من سلاح النفط إلى سلاح الحبوب

من سلاح النفط إلى سلاح الحبوب

المحامي أدوار حشوة

النفط والحبوب والممرات اسلحة اقتصادية   استعمالها كسلاح   يفجر  الحروب والازمات العالمية .

-١- النفط ليس توريده فقط ولكن   نقله وأسعاره وحركة ودائعه في مصارف العالم .

-٢- الممرات العالمية البوسفور وقناة السويس    البوسفور  كمنفذ لدول  البحر الاسود  على اوروبا وقناة السويس كمنفذ لأوروبا الى  افريقيا وآسيا  .

-٣- الحبوب  ليس القمح فقط بل الذرة وفول الصويا أيضا كمكونات اساسية  في الغذاء العالمي .

وباستقرار التاريخ:

 أدى تأميم جمال عبد الناصر لشركة قناة السويس عام ١٩٥٦ تسبب في عدوان ثلاثي بريطاني وفرنسي واسرائيلي  وانتهى الى اقرار دولي  بحق  مصر في التأميم مقابل( تعهد مصري باستمرار القناة كممر دولي  للملاحة الحرة بدون شروط ). ..

نسفت سوريا في ٢٩-١١-١٩٥٦ محطات ضخ النفط العراقي ردا على العدوان على مصر ولم تسمح باصلاحها الا بعد جلاء جيوش العدوان الثلاثي عن مصر مقابل (تعهد حكومي بعدم تكرار ذلك .).

قطعت السعودية النفط عن اوروبا بعد حرب حزيران ١٩٦٧ وتسببت في ازمة في كل اوروبا وانتهت الى اعادة ضخ النفط مقابل (تعهد بعدم استعمال النفط كسلاح .).

بعد حرب ١٩٧٣ استعملت السعودية النفط عبر تخفيض الانتاج وأدى الى زيادة الاسعار وقام الملك فيصل  بنقل ٢٥ مليار من ودائع النفط في البنوك الاميركية الى بنوك فرنسية فأربك الاقتصاد الاميركي وانتهى الامر بافتعال تمثيلية اغتيال فيصل وعادت الودائع الى اميركا .

في قمة فاس تم اقرار المبادرة العربية والاعتراف باسرائيل بشرط الدولتين مع تعهد (بأن لا يستعمل انتاج النفط  ونقله كسلاح .!).

بعد معاهدة لوزان  تقيدت تركيا بالبوسفور كممر للملاحة الحرة بين الدول ولم  تستعمله في أي خلاف واستفادت من عائدات المرور التي شكلت موردا  اقتصاديا مهما.

الآن التصرف الروسي باستعمال مرور   الحبوب  الأوكرانية كسلاح أدى الى أضرار عالمية والى غضب تركي لأنه اوقف موردا اقتصاديا يضاف الى تدهور اقتصادها وسوف تتوسط  فاذا فشلت قد لا تستمر العلاقات حسنة بين تركيا وروسيا !

بالمقابل أوكرانيا والناتو يعتبرون الاجراء الروسي استعمالا للغذاء العالمي كسلاح في الحرب على اوكرانيا قد يؤدي الى وقف حركة الملاحة في كل البحر الاسود وقد يفجر حربا أوسع.

الوسطاء يعتقدون أن سبب الحصار الروسي على الحبوب هو استهداف اوكرانيا العاصمة الروسية   وادى ذلك الى فقدان الرأي العام الروسي للثقة  بقدرة  جيشه على حماية العاصمة ودليلا على فشل روسيا في الحرب التي تعهدت بالوصول فيها الى كييف  في ساعات فصارت صواريخ كييف فوق موسكو .!

قد ينتهي الامر الى تعهد كييف بعدم ارسال صواريخ إلى موسكو مقابل تعهد روسي بعدم التعرض لسفن الحبوب بوساطة تركية أو بسفن تركية ناقلة للحبوب.

على أي حال الوضع قابل لانفجار أوسع.

  • Social Links:

Leave a Reply