العرض السياسي لحزب اليسار الديمقراطي السوري
شهر أيار عام 2023
لقد ادان حزبنا خطوة التقرب بين تركيا والنظام، ومحاولة تعويمه، وذلك نتيجة للازمة الداخلية في تركيا وتراجع سعر الصرف وانعكاسه على حياة الناس، والصراع حول الاستحقاق الانتخابي بين حزب اردوغان والمعارضة السياسية، تحاول حكومة اردوغان الهروب للأمام لتستعمل الورقة السورية ان كان الانفتاح على النظام او باتجاه التضيق على اللاجئين والتصريحات المتبادلة والنارية بين المتنافسين واستعمال وجود اللاجئين كورقة لعب سياسية حول اعادتهم الى سوريا،، ولقد ادان حزبنا كل تلك الممارسات السياسية و العنصرية ضد اللاجئين وشارك رفاقنا بمؤتمرات وندوات مع احزاب اليسار والجمعيات التركية لفضح هذه الممارسات والدفاع عن الحق التي كفلته الامم المتحدة بحمايتهم من الجريمة وحقهم بالعيش والعمل،،، الان وبعد قرب انتهاء الجولة الثانية من انتخابات الرئاسية ننتظر الفائز وتصرفه اتجاه اهلنا الموجودين على الاراضي التركية وكيفية التعامل معهم.
وبهذا الصدد فإن حزب اليسار الديمقراطي السوري يطالب الامم المتحدة بالضغط على الحكومة التركية القادمة بان تتعامل مع السوريين الموجودين على اراضيها بوصفهم لاجئين ((لا انصار ولا مهاجرين ولا ضيوف))، لهم حقوق وعليهم واجبات،، لذلك ندين وادنا كل الممارسات اللا انسانية ضدهم ، واعتبرنا تدخل الجيش التركي في الشمال السوري بانه احتلال، وادنا تجنيد السوريين بيد المخابرات والجيش التركي وارسالهم الى بؤر الصراع لاستعمالهم كمرتزقة لديها مستغلين حاجتهم المادية من اعالة عوائلهم، وادنا استانا ومخرجاتها ووقوف الضامن التركي وتصرفه عكس مخرجات واهداف الثورة السورية ووقوفه مع الروس والايرانيين من اجل مصالحه وضد تطلعات شعبنا بالحرية والخلاص من الاستبداد والجرائم التي يرتكبها النظام واشرنا بان لا يستغل الوضع الانساني للهاربين من الموت لأغراض سياسية ودعاية انتخابية رخيصة.
بالنسبة لأوضاع اللاجئين في لبنان فقط أدان حزبنا حكومة تصريف الاعمال اللبنانية اتجاه اهلنا اللاجئين، ومحاولاتهم تسليم عائلات بأكملها للمخابرات السورية، واقمنا ندوة حوارية مفتوحة على منصة الزوم دعينا لها المهتمين بشان اللاجئين في لبنان،، ومازال اهلنا في لبنان يعانون من العنصرية والتهديد بالترحيل وتسليمهم لنظام الاسد، بجون وصاية وحماية دولية لهم.
تداعيات الزلزال المدمر الذي أصاب سوريا بتاريخ 6/2/2023:
استنفر الحزب بحسب امكانياته المتواضعة لإغاثة اهلنا في الشمال الغربي لسوريا ، فجمعنا تبرعات مالية من الرفاق والأصدقاء وتم ارسالها للداخل لتقديم المساعدات للمتضررين، ونشط الرفاق في الأراضي السورية التي أصابها الزلزال بإغاثة السوريين المتضررين ومساعدة الاهالي وتامين احتياجاتهم والبحث عن المفقودين تحت الركام زذلك ضمن الامكانيات المتاحة، وفي حنوب تركيا كان رفاقنا ورفيقاتنا من اول المتبرعين بإغاثة اهلنا ومساعدتهم بإيجاد السكن لهم بالتعاون مع المنظمات الموجودة على الارض التركية.
وقد فضحنا النظام وطريقة توصيل المساعدات للمتضررين في الساحل وحلب، وطريقة توزيعها وايصالها للشمال الخارج عن سيطرته، الا ان عصابات النظام والمليشيات التي معه استولت على المساعدات الإغاثية وباعتها بالأسواق، وبعضها استولت عليها العصابات المسلحة المدعومة من ايران.
وكذلك فقط ادنا الامم المتحدة لتقصيرها بدعم الشمال السوري المتضرر وعدم فتح البوابات المغلقة مع تركيا لإيصال الدعم اللوجستي والمساعدات وحملناهم مسؤولية الأرواح التي زهقت تحت الأنقاض بسبب التأخير في إنقاذهم.
وبسبب الزلزال بدأت بوادر الانفتاح على النظام بحجة العمل الانساني، فكانت بعض دول الخليج ومصر ودول عربية اخرى فتحت قنوات تواصل مع النظام من باب الوضع الانساني ومن ثم محاولة تعويمه،، وكان لنا موقف واضح بدعوتنا للقوى الوطنية والديموقراطية بتشكيل تكتل بأكثر من ٤٠ حزب وهيئة سياسية لأخذ موقف ضد تعويم النظام الذي قتل وشرد شعبه، وان هذا النظام اصبح جثة متفسخة لا يمكن ان ينهض من جديد.
الوضع المعيشي للسوريين:
يعيش شعبنا بأزمات متكررة وموجعه جدا،، ووضع اقتصادي معاشي متردي بشكل غير محتمل، ان كانوا تحت سلطة النظام فانهم يعيشون بظروف صعبة تحت القمع والعوز، تبدأ من تدهور سعر صرف الليرة، الى ازمات الكهرباء والماء والمحروقات، وازمة المواصلات وارتفاع اسعار السلع الغذائية بشكل جنوني، وانتشار السرقات والخطف والقتل والاغتصاب وانتشار الجريمة والمخدرات جعل من سوريا طاردة لأهلها وشبابها وكوادرها العلمية المنتجة واصبحت في ذيل قائمة الدول الاكثر فسادا واجراما للعيش فيها ، اصبحت المليشيات والشبيحة والكتائب الطائفية وفرق الجيش كل يتحكم في منطقته يقوموا بالتعفيش والسرقة وتجارة المخدرات والاتاوات من الناس.
وبالانتقال الى مناطق سيطرة حكومات امر الواقع والمليشيات المنتشرة بشمال وشمال غرب سوريا وشرقي الفرات، يسيطر عليها امراء حرب ولا تختلف عن مناطق النظام كثيراً من حيث القتل والنهب على الحواجز، ولم يستطيعوا تقديم نموذجا افضل من حكم الاسد، بل اشد بؤسا وحاجة اقتصاديا واشد ايلاما امنيا وسياسيا، ،، وكذلك ما يحصل في المناطق الواقعة تحت سيطرة ال pkk وحليفه السوري pyd,, وفرعه السياسي قسد الذي وقفوا ضد الثورة وفتحوا ابوابهم للقادم من الخارج السوري لتجنيدهم للقتال في سوريا تحت حماية القوات الامريكية، والتي تسعى لإقامة علاقات ودية مع النظام،، مؤكدين بذلك على فضل النظام وايران بدعمهم في بداية تكوينهم وتواجدهم على الارض السورية لشق صف الثورة بالجزيرة الفرات التي وقف اهلنا بكل مكوناتهم العرقية والاثنية من اول يوم مع الثورة بقيادة الشهيد مشعل تمو الذي شكل حالة وطنية خاصة بنزول الكرد والعرب مع المكونات الوطنية الأخرى في الثورة وبرهنوا بان الثورة وطنية سورية بامتياز، لذلك اغتالوه ليستفردوا بالمكونات السورية (كردية، عربية، اشورية، وسريان) في الجزيرة السورية، وهذا ما حصل لهم من دعم اولي من ايران والنظام ومن ثم الدعم الامريكي وتسليحهم وحمايتهم.
بعد كل ذلك وبعد انشغال العالم بالحرب الاوكرانية وتداعياتها والعزوف الامريكي وتراجع دوره في المنطقة، وضعف ادارة “بايدن”، وتراجع الملف النووي الايراني وخاصة بعد دعم ايران لروسيا بحربها ضد اوكرانيا، وانشغالها بملفات اخرى، تركت امريكا قضايا المنطقة لأهلها من اجل حلها لكن بدرايتها وعلمها عسى ان يوجدوا حلول لمشاكل المنطقة وعدم زج امريكا فيها مباشرة لذلك اعطت العرب الضوء البرتقالي ليتحركوا ضمن حدوده فقالت لهم اعملوا وسنرى اعمالكم وخاصة الملف السوري والمهم ان ينسوا (إسرائيل ) ،، لذلك قدمت الاردن مشروعها التي عرضته على الادارة الامريكية من اكثر من عام ، اليوم طرحته للحكام العرب ليوافق عليه بسياسة الحل خطوة خطوة، على ان يكون حلا شاملا باشراك المعارضة السورية، مع عودة اللاجئين والاعمار، و الاهم لهذه الحكومات وقف تجارة “الكبتاغون”، مع تجاهلهم لاهم قضية هي قضية المعتقلين والمغيبين قسريا في سجون النظام وهذه من اولويات الحل السياسي في سوريا، ،، ،،
كان موقف حزبنا واضح، فبعد فشل الحل العسكري لا يوجد امامنا الا الوحدة والتفاوض والجنوح للانتقال للعمل السياسي وضمن مخرجات الحل الذي وافقت عليه دول العالم، ، وقلنا هل يستطيع الحكام العرب وجامعتهم العربية ان يجبروا النظام المحكوم ايرانيا وروسيا بان يطبق القرار ٢٢٥٤ والقرارات ذات الصلة التي اصدرتها الامم المتحدة ومجلس الامن، وهل يحقق شرط اقامة حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية، وهل يطلق سراح المعتقلين كبادرة حسن نية، اذا استطاعوا ذلك، نقول نعم نحن معكم، ونحن نريد الحل السياسي وعودة اللاجئين لكن ليس كما يراه الاسد وايران، وقلنا بان العرب والعالم جربوا هذا النظام و وعايشوا خداعه، انه نظام مجرم لا يمكن ان يحقق ما يريده السوريين والمجتمع الدولي والعربي ، ولن يقدم شيء وسيماطل لكسب مزيدا من الوقت ليصل الجميع لليأس وتتغير حكومات وتأتي غيرها وهو موجود يتأمل بالانفراج هنا أو هناك يؤدي لعدم محاكمته ، لذلك يجب ممارسة الضغط الحقيقي من الدول ذات الثقل في الملف السوري وخاصة روسيا وامريكا والاتحاد الاوربي، وأصدرنا بيان يؤكد للحكومات العربية بأن موضوع إعادة نظام الأسد للجامعة العربية لا يعني الشعب السوري لأنه عندما تم إخراج الأسد من الجامعة لم يستشر الشعب السوري والان تعيدونه لمكانه بينهم بعد ان انجز مهمته لقتل وتشريد وتدمير ممتلكات كل من خرج عليه يطالب بالحرية والكرامة ، فقلنا لهم انتم الفاعلين وحدكم، لان ثورات الربيع العربي هزت عروشكم، نعم اوقفوها في سوريا وهم يتفرجون على هول الكارثة والدم والتدمير لشعبها عندما نادى بالحرية والعدالة الاجتماعية.
الوضع العربي:
وقفنا مع الثورة السودانية وما تعرضت له من انتكاسة بسبب اقتتال العسكر وصراعهم على السلطة وحملنا القوى السياسية المسؤولية الاهم بسبب انقسامها وعدم توحدها مع مطالب الشعب السوداني، فقسم وقف مع العسكر ضد الحراك الثوري مما اطال فترة تسليم السلطة للمدنيين وانقلابهم على الحكم المؤقت والقسم الثاني بقي في الشارع يقود المظاهرات ضد حكم العسكر الا ان وقعت الحرب والخاسر الاول هو الشعب السوداني وتورته.
أما بالنسبة للتصرفات العنجهية التي تمارسها دولة الكيان إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني فإن الحزب يدين بأشد العبارات ما ترتكبه حكومة “نتينياهو” بحق الشعب الفلسطيني، ويدين عقد اجتماع الحكومة الإسرائيلية في أحد الأنفاق الموجودة تحت الجامع الأقصى ويدين مسيرة الأعلام التي قام بها اليمين الإسرائيلي المتطرف بقيادة وزير الأمن الإسرائيلي “بن غفير” والذي اقتحم ساحات الجامع الأقصى.
الوضع الدولي:
عالميا اخذ الغزو الروسي للأراضي الاوكرانية اهتمام العالم، لذلك غيبت الازمة السورية عن المشهد الدولي، واخذ الاهتمام الاكبر من دول صاحبة المصلحة والقرار بالوقوف مع المقاومة الاوكرانية الذي يقودها الرئيس زلنيسكي وكانت فرصة لوقف غطرسة بوتن بعد ان اعطوه الضوء الأخضر لتدمير البنية التحتية والمشافي والمدارس وتدمير البيوت في سوريا، لذلك جاءتهم الفرصة الان بتوريطه اكثر بالوحل الاوكراني بعد ان فتحوا خزائن الاسلحة والمال للجيش والمقاومة الاوكرانية،، لإنهاكه وتراجع اقتصاده ليعود كدولة شبيهة بدول العالم الثالث، لا ننسى الصراع بين اقتصاديات هذه الدول التي تقودها الشركات الكبرى متعددة الجنسيات وبين اقتصاد روسي ضعيف مهلهل يريد ان يصارع الاقوياء وان يكون له دور في الخارطة التنافسية العالمية، وقف حزبنا ضد الهجوم الروسي على دولة مستقلة وعضو في الامم المتحدة، فمهما كانت الاسباب التي يسوقها بوتن من الاستحواذ والسيطرة والعنجهية، لا يحق له احتلال دولة ذات سيادة وخاصة على حدود أوربا والحلف الاطلسي، لذلك لم يحقق الانتصار الذي حلم به بوتين ونظامه، هدد بالنووي، وغزو دول اخرى، كل هذا نتيجة تورطه بالوحل الاوكراني وتراجع اقتصاده وانكشاف بؤس قوته العسكرية.
وأخيراً فإن حزب اليسار الديمقراطي السوري يؤكد على أنه علينا ان لا نيأس ونواصل نضالنا من اجل انتصار ثورتنا،، لنبدأ مع القوى الوطنية والديموقراطية للتوصل الى نوع من التحالف او الجبهة لنشكل ثقل حقيقي تثق بنا دول العالم باننا قوى سياسية ديموقراطية ولسنا ارهابيين ولا اسلامويين من قاطعي الرؤوس وآكلي الاكباد كما يروج نظام المجرم بشار الأسد، بل نحن ضد الارهاب بكل انواعه واشكاله ومع السلم الاهلي والسلام ومع حقوق الانسان، ولسنا إقصائيين، ونحترم كل خيارات الشعوب بالحرية والعدالة الاجتماعية.
عاش الشعب السوري وثورته العظيمة
الرحمة لشهداء الثورة والحرية للمعتقلات والمعتقلين
لن يهزم شعب يطالب بحريته وإقامة دولته المدنية الديمقراطية التعددية
اللجنة المركزية في
حزب اليسار الديمقراطي السوري 2023/6/1
Social Links: