رؤى عبد الصمد
لا اعتقد انه يوجد حزب عربي او منظمة او اي تيار او توجه منظم او غير منظم يمتلك الحد الادنى من الواقعية السياسية..
بل يجهل الجميع المعنى الدقيق للواقعية السياسية نظرا” لعدم طرحها من اي طرف ..
و السؤال لماذا نبتعد عن الواقعية السياسية ؟ ببساطة لان ( الجمهور عايز كده ) نعم الجماهير تطلب المزيد و المزيد من الاحلام و الشعارات و احلام اليقظة ..
يعرض عليك احدهم مشروعا” اقتصاديا” و يقدر لك نسبة الارباح السنوية ب 10% فتعرض عنه ، بينما آخر يعرض عليك مشروعا” آخر بنسبة ربح 200% فتتحمس و توافق على مشروعه بسرعة ..
و النتيجة تخسر مالك .. الربح و الراسمال
و يربح صاحب المشروع الاول نسبة ال 10% و لكنك تكرر التجربة لاحقا” مع نصاب آخر يعدك بارباح تفوق 500%
هذا هو مجتمعنا ببساطة ،و الحركات السياسية تسوق بالطبع وفقا” السوق ، تستهدف الجمهور الساذج و تبني قواعدها العريضة ..
اساسيات الواقعية السياسية :
١-ارفع شعارا” قابلا” للتطبيق و ممكنا” تحقيقه خلال فترة زمنية قصيرة منظورة ( عشر سنوات ليس اكثر ) و ليكن ببال الحركات السياسية امكانية تطوير اهدافها الى مرحلة أعلى و لكن بعد تحقيق الهدف الاول ، اذا كنت اخطط لرفع المستوى المعيشي للانسان خلال عشر سنوات 100% و 400% خلال عشرين سنة ، فعلي ان اعلن فقط الهدف 100% خلال عشر سنوات و اخفي هدف 400% خلال عشرين ..
عند تحقق الهدف 100% يمكنني ان اطرح وقتها الهدف الآخر ..
ان طرحي الهدف الثاني مباشرة يعني ذر الرماد في العيون ، سيكسب الحزب قاعدة شعبية كبيرة و لكن سرعان ما ستتبدد احلام هذه القاعدة ، عندها سيلجأ الحزب للكذب و المواربة و تترهل قواعد الحزب و تفقد جاذبيتها الشعبية ..
٢- على اي حزب عدم الغاء الآخرين ، خصوصا” في بداية عمله ، عليه ان يبني برنامجه على اساس وجود الآخرين لا على أساس الغائهم ، و هذا يتطلب بالطبع التعاون و تبادل الاراء مع القوى السياسية الاخرى و اعتبارهم شركاء لا اعداء
٣-لا تفتح صراعا” متكافئا” ،انه استنزاف بلا مقابل ،و بالتاكيد لا تفتح صراعا” غير متكافئ لصالح الطرف الآخر
ليس المقصود بفتح الصراع فقط الحرب العسكرية بل يشمل حتى الدعوة اليها و الاهم طبعا” اعلان عداء مجاني يستنزف الطاقات الفكرية على الاقل
٤-يجب الاقتناع ان حجم حق ما تتناسب طردا” مع القوة التي تطالب بهذا الحق ، يجب تقسيم الحقوق بكل بساطة بالأخذ بعين الاعتبار توزع القوى
حين تتفاوض طالبان مع امريكا يجب على طالبان بالتاكيد نسيان مبدا الند للند و القبول بتحصيل الحد الممكن من الحقوق ، اقول الممكن لا المستحق ، لا يوجد حق مستحق بكل تاريخ السياسة ..هناك حق ممكن الاتفاق عليه ..و المطالبة بحقوق مطلقة يعني مزيدا” من الاستنزاف بلا طائل و لا جدوى
Social Links: