رؤى عبد الصمد،،
ستسألونني كيف ستبني اسرائيل أمنها و سلامها مع الشعوب و ليس مع الأنظمة ، علما” ان هذه الشعوب بفطرتها تعادي اسرائيل و تكرهها ، و ان الانظمة الديكتاتورية تضطر لإعلان العداء لاسرائيل كسبا” لرضا الجماهير و لامتصاص حماسها و كراهيتها ؟!صحيح ، هذا هو السؤال الصعب و الكبير ، و نظرا” لصعوبته تختار اسرائيل الحل الأسهل ، تلحق هذه الانظمة كعملاء رخيصي الاجر لها مقابل ان يكبحوا جماح هذه الشعوب ..لكن على اسرائيل ان تدرك – و كما يحدث الآن – ان هذا الأمن لها هش ، سرعان ما يتصدع عند اول تسرب في هذه المنظومة ..تنسى اسرائيل ان سبب الكراهية و العداء لها هو تلك المدرسة الفكرية التي تكرسها الانظمة الديكتاتورية ، إذ لا وسيلة اخرى امام تلك الانظمة لقمع المواطنين و نهب ثروات الوطن إلا إعلان عدو خارجي تاريخي لها و من غير اسرائيل لهذه المهمة و هي التي تجمع البعد القومي و الديني و التاريخي معا” ..و الحل هو إيجاد حكومات وطنية مخلصة في هذه البلدان ، هذه الحكومات التي تعمل على بناء بلدانها و سعادة شعوبها ، و عندها لن تكون بحاجة لصناعة عدو خارجي لبقائها ، بل سيكون بقاؤها مرتبطا” بمدى قدرتها على بناء بلدانها و تحقيق متطلبات شعوبها..و عندها سيكون تحقيق السلام مع اسرائيل تحصيل حاصل بل سيكون مطلبا” شعبيا” طالما سيخدم هدف البناء و التطور لهذه البلدان ..
Social Links: