المستحاثات الشيوعية

المستحاثات الشيوعية

م خالد نعمة

كنت أود أن أرميهم بنعت النعامات، لكنني آثرت التراجع عن استخدام هذه الصفة، لأنَّ هذه الطيور منها فائدة، فريشها تصنع منه أوثر الوسادات.حين قام السوريون قومتهم الأولى في العام 2011، ارتكبت تلك الفئة الضالة من الشيوعيين ذنب التقية، ودفعت بمبررها أنَّ المنتفضين والثائرين انطلقوا من الجوامع، لا من الجامعات.في هبـَّـتهم الحالية، أطلق السوريون الطامحون إلى حياة ملؤها الحرية والكرامة أصواتهم من ساحة الكرامة في سويداء القلب، لكنَّ هذه المومياءات الشيوعية فضـَّـلت الغياب الكامل عن المشهد، وأكلت القطط ألسنتها، التي سبق لها أن انعقدت من قوة فعل الجماهير على الأرض.عندما كتب رفيقي (عطية مسوح) واصفاً هؤلاء بأنهم بقايا أحزاب من الماضي، كنت أستغرب وصفه، وأعارضه، لكن تبيـَّـن الآن وبالملموس أنَّ بصيرته كانت أوسع، وأنـَّـني تأخـَّـرت عنه عقدين لأفهمهم على حقيقتهم، وأنـَّـني كنت أنفخ في قربة مثقوبة، عندما كنت أناديهم معوِّلاً عليهم.كان (دانيال نعمة) يقول: حتى الأحزاب الشيوعية تشيخ وتموت، وكان يؤكد إنـَّـه يوجد رجعيون بين الشيوعيين أيضاً، ولا يكفيهم الاسم كي يكونوا طليعة وتقدميين.أحداث اليوم، ومأثرة أهل الجنوب السوري التي يكتبها أباة بنزولهم إلى ساحة النضال ضد أغشم نظام حكم هذه البلاد حتى تاريخه، تؤكد ما قاله عطية وما أعلنه قبله دانيال.هذه أحزاب تدفن نفسها بنفسها باللافعل الثوري وبالانحياز الأعمى إلى نظام الطغيان وبخوفها من حراكات الجماهير، التي تركتها وراءها بمراحل، مراحل لا يمكن تداركها بالمواضيع الإنشائية في جرائد الحيطان المدرسية.

  • Social Links:

Leave a Reply