سوناتا سِيريَانَا#

نجم_الدين_سمّان

مِن غُرفةِ الرَحمِ

إلى غرفة اللَحدِ

كأنما العُمرُ..

رَفَّةُ رِمشٍ

في المَمرِّ القصيرِما بينَ غُرفتَين.

ومن حُضنِ أمّي

إلى حُضنِ امرأةٍكأنما العِشقُ..

رعشَةٌما بين حُلمَتَين.

ومن حُبٍّ إلى حُبٍّ

كأنما قلبي..

مَوَّالٌ من مقامِ الصَبَاما بين خَيبَتَين.

ومن مٌستَبدٍ إلى مُستبدٍكأنما الشرقُ..

خطيئةٌحتى في صلواتِنا

وما بينَ رَكعَتَين.

نَلوبُ من سِجنِ أنفُسِناإلى سجون طُغاتِنا

كأنما القَيدُ حول معَاصِمِنا حَبلٌ..

ما بين جلّادَين؛

كأنما الحريَّةُ..

حُلمٌما بينَ مرتين مجزرتين

؛كأنما الكرامةُ تُبَاعُ مرَّةوتُشرَى مرَّاتٍ..

ما بينَ سِمسَارَين.

ما اللعنةُ..

إذاًمن حَرب البَسوسِ

إلى حروبِ الطوائف حتى..

لكأننا غيمةُ لا تهطلُ إلا..

دَماًما بينَ سيفِ يزيدٍورأسِ الحُسَين.

ما اللعنةُ..

إذاًسوى أن نعيشَ في ماضٍ ناقصٍ

مُستمِرٍّما بين عَمَامَة وبسطارٍ لا ثالثَ بيننا..

يَجُبٌّ الاثنَين؟!.

ما اللعنةُ..

إذاً؛ سوى تِرحَالِنَامن بلدٍ..

كانَ لناإلى بلادٍ..

ليست لنا حتى لكأنّا جِسرٌ

من خشبٍ منخورٍ ما بين تغريبتَين؛

خيمةٌ.. رقعناها بجُلودِناما بين إعصَارَين؛

حنينٌ..

كالحُمَّى التيفيّةإلى عُمرٍ عِشنَاهُما بينَ كُلِّ انقلابَين؛

وإلى خَرابٍ في أرواحِنَاقد صار..

خرابَين؛

وإلى يَبَابٍقد كان سَبعاً عِجَافافغَدَا..

سَبعاً دامياتٍبعد سبعٍ ما بين كلّ طاغيتين.

ما اللعنةُ..

إذاًطيلةَ تاريخِنَا الدمويِّ؛

سوى أن تكون سورياًآراميّاً..

كنعانيّاً..

فينيقيّاًبينَ كلِّ طاغِيةٍ

وغَازٍ

وما بينَ كُلِّ امبراطورِيَّتَين؟!.