنَ الشعبِ السوري، بِأَنَهُ عَلى الرَغمِ مِن عَدمِ التَعويلِ عَلى قَرَارات الجَامِعةِ العربيةِ، نَظَراً للإخفاقات المُتَتَاليةِ لِتِلكَ الجَامعةِ، مِن نَاحية، ومِن نَاحيةٍ أُخرى، لِلقناعةِ التامةِ بِأَنَها جَامعةَ أنظمةَ عربيةً، وَلَيسَت جَامعةَ شُعوبٍ عربية، عَلى الرَغمِ مِن كُلِ ذَلك، فَإنَ اللجنةَ المركزيةَ لِلحِزبِ ترى بِأَنَ ما يُسَمى المُعَارَضةِ السوريةِ، الَتي تَصَدَرَت المَشهد السياسي في الثَورةِ السوريةِ، لَم يَكونوا عَلى قَدرِ المسؤوليةِ في استثمار تَجميدَ عُضويةَ سورية في الجامعةِ العربيةِ، ولَم يَستطيعوا أَن يَنتَزِعوا كُرسي سورية في الجامعةِ العربيةِ، كَونَهُ مِن حَقِ الشعبِ السوري، وَهُم يُقَدِمون أَنُفسَهُم كَمُمَثلي للشعبِ السوري.
3- بِالعَودةِ لقرارِ جامعةِ الدولِ العربيةِ الأخير، القاضي بِرَفعِ تَجميدَ عُضوية الأَسد بها، فِإنَنا نُؤَكِد مَرةً أُخرى، بِأَنَهُ قَرارٌ لا يَعني الشَعبَ السوري لا مِن قَريب ولا مِن بَعيد، لِأَنَهُ لَيسَ نَابِعاً مِن إرادةِ هذا الشعب، ولَكِنَنَا كَحِزبٍ وَطَني وَلِدَ مِن رَحم أعظم ثَورة، لا بُدَ أن نُثني عَلى مُحَاوَلاتِ الجامعةِ العربيةِ، القاضيةِ بِتَجميل قٌبحَ قَرارها، وذَلِك عِندَما رَبَطَت عَودةِ نظامِ الأسدِ للجامعةِ العربيةِ بِسِياسةِ الخُطوة خطوة والَتي سَتُؤَدي إلى تَنفيذِ قَرارِ مَجلسِ الأمنِ رقم / 2254 / ،القَاضي بِتَشكيلِ هيئةِ حُكمٍ انتقاليةٍ كَاملةِ الصلاحياتِ التنفيذيةِ، مَعَ التَأكيد بِأَنَ قَرارَ الجَامعةِ العربيةِ لَن يُجدي نَفعاً مَع نظامٍ مارسَ القَتلَ الطائِفي، وسَاهمَ في تَهجيرِ أكثر مِن نصفَ الشعبَ السوري، وبَاع مُقدَراتِ سورية لكلٍ مِن روسيا وإيران، التي تُنَاصِبَ كَافَةِ الدولِ العربيةِ -ولاسيما دول الخليج العربي – العَداء، وتُضمر لَها الشَّر وتَنتَهزَ أي فُرصةٍ لِضَربِ مَصَالِحَها ومَصَالِح شُعُوبِها في الصَميم، ولَعَلَ سياسةِ نَشرِ “الكبتاغون” والمخدراتِ، – والتي يُشَكِل فيها نِظَامَ الأسدِ رَأسَ الحربة – خَيرَ شَاهدٍ على ضَراوةِ العَدو الإيراني للشُعوبِ العربيةِ.
وبِناءً عَلى ما تَقدمَ، فإن حِزبَ اليسارِ الديمُقراطي السوري، واستناداً ليَقينهُ التام بِانَ السوريين – الذين لم يَستأذِنوا أحداً عِندَما أَطلَقوا شَرارةَ ثَورتِهم العَظيمةِ – مَاضونَ في نِضالِهِم السِلمي، حَتى تَحقيقَ دَولةِ الحُريةِ والكرامةِ، والخالية مِن أي نَوعٍ من أنواعِ الاستبدادِ، وأن شَرعيةَ الأسدِ الَتي أسقَطَتُها دِماءِ الشُهداء، لَن تُعيدَها قَراراتٍ جَوفاء، وأنَ الحَّلَ السياسي لِتَحقيقِ ذلك هو المُتَاحُ حَالياً، ومِن مَبدأ احترام ما تَبَقى مِن سيادةٍ للدولِ العربيةِ، فَإنَ حِزبَ اليسارَ الديمُقراطي لَن يَنضَم لِجوقةِ المُنَددين بِقرارِ الجامعةِ العربيةِ، بَّل يُذَكر الدولَ التي صَوتَت عَلى عَودةِ نِظامَ الأسدِ للجامعةِ العربيةِ بِأنَ مَصالِحُها مُرتَبطةٌ بالشعبِ السوري، لأنه الثَابت الوَحيد في سورية، وإنَ النِظامَ السوري زائلٌ لا محالة، ويُطَالِب تِلكَ الدول بِضَرورةِ الضَغطِ عَلى نِظامِ الأسدِ للإفراجِ عن المُعتقلاتِ والمُعتقلين، وكَشفِ مَصيرَ المَفقودين قَسرياً، كَبَادرةِ حُسنِ نيةٍ مِن قِبلِ نظام الأسد، فَقط لِتَتَأَكَدَ تِلكَ الدول، التي مَازالت تُراهنَ عَلى هذا النِظام، بأنَ رِهَانَها خَاسرٌ، وأنَ هذا النِظام سَيبقى شَوكةً في خَاصِرَةِ الاجماعِ العربي
اللجنة المركزية في
حزب اليسار الديمقراطي السوري
Social Links: