فوزية العليوي
نظارتي تهزأ مني كل مرة أعيد فيها النظر إلى فاتورة ..
ليست عيوني المشكلة بل الغلاء..
في بلدي صار التناقض ضيفآ ثقيلآ
فكيف لوجبة عشاء في مطعم فاخر
أن تفوق بضعفين راتب مدرس قديم !!!!
في بلدي لا يوجد كرسي فارغ في كافية
أو مطعم أو ملهى بينما لا يصل رغيف خبز إلى أفواه البعض ..؟؟!!!
في بلدي يشح البنزين و تكثر المشاوير
و فيها يسود الظلام و يلتحم باللون الأسود
و تشرق أنوار الحفلات بإسراف و استهزاء ؟؟!!!
في بلدي تتزاحم سيارات متعبة على شفير
الانهيار و سيارات دفع رباعي تبهر الأنظار ؟؟!!
في بلدي هناك كل شئ و لا يوجد شئ…
في بلدي تتعالى أصوات المآذن و تتعالى معها أصوات موسيقا وضحكات لا مبالية
و يمشي الحجاب بجانب الشورت دون التفات…
و كل مذهب يذهب إلى أقصاه
لا تسألني كيف يعيش الناس في الشام
بل اسألني كيف مازالت الشام حية ؟؟؟!!!
هذه المدينة لغز عصي
لا تحاول حله …
فلا هي قوية و لكنها أيضاً ليست ضعيفة
و لا هي جميلة و لكنها أبعد ما تكون عن البشاعة ..
لا هي سعيدة و لكنها أيضآ ليست بشقية ..
هي حالة خاصة جدآ بين المدن
تهديك روحآ و تعطيك حنانآ
و لا تطلب منك إلا أن تترك المنطق خارجها
لا تشفق عليها فاسمها في القرآن
” الأرض المباركة ” و ياله من شرف
لا تشمت بها ..
لا تستهزأ…
و لا تسأل…
تقبلها كما هي أو ابق في مكانك و لا تزرها
عملة ذات وجهين هي
و لكل وجهه..!!
Social Links: